القضية الكردية و«الإخوان» قبل أردوغان وبعده - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 9:50 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القضية الكردية و«الإخوان» قبل أردوغان وبعده

نشر فى : الثلاثاء 30 يناير 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 30 يناير 2018 - 9:45 م
نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب «فيصل العساف» جاء فيه؛ القول إن جماعة الإخوان المسلمين إنما هى حزب سياسى غارق فى البراغماتية النفعية، وإن الإسلام ليس أكثر من شعار يتم رفعه فى الطريق نحو تحقيق الأهداف المرسومة سلفا، قد لا يلاقى صداه لدى غالبية الأوساط الشعبية المسلمة حول العالم، حتى وهم يشهدون المسلَمات تنتهك بصورة أو أخرى من الجماعة، بذرائع مختلفة، ليست من الدين فى شىء.

إن غسل الأدمغة الذى مارسه «الإخوان» وهم يمتطون الإسلام منذ نشأتهم قبل أكثر من 80 عاما، صعب على البعض قبول فكرة أنه قد تم «الضحك» عليه بهذه السهولة، لهذا فإن تبرير ممارسات «الجماعة» المشينة بحق الإسلام والمسلمين، ينحرف عن سياقه فى الغالب، ليتخذ شكلا من أشكال الدفاع عن النفس، لدى أولئك المخدوعين.

هذه التوطئة ضرورية قبل الولوج إلى الحديث عن طريقة التنظيم «المتأسلم» فى تناول القضية الكردية، نظرا إلى ما تمثل مواقفه الأخيرة تجاهها من انتكاسة حادت عن مبادئه، لتغلب المصلحة السياسية، كما جرت العادة فى العرف الإخوانى، على ما سواها، وتعلن لـ «ذوى النهى» أن الورع الدينى «الشكلى»، ما هو إلا انغماس تام فى دهاليز السياسة، يتم تفصيله على مقاس الغاية. لقد شكل تولى الرئيس التركى الحالى رجب طيب أردوغان مقاليد السلطة فى بلاده نهاية لتاريخ ممتد من الدفع الإخوانى فى اتجاه تحصيل الحقوق التاريخية للأكراد.

فى زمن سابق، كانت الجماعة تركز على الموقف التركى المناهض للشعب الكردى، باعتباره متماهيا مع «الصليبيين»، ذلك أن ورثة «العلمانى» أتاتورك كانواــ وفق ادعاءاتها ــ ينفذون أجندة غربية وليست وطنية، ترمى إلى الانتقام من الأكراد، ثأرا من صلاح الدين. يقول مصطفى مشهور، المرشد العام الخامس للإخوان المسلمين: «تعرض الشعب الكردى إلى كثير من الظلم والقهر فى تركيا، منعوا التكلم والتعلم بلغتهم الأم»، فيما قال يوسف القرضاوى «كبيرهم الذى علمهم سحر التلون»: «إنهم يتعرضون للتشريد والتجويع وهدم قراهم ومساجدهم».

أما اليوم، فإن ملهم دروبى، عضو مجلس قيادة جماعة الإخوان المسلمين فى شقها السورى، عبر عن موقفها المتخاذل ناحية الأكراد، فى معرض استنكاره على مدير مركز الشرق العربى، زهير سالم، الذى دعا الله، فى تدوينة كتبها بحسابه فى «فيسبوك»، أن يحفظ الشعب الكردى. يقول دروبى: «هذا البوست من الأستاذ زهير سالم فى هذه الأيام غير مناسب، ولا يمثلنى»، مضيفا: «إن البوست خذلان لتركيا»! غاب عن الجماعة، أو لعلها تجاهلته عن قصد بما أنه لا يخدم أجندتها، أن الموقف الأردوغانى ما هو إلا امتداد لنهج أتاتورك، الذى تنصل من وعد «عثمانى» يمنح الأكراد حكما ذاتيا لمناطقهم، وفق معاهدة «سيفر» 1920.

القضية الكردية مثال حى للعب الإخوان المسلمين على حبال العــواطــف فى سبــيــل السياسة، كما فعلوا فى مسألة التطبيع التركى ــ الإسرائيلى، إذ جيروه ــ لا أعلم كيف ــ فى حساب أهل غزة، ولمصلحتهم! وكما يحتج فرعهم العراقى بعدم جدوى إخلاء الساحة السياسية من المكون السنــى، لتبريـــر مشاركتهم حكومات بغداد المتعاقبة منذ سقوط بغداد 2003، فى حملات التطهير الطائفى بحق السنة! ومثلما يجرى فى لعبة التخادم السياسى بينهم وبين الإيرانيين، فى سبــيــل الانقضاض على مقدرات الدول العربية، معلقين أحلام شعوبها على مشانق الثورات المسلحة، بلا هوادة!

وكما هى الحال فى حملة دعمهم «المؤزر» للجيش التركى الذى يخوض معركته الخاصة هذه الأيام فى عفرين السورية، منتهكا قواعد الإنسانية فى حق «الكردى»، الذى اقترف خطيئة رفع رأسه، محاولا استنشاق نسائم الحرية.

«لست أدرى، هؤلاء الظالمون للشعب الكردى كيف يعيشون؟ وكيف يأكلون ويشربون؟ كيف ينظرون إلى أبنائهم فى الوقت الذى هناك من يئن من جورهم وظلمهم»؟ قالتها «أختهم» زينب الغزالى، قبل 30 سنة مما تعدون.

الحياة ــ لندن

 

التعليقات