انتقال السلطة إلى الأبناء فى الشرق الأوسط - ديفيد إجناشيوس - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتقال السلطة إلى الأبناء فى الشرق الأوسط

نشر فى : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 10:26 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 10:26 ص

 تبدأ فى الشرق الأوسط مرحلة خلافة سياسية يفسح فيها جيل من الزعماء مُوالٍ للولايات المتحدة بشكل عام، الطريق أمام مجموعة جديدة أقل وضوحًا من حيث توجهاتها وولائها. ويأتى هذا التحول فى وقت يبدو فيه نفوذ الولايات المتحدة آخذًا فى الضعف.

يمكن ملاحظة عملية التغيير فى الشرق الأوسط بصور مختلفة، فى السعودية، ومصر والعراق أقوى دول العالم العربى تقليديا. حيث تشعر الدول الثلاث بالانزعاج من مكائد إيران الثورية ومقاتلى القاعدة، فكلتا الجهتين تشجعان معارضة النخب الحاكمة.

وقد بدأ الانتقال الأول بالفعل فى السعودية، أكثر الأنظمة العربية ثراء وأكثرها موالاة للولايات المتحدة تاريخيا. وفى الأسبوع الفائت، اهتمت عناوين الصحف بزيارة الملك عبدالله إلى الولايات المتحدة، من أجل تلقى علاج للانزلاق الغضروفى.

كما اهتمت بعودة ولى العهد وزير الدفاع، الأمير سلطان إلى المملكة. ويعتبر الإعلان عن سفريات هذين الشخصين المسنين من الأسرة الحاكمة دلالة على التغيير فى المملكة التى تحرص عادة على الكتمان.

بيد أن الخبر الحقيقى المتعلق بالسعودية، خبر تعيين الأمير متعب نجل الملك رئيسا للحرس الوطنى، وهو من أرفع المناصب العسكرية فى البلاد. وقد سجل ذلك انتقالا للسلطة إلى ما يعرف ب«الجيل الثالث»، أحفاد مؤسس المملكة، الملك عبدالعزيز آل سعود.

وفى تحرك سابق له دلالته، تم تعيين الأمير منصور بن متعب، نجل وزير الشئون البلدية والقروية، خلفا لوالده.

يقول محللون سعوديون إن هذه التغييرات يبدو أنها تكرس نمطا للخلافة: سوف يخلف الأبناء آباءهم فى المناصب الوزارية التى تم تخصيصها فى اتفاق قديم للمشاركة فى السلطة.

ومن المتوقع تعيين محمد بن نايف المسئول عن مكافحة الإرهاب، ويحظى بتقدير كبير لخلافة والده الأمير نايف كوزير للداخلية، عندما تتم ترقية نايف ليصبح ولى العهد القادم.

ويوفر هذا المخطط قدرا من النظام، لكنه يخفى التوترات الحالية داخل الأسرة الحاكمة إزاء السبيل الذى يتعين على المملكة أن تسلكه فى النزاعات الإقليمية والعالمية.

ويدور الحديث فى مصر عن خلافة الرئيس حسنى مبارك، الذى قاد البلاد منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981. وقد أثبت مبارك أنه حصن منيع ضد الإسلاميين المتشددين على حساب الإصلاحات الديمقراطية التى ولدت ميتة فى مصر.

ويمثل توقع خلافة جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية المصرى لوالده، نموذج الانتقال فى المنطقة. ومن المتوقع فوز الحزب الوطنى الديمقراطى بزعامة مبارك فى الانتخابات البرلمانية بسهولة، مع فرض قيود محكمة على المعارضة.

وكانت عملية الانتقال من الأب إلى الابن واضحة أيضا فى سوريا، حيث خلف الرئيس بشار الأسد والده حافظ. ولم يستطع الرئيس الشاب تعزيز سلطته إلا بعد عدة سنوات، غير أنه حقق ذلك بمهارة وصرامة، وهو الآن من أقوى القادة العرب فى جيله فهو يستفز الولايات المتحدة بانتظام، ويفلت من العقاب.
وهناك ابن أقل حظا، هو رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، الذى اغتيل والده عام 2005 بعد تركه المنصب بفترة وجيزة.

وفى الشهر المقبل، حيث يتوقع أن تقوم لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بتوجيه اتهام أعضاء من ميليشيا حزب الله القوى والمدعوم من سوريا، بشأن اغتيال رفيق الحريرى، سوف يتبين ما إذا كانت رغبة الابن فى الانتقام ستتغلب على الواقعية السياسية الإقليمية. وفى هذه الدراما الشكسبيرية، لا تراهن على هاملت.

ويمر العراق أيضا بمرحلة تحول سياسى، وهذا أصعب ما يمكن توقعه. ففى هذه الحالة، نجد أن الأب المريض الذى يستعد لمغادرة المشهد ليس شخصا وإنما دولة وهى الولايات المتحدة.

فمنذ غزو العراق عام 2003، وتقويض بنية قوته القديمة، صارت القوات الأمريكية هناك بمثابة الوالد. لكن هذا الوضع انتهى، مع تشكيل حكومة ائتلاف جديدة يرأسها نورى المالكى رئيس الوزراء.

وفى الأسبوع الماضى، شرح جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى لمجموعة صغيرة من الصحفيين فى البيت الأبيض، كيف أنه ساعد فى ولادة الحكومة الجديدة. ولكن على الرغم من أن هذه الحكومة تضم جميع الفصائل السياسية الكبرى، إلا أنها ضعيفة مثلها مثل السياسة العراقية نفسها.

وردا على سؤال، قال بايدن بصراحة إن هذه الحكومة المركزية لو لم تحكم قبضتها على البلاد، سوف ينزلق البلد إلى حرب أهلية، ولن تهرع الولايات المتحدة للإنقاذ.


فما الذى سيحدث قريبا؟ بينما يتم التوصل لصفقة التحالف، يقول مصدر استخباراتى عربى أن عناصر إيرانية نشطة قامت بتعميم قرار بقتل رئيس الوزراء السابق إياد علاوى، وأعضاء آخرين من حزب «العراقية». ولكن لا تتوقعوا أن يحل العم سام المشكلة، اعتمدوا على أنفسكم يا أولاد.

التعليقات