•• قال لى بعض زملاء رئيس الوزراء إبراهيم محلب فى كلية الهندسة، إنه كان من الطلبة النشيطين، والأوائل، وقال لى منذ سنوات جارى وصديقى على البرلسى عن محلب قبل أن يتولى أى منصب رسمى فى الدولة: «ده كان الدحاح بتاعنا» (لا مؤاخذه ياريس دى معناها شاطر وبيذاكر كويس).. وأعتقد أن شهادة أصدقاء وزملاء رئيس الوزراء فى كلية الهندسة تقدم أفضل الانطباعات. فهم يقولون عنه ما عرفوه عنه قبل سنوات طويلة.
•• عرفت المهندس إبراهيم محلب وهو رئيس لشركة ولنادى المقاولون العرب.. وهو بخبرته فى التعامل مع موظفى الشركة ومهندسيها وعمالها، يدرك أن المواجهات المباشرة تحل الكثير من المشاكل.. وهو رجل بسيط، يتصرف بتلقائية. ولذلك فاز بحب الناس فى الشارع.. والناس يقدمون أصدق انطباع. لا أحد يقدر على الفوز بحبهم لمجرد أنه صاحب منصب أو نجم تليفزيون أو فنان مشهور. والبائع الذى رأيته يطبع قبلة على جبين رئيس الوزراء فعل ذلك بدون توجيه وبدون غرض، وبدون كلام صحفيين أو مذيعين وبدون أن يقرأ أحدهم أعمدة رأى، (وأنت تقرأ واحدا منهم) وهذه الأعمدة تبدو الآن على كثرتها مثل أعمدة ناطحات السحاب الخرسانية. فهذا البائع قبل جبين المهندس إبراهيم محلب عن حب وتقدير. وكنت قرأت نقدا لرئيس الوزراء لأنه ينزل الشارع كثيرا ويمشى وسط المواطنين، وقال الناقد: «ليس مطلوبا من رئيس وزراء مصر أن ينزل الشارع كل فترة».
•• عفوا فى حالة مصر اليوم يجب أن ينزل كل مسئول وكل وزير للشارع، ويرى المشاكل على الطبيعة ويحلها. وقد كادت الأمور تتأزم مع الباعة الجائلين، إلا أن توجه رئيس الوزراء إليهم ومخاطبتهم والجلوس معهم خفف من التوتر. وحتى لو تأزمت الأمور مرة أخرى لأى سبب. فقد فعل الرجل الصواب، ولابد من الحلول غير التقليدية والسريعة، وهو يفعل ذلك دوما.. فلا ينفع فى هذه الأيام تشكيل لجنة للدراسة، ثم تشكيل لجنة للمناقشة، ثم تشكيل لجنة لاتخاذ القرار، ثم رفع الأمر إلى السيد الرئيس كى يأمر بتوجيهاته. ثم فى النهاية تطرح الصحف مانشيتاتها التقليدية: «بناء على توجيهات الرئيس».. ومن حسن الحظ أن رئيس الجمهورية الآن لايحتاج إلى مثل هذه الدعاية ولا ينتظر هذا النوع من الإطراء.
•• لأول مرة منذ أكتوبر 73 أشعر أن فى مصر عملية بناء مدروسة وجادة. بعد سنوات فى مواقف الانتظار، نعم أرى ذلك، هناك إيجابيات. هناك مواطن يتحمل ويصبر. هناك حالة من النشاط. هناك قناة السويس الجديدة. هناك طرق تشق الصحراء. حضارة أمريكا استندت على عقول مهاجرة وعلى طرق مرصوفة. هناك طاقات نور تفتح.. هناك مركز تنمية رياضية وشبابية افتتح فى شبرا الخيمة وهو على أعلى مستوى من أجل الناس البسيطة. هناك فى الصحارى شباب يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، لكنه يتحمل كأن هناك سحابة تحتضنه وتظلله.
•• إن كل فأس تضرب الأرض، وكل معاول يفتت حجر، وكل طوبة تبنى تحمل رسالة تقول: «هناك أمل يعود.. على الرغم من المشاكل الموروثة والمصاعب الموجودة، والعقبات المقصودة، والأخطار المحيطة.. هناك عمل يعود.. هناك إبتسامة تعود.. يارب تعود؟»