** كنا ننتظر الكلاسيكو لنرى تلك المباراة الفريدة بين ميسى ورونالدو، واليوم ننتظر نفس المباراة لنرى المباراة الفريدة بين ريال مدريد وبرشلونة بدون ميسى ورونالدو. فهل يرسخ برشلونة تفوقه الذى يحققه هذا الموسم أم يعود ريال مدريد إلى حاله بعد سقوطه من أعلى قمة الجبل والسيطرة على البطولات؟
** قبل رحيل رونالدو إلى يوفنتوس، وقبل إصابة ميسى، وحين كان الاثنان يدخلان فى مبارزة فنية فوق سطح العشب الأخضر. وفى صفحات وبرامج الرياضة تناولت تلك المبارزة، فهى بين فريقين وليست بين لاعبين. ونجاح ميسى يرتبط بزملائه فى برشلونة، ونجاح كريستيانو يرتبط بزملائه فى الريال.. وقبل ذلك كان للمدربين أدوارهم، ومنهم الذى نجح بصورة مذهلة مثل زين الدين زيدان وجوارديولا، ومنهم من يعانى مثل لوبتيجى هذا الموسم وفالفيردى قبل موسم..
** لقد كان زيدان مدربا موهوبا بقدر ما كان لاعبا موهوبا. فأضاف قوة دفاعية لوسط الريال بكاسيميرو، وغير من طريقة اللعب عدة مرات حسب المنافس التى تراوحت بين 4/4/2 و4/3/3.. كما أنه مارس التدوير بشكل جيد، فكان رونالدو يجلس احتياطيا أحيانا..
** كلاسيكو اليوم هو الأول بين ريال مدريد وبرشلونة بدون ميسى ورنالدو أو بدون أحدهما لأول مرة من 11 سنة. وهما أهم نجمين فى السنوات العشر الأخيرة ولذلك ظل الإعلام فى العالم كله يبيع فكرة أن الديربى الإسبانى عبارة عن مبارزة بين ميسى ورونالدو.. واليوم تتحدث كل وسائل الإعلام عن كلاسيكو بدون كريستيانو وبدون ميسى.. فالإعلام يصنع تلك المقارنات ويعيش بها، ويبيعها، إلى جمهور عاشق للنجوم، ويراهم أبطاله..
** قلت فى السابق وأكرره الآن: إن اختصار كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة فى ميسى ورونالدو كان منتهى الظلم لكرة القدم ولجماعيتها، ولمفاهيمها، وقيمها، وحقيقتها..إن كرة القدم لعبة جماعية، وهى عبارة عن صراع بين فريقين. وميسى لم ينجح بنفس القدر مع الأرجنتين كما نجح مع برشلونة. وكريستيانو رونالدو نجح أحيانا مع البرتغال ولم ينجح دائما كما نجح مع الريال. الفارق هنا فيما يتعلق بميسى، هو الفارق بين مجموعة الفريق الإسبانى وطريقة اللعب. والتنظيم مقابل الفوضى فى المنتخب الأرجنتينى، والأداء الجماعى والفارق بالنسبة لرونالدو هو الفارق بين التكتيك الجيد فى الريال مقابل الوهن والضعف فى منتخب البرتغال.. الفارق هو فى زملاء ميسى ورونالدو فى برشلونة وريال مدريد. والفارق فى منافسى الفريقين بالدورى الإسبانى مقارنة بمنافسى الأرجنتين والبرتغال فى كأس العالم.. لكن الإعلام بدوره يحاول أن يبيع الصراع الفردى بين نجمين كبيرين، كجزء من بيعه فكرة الصراع الجماعى بين فريقين كبيرين..
** الأسئلة كثيرة.. فمصير لوبتيجى يرتبط بنتيجة اللقاء وبفوز الريال.. خاصة أن الفريق حلق عاليا بانتصارات رائعة وأرقام قياسية مع زيدان، ولكنه تعرض للنقد من جماهيره حتى حين فاز فى مباراته الأخيرة، بينما أثبت برشلونة أن كرته ظلت قوية مع غياب ميسى، وقام رافيينا ألكنترا بدور نجم النجوم الأرجنتينى..؟
** ودعونا ننتظر ونرى كيف سيكون شكل الكلاسيكو بدون ميسى وبدون رونالدو لأول مرة منذ عشر سنوات تربع فيها كلاهما على عرش كرة القدم فرديا؟!