القارئ محمد الفاروق يكتب: رئيس أم قائد؟

آخر تحديث: الجمعة 7 أكتوبر 2011 - 5:05 م بتوقيت القاهرة

سؤال يبدو أنه سهل وبسيط ولكنه هام جدا خصوصا في هذه الفترة الهامة والفارقة في تاريخ مصر القادم، فيجب علينا الآن وليس غد أن نسأل أنفسنا- هل نحن نحتاج إلى رئيس آم قائد لمصر؟

 

فإن كنا نحتاج إلى رئيس فلا يجب أن نجهد أنفسنا كثيرا في الاختيار من بين مرشحين الرئاسة المحتملين، لأن الرئيس ليس بالضرورة أن يكون الأفضل على الإطلاق، بل ومن الممكن أيضا أن يفرض علينا الرئيس من بينهم، وهنا سأجد الجميع سيقول لي كيف يفرض ونحن قد قمنا بالثورة لكي نتخلص من سياسة الفرض والاستبداد الفكري وكبت الحريات.

 

وهنا سأقول لهم انه حتى لو جاء اى رئيس من المرشحين المحتملين للرئاسة بالانتخاب فإنه سيكون بمثابة الاختيار للبعض وبمثابة الفرض على البعض الآخر ممن لم يختارونه.

 

وذلك لأننا وباختصار شديد لو نظرنا إلى الرئيس أو الرئاسة نجد أن الرئاسة مصدرها النظام الذي يتبعه المجتمع وليس أفراد المجتمع نفسه.

 

كما أن درجة التفاعل بين الرئيس ومجتمعة ضعيفة وذلك لان هدف المجتمع يحدد عن طريق الرئيس أو بواسطة سلطة ورئاسته للمجتمع.

 

كما أن الرئيس يرمى دائما إلى الحفاظ على مكانته في المجتمع وبين الأفراد بما يحدثه من الاحتفاظ بالمسافة بينة وبينهم مما يؤدى إلى قلة درجة التفاعل بين الرئيس وإفراد مجتمعة.

 

أما إن كنا نحتاج إلى قائد فعلينا إذن النظر بعمق في اختياراتنا، فالقيادة أو القائد مسمى أو اسم لما يقوم به بعض الأفراد أو فرد من دور اجتماعي بمساندة أفراد المجتمع ومساعدتهم على تحقيق أعمالهم وأهدافهم التي يسعون إليها.

 

وهنا أقول أن القائد أو القيادة ليست سلطة أو مركز قوة وإنما هي مسئولية يمتلكها اقدر الأفراد والذي يتسم بالقدرة على التأثير والتوجيه والتفاعل مع الغير مما يجعله قادرا على قيادتهم نحو تحقيق أهدافهم وهدف المجتمع ككل.

 

وبناءا على ذلك فإن القائد يظهر إذا ما اتيحت الظروف وتوافرت الإمكانيات والقدرات والسمات الخاصة فيه بما يمكنه من ممارسة دور القائد، وعلى ذلك فإن القائد يختلف تماما عن الرئيس.

 

فالقائد أو القيادة مصدرها المجتمع وتظهر بشكل تلقائي، وإفراد المجتمع هم الذين يمنحون القائد هذا الدور أو المسمى بل ويصبحون متبعين له وملبين لكل توجيهاته وأوامره بكل حب وإخلاص وتفانى.

 

ولابد أن نشير هنا إلى أن الرئيس قد بدأ يظهر من خلال المرشحين المحتملين اى أننا عرفنا جميعا من هم المرشحين وان الرئيس سيكون من بينهم.

 

ولكن هل مثلما بدأ الرئيس المحتمل في الظهور هل بدأ القائد هو الأخر يظهر؟ أو هل يوجد قائد في المجتمع المصري الآن؟. أم أننا مازلنا نحتاج إلى الوقت لكي يظهر القائد؟

 

ويبقى السؤال مطروحا وينتظر الإجابة من الجميع – هل نحتاج إلى رئيس أم قائد لمصر؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved