جيش مايك مولن - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جيش مايك مولن

نشر فى : الإثنين 28 ديسمبر 2009 - 10:22 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 ديسمبر 2009 - 10:22 ص

 كان هذا عاما جديدا من أعوام أفول مركز أمريكا. وعلى الرغم من انتخاب رئيس تعهد بالحكم متجاوزا خطوط الحزبية والعرقية، فقد بدا أن الانقسام الحزبى يغلف تقريبا كل مؤسسة وكل موضوع مهم، باستثناء واحد ملحوظ، هو الجيش الأمريكى.

لذلك، فإننى أود مع نهاية العام أن ألقى الضوء على الشخص الذى يرمز إلى وحدة الجيش بعيدا عن السياسة، وهو الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة. وبعد عام من الآن، أود لو أستطيع القول إن هناك المزيد من أمثال مولن فى حياتنا الوطنية، والعدد الأقل من أمثال راش ليمبو، مقدم البرامج الإذاعية اليمينى المتطرف.

فقد أدار مولن الفترة الانتقالية عسكريا من عهد جورج دبليو بوش إلى عهد باراك أوباما، من التصعيد فى العراق إلى سحب القوات الأمريكية. وعمل مع أوباما عندما كان الرئيس الجديد يتخذ بعناية قرار التصعيد فى أفغانستان. وأثناء ذلك كله، استطاع مولن أن يظل معظم الوقت بعيدا عن الأضواء، حيث ينبغى أن يكون القائد العسكرى.

ومولن ليس شخصا مظهريّا.. وهو لا يجيد تنميق الكلام، ولا يكمل عباراته باستمرار. ويشبهه صديق له بالممثل والتر ماثيو: رجل ضخم ذو وجه ممتلئ، يتسم باللياقة، لكن لديه قدر طفيف من التجاعيد، وهو ساخر ومحافظ فى آن واحد.
وفى خطاب ألقاه قبل عدة شهور فى نيويورك، وصف مولن نفسه بأنه النسخة العسكرية من الممثل الكوميدى الأمريكى رودنى دينجرفيلد. وذكر أنه عندما سألته سيدة عما كان يفعل فى البنتاجون، قال لها إنه كان كبير المستشارين العسكريين للرئيس، فأجابت دون تفكير: «يا إلهى، جنرال بتريوس، لم أعرفك».

وقد شق مولن طريقه فى أحد الأقسام غير الجذابة فى البحرية فرع هندسة أسطول المدمرات. وكانت كنيته وقتها «مايك ميدنايت»، لأنه كان يعمل بجدية شديدة كل يوم حتى منتصف الليل.. وبالرغم من نجاحه لم يمتلك الغرور الكبير الذى يتسم به قادة البحرية عادة.

ونال مولن منصبه فى رئاسة هيئة الأركان المشتركة بفضل سمعته كقائد لا يتسم بالأنانية وهو أمر نادر الحدوث دائما فى البنتاجون، حيث يناضل كل فرع من فروع القوات المسلحة لحماية مكانته. وفى صيف عام 2007 عندما كان مولن رئيس العمليات البحرية، سأله أحد كبار مساعدى بوب جيتس وزير الدفاع عن أكثر ما يقلقه حول مستقبل الولايات المتحدة. ويقال إن إجابته القوية «الجيش الأمريكى» أقنعت جيتس بأنه الشخص المناسب لرئاسة الأركان.

وعرف مولن أنه سيشهد تغييرا رئاسيا خلال فترة رئاسته للأركان، وبدأ الإعداد لذلك مبكرا. فكتب مقالا فى يوليو 2008، عندما كان بعض الضباط يشعرون بالقلق من تأثير وصول عضو فى الحزب الديمقراطى إلى البيت الأبيض، مؤكدا على أنه «ينبغى أن يظل الجيش الأمريكى بعيدا عن السياسة فى كل الأوقات وبكل الطرق».

تمثل الجزء الأصعب من عمل مولن فى تقديم المشورة للرئيس بشأن حرب أفغانستان. ومن بين التحديات الأولى التى واجهته عملية إحلال قائد آخر للقوات محل جنرال ديفيد ماكيرنان. فعندما لم يستطع ماكيرنان الإجابة عن سؤال مهم خلال إيجاز تليفزيونى يعرضه على وزير الدفاع بوب جيتس، أشار رئيس هيئة الأركان على رئيسه قائلا: «إننى أعتقد أن هذا هو الرجل المناسب». فوافق جيتس، وأوصى مولن بتعيين جنرال ستانلى ماكريستال بدلا منه.

وخلال فترة المراجعة الطويلة التى أجراها البيت الأبيض للسياسة المتعلقة بأفغانستان، تولى مولن مهمة حساسة، وهى تقديم المشورة للرئيس. وفى شهادته أمام الكونجرس فى سبتمبر، أعرب عن وجهة نظره الشخصية فى ضرورة زيادة عدد القوات، الأمر الذى تلقى عليه توبيخا من رام إيمانويل، كبير موظفى البيت الأبيض. فالتزم مولن الصمت بعد ذلك.

وكان قرار أفغانستان اختبارا للتوازن المدنى العسكرى. ويتخوف بعض الليبراليين من أن يكون مولن والجنرالات قد حيدوا الرئيس، ويرى محافظون أن مولن لم يكن حكيما فى إقراره لجدول الانسحاب فى عام 2011 الذى حدده الرئيس. غير أن القرار حقق تلك اللحظة النادرة من التوافق فى واشنطن التى يستطيع كلا الجانبين التعايش معه.

ولمولن منتقدوه؛ فالبعض يرى أنه كان «الضابط الطيب» على نحو بالغ مع الجيش الباكستانى، تاركا مسئولى الإدارة الآخرين يحثونه على تقديم المزيد من المساعدة ضد القاعدة. وفى العام المقبل سوف تختبر إيران مزاجه الخاص بحل المشكلات. فمولن يرغب بشدة فى تفادى نشوب حرب جديدة فى المنطقة، لكنه قال للقادة فى الأسبوع الماضى: «إذا أمر الرئيس بخيارات عسكرية، فلا بد أن نكون مستعدين لها».

وخلال لقائه مع القوات فى أفغانستان هذا الشهر، قدم مولن نصيحة تكشف الكثير عن أسلوبه فى القيادة فعلى غرار نصيحة بطله الجنرال جورج مارشال القائلة «مارسوا القيادة بهدوء»، قال لهم: «مارسوا القيادة باستمتاع»، وهو رأى لم يلق أذنا صاغية عام 2009 فى واشنطن التى تتسم بالضوضاء.

Washington Post Writers Group

التعليقات