ماذا لو يئس الجيش؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا لو يئس الجيش؟

نشر فى : الخميس 28 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الخميس 28 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

ماذا لو أصيب الجيش أو قادته باليأس الآن؟! ماذا لو قرروا الانسحاب من الشوارع والعودة إلى ثكناتهم وتركوا الإخوان وأنصارهم والاشتراكيين الثوريين وأنصار 6 أبريل وأنصار الأحزاب المدنية وجهًا لوجه؟!.

السؤال السابق سمعته من أحد العسكريين السابقين مساء الثلاثاء الماضى عقب قيام قوات الأمن بالقبض على مجموعة من الناشطين الذين تظاهروا فى ميدان طلعت حرب من دون الحصول على إذن من وزارة الداخلية تطبيقًا لقانون التظاهر الجديد.

قلت لهذا القيادى العسكرى السابق: تصورى أن العسكريين لا يعرفون اليأس؟! .

لكننى فوجئت برده يقول: لا تنس أن قادة الجيش هم فى النهاية بشر ولهم قدرة على الاحتمال، وعليهم ضغوط من صغار الضباط الذين يشعرون بأن تضحياتهم غير مقدرة، وأنهم تركوا أسرهم ووحداتهم وناموا فى الشوارع وحملوا أرواحهم على أكفهم ويتساقط بعضهم كل يوم برصاص الإرهابيين دفاعًا عن مدنية مصر ولا يشعرون أنهم يمنون على الوطن والمواطنين بهذه التضحيات، لكنهم قد يشعرون باليأس إذا وصل إليهم شعور أن ثمن كل هذه التضحيات هو النكران والجحود بل وأحيانا السب والشتم والتريقة.

هذا الضابط الذى اتصل بى ليلة الثلاثاء الماضى أقسم لى أن أحد كبار ضباط الجيش قال له إنه إذا استمر عدم مبالاة بعض الأحزاب والشخصيات السياسية المدنية وبعض أعضاء لجنة الخمسين بهذه الطريقة فإنه لا يستبعد أن يقوم الجيش بالعودة إلى ثكناته للتفرغ لمهمته الرئيسية وهى حماية الحدود، وترك السياسيين للصراعات الحزبية الضيقة والعبثية.

عند هذه النقطة قلت للضابط لكن إذا حدث هذا التطور الدراماتيكى فإن الإخوان قد يعودون للحكم فى اليوم التالى أو تندلع حرب أهلية ستدفعون أنتم أيضا ثمنها، فرد قائلًا إن الأحزاب وبعض هواة السياسة لا يدركون أن مغادرتنا الساحة الآن تعنى بالضبط عودة الإخوان والتنكيل بالجميع خصوصًا كل من أيد ثورة 30 يونيو.

لدى غالبية قادة الجيش يقين حسب هذا القيادى العسكرى المتقاعد مفاده أن بعض أعضاء لجنة الخمسين مدفوعون بانتهازية ممقوتة والبحث عن مكاسب ضيقة يهددون بإجهاض ثورة 30 يونيو وانهم لا يدركون ان هذا الامر قد يعطل الدستور وربما كل خريطة الطريق، ولو حدث ذلك فإن عودة الإخوان فى هذه الحالة قد لا تكون مستحيلة. ويستمر هذا القيادى فى القول ان هناك هدفا استراتيجيا هو تمرير الدستور وبعدها يمكننا الخلاف كما نشاء، لكن التفرغ لتقسيم الغنائم الآن قبل الحصول عليها، لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو طعن الثورة بخنجر مسموم.

انتهى كلام المصدر، وقلت له لكن ألا تظن أن وزارة الداخلية تتحمل المسئولية السياسية الكاملة عن الاخفاق الذى وقع ليلة الثلاثاء الماضي، وانها وقعت فى الفخ الذى نصبه لها بعض النشطاء؟!.

رد الرجل ان أداء الداخلية لم يكن مناسبا بالفعل يوم الثلاثاء وأنها بحسن نية وتصورها انها تطبق القانون وقعت فى الفخ.

بالحسابات السياسية، خسرت وزارة الداخلية وحكومة الببلاوى ومؤسسة الجيش نقاطا مهمة فى اشتباكات طلعت حرب ووسط البلد، وصارت صورتهم مشوهة أمام بعض قطاعات الرأى العام والخارج. نعم من حق الحكومة وأجهزتها تنظيم التظاهر وتقنينه. لكن وزارة الداخلية اخفقت ليلة الثلاثاء.

الفائز الوحيد فى تلك الليلة كان جماعة الإخوان وكل من لا يريد لهذا الوطن خيرا واستقرارا وفى المقدمة اسرائيل المستفيد الأكبر من كل المصائب العربية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي