يحتفل العالم غدا الأحد ٢٩ سبتمبر بالقلب فيما أسمته الأمم المتحدة يوم القلب العالمى فى تقليد سنته للتوعية ببعض ما يهم الإنسان بصفة عامة من شئون سلامة صحته. فى تلك الأيام التى حددتها الأمم المتحدة تقام فعاليات متعددة الهدف الأساسى منها التعريف بالأمراض المختلفة التى تهدد صحة الإنسان وأمنه سواء كانت عضوية أو نفسية، معدية أو مزمنة.
صادف أن قرأت هذا الأسبوع نتائج دراسة مهمة تشير إلى أن الاكتئاب يضاعف من احتمالات وفاة مرضى القلب الأمر الذى أثار انتباهى بالفعل فكان أن قررت أن أكتب لكم أعزائى عن تلك الدراسة مساهمة منا فى التعريف بخطر الضغوط النفسية والمشاعر الاكتئابية ودورها غير المباشر على القلب وشرايينه.
اجتمع رأى أطباء النفس الإنجليز والفرنسيين فى دراسة لأحوال ستة آلاف مريض بقصور عمل الشرايين التاجية للقلب على أن الاكتئاب يرفع احتمالات الوفاة لأربعة أضعاف احتمالات الوفاة فى حالات الإصابة التى لا يصاحبها اكتئاب.
الدراسة التى أجريت لهذا العدد من المرضى على امتداد سنوات خمس بنيت على ملاحظة تؤكد أن المريض الذى يعبر الأزمة القلبية دون المرور بنفق الاكتئاب المظلم يتعافى بصورة أسرع ويستعيد قدراته إلى حد يمكنه من العودة إلى حياة طبيعية نشطة.
أما الذى يصاب بمشاعر الكآبة والإحباط فإنه يتعافى بصورة بطيئة لا تصل للحدود المتوقعة أو الطبيعية.
الدراسة رصدت أحوال من أصيبوا بالجلطة القلبية وهبوط القلب فى أثرها، أيضا من أجروا عمليات القلب المفتوح الناجح منها وما أعقبه من مشكلات فكان أن أكدت أن الاكتئاب عامل بالغ التأثير فى حياة المرضى خاصة بعد الإصابة بالجلطة أو إجراء عملية القلب المفتوح.
وأن وجود من يهتم بالمريض أمر حيوى قد يبعد عنه شبح الاكتئاب ويسهم كثيرا فى قدراته على مواجهة تلك الخواطر القاسية التى تنذر بالنهاية.
الدراسة حوت رسالة مهمة موجهة للأطباء والجراحين الذين يتصورون أن دورهم ينتهى عند انتهاء الجراحة أو الوصول لتشخيص يبدأ معه العلاج.
توصى الدراسة بأن علاج حالات أمراض القلب يجب أن يتم فى وجود فريق متكامل يضم طبيب أمراض القلب مع الجراح إلى جانب طبيب علم نفس وأخصائى علاج طبيعى وأخصائى تغذية فيما يعرف ببرنامج إعادة تأهيل مريض القلب.
أما ما تقترحه الدراسة على المريض هو أن يتحدث دائما لطبيبه ولا ينطوى على نفسه إلى الدرجة التى تشعره بالوحدة ومن ثم تقوده للاكتئاب. تقترح الدراسة أيضا على المريض أن يلجأ للرياضة متى سلك سبيلا لها وفقا لإمكاناته وتحت إشراف طبى على أن يتم ذلك فى أسرع وقت يمكن فيه أن ينهض ليلحق بإيقاع أيامه الطبيعية.
كل عام وأنتم جميعا سالمى القلب والفؤاد