أزمة اللجوء واللاجئين فى أوروبا - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:36 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أزمة اللجوء واللاجئين فى أوروبا

نشر فى : الخميس 27 أغسطس 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الخميس 27 أغسطس 2015 - 9:10 ص

يصمت رؤساء وساسة حكومات دول الاتحاد الأوروبى طويلا على تصاعد العنف باتجاه اللاجئين والمهاجرين (الشرعيين وغير الشرعيين) الذين يطرقون الأبواب بحثا عن الملاذ الآمن والرزق والبداية الجديدة.

يصمتون أيضا على رواج المقولات العنصرية، وعلى تنامى المشاعر السلبية تجاه اللاجئين والمهاجرين بين قطاعات سكانية مؤثرة ــ مدفوعة بالخوف من الآخر والقلق إزاء تداعيات الأعداد الكبيرة من اللاجئين والمهاجرين على موازنات الدول الأوروبية والظروف المعيشية لمجتمعاتها، ويتجاهلون غزو هذه المشاعر السلبية للمجال العام بأشكال مختلفة من التظاهر إلى السلوك الانتخابى.

يصمتون كذلك على التوظيف الردىء للمشاعر السلبية وللخوف من قبل أحزاب وقوى اليمين المتطرف، ويمتنعون عن مواجهة الحركات العنصرية سياسيا لكى لا تهتز معدلات قبولهم بين القطاعات السكانية الخائفة من اللاجئين والمهاجرين ولكى لا تتحمل أحزابهم خسائر انتخابية محتملة، ويتورطون فى ممالأة شعبوية لليمين المتطرف.

يصمت رؤساء وساسة حكومات دول الاتحاد الأوروبى، بل ويتقدم بعضهم من الشعبويين والمحسوبين على اليمين صفوف قارعى طبول الخوف من اللاجئين والمهاجرين ورفض وجودهم ــ كما فى المجر وسلوفاكيا على سبيل المثال، ويتركون للمجتمع المدنى بمنظماته الحقوقية وجمعياته الأهلية ومؤسساته الدينية الخاصة ووسائل الإعلام وبعض النخب الفكرية والثقافية والشخصيات العامة مهمة الدفاع عن حق اللاجئين والمهاجرين فى البحث عن الملاذ الآمن والرزق والبداية الجديدة فى أوروبا وبلادهم الأصلية تعانى من الحروب الأهلية والدمار والإرهاب والعنف وهم فى بلادهم يعانون من التهجير والتعذيب وانتهاك الحقوق والحريات وتدمير بيئاتهم الحياتية ومصائر الارتحال الدائم.

يصمتون، باستثناءات محدودة أبرزها المستشارة الألمانية التى أدانت بصرامة الاعتداءات الأخيرة فى بعض المدن على أماكن اللاجئين والمهاجرين (ومعظمها حدث فى شرق ألمانيا)، ووزير المالية الألمانى ولفجانج شويبله الذى قدم نموذجا للسياسة المسئولة حين أكد قدرة الخزانة الألمانية على تحمل تكلفة ما يقرب من مليون لاجئ يتوقعون وصولهم إلى ألمانيا فى 2016، وبدرجة أقل الرئيس الفرنسى الذى طالب جميع الحكومات الأوروبية بتحمل مسئولياتها تجاه اللاجئين والمهاجرين دون تمييز عنصرى أو رفض لبعضهم يرتبط بهوياتهم الدينية ــ على النحو الذى تمارسه الحكومة السلوفاكية الرافضة لاستضافة لاجئين مسلمين.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات