الفول: الطبق الشعبى الأشهر والذى لا تخلو منه مائدة مصرية، خاصة فى أيام الشهر الكريم (رمضان)، على ما يحمله للمائدة من بهجة وقيمة غذائية عالية إلا أنه قد يحمل أيضا خطرا جسيما يعرض حياة الإنسان للخطر.
مرض أنيميا الفول معروف منذ أمد طويل إلا أن اكتشاف سببه جاء فى عام ١٩٥٦، حينما تبين أنه يعود إلى نقص انزيم مهم يسمى G6PD _ Glauose 6 Phosphate dehydrogenaze يوجد عادة فى خلايا الدم الحمراء. نقص هذا الانزيم يتسبب فى تكسير مفاجئ فى كرات الدم الحمراء وانحلال قد يطول إذا ما أكل الإنسان الفول. ومن الصور المرضية المألوفة أن يتعرض المريض بعد أكل الفول إلى آلام فى أمعائه ومظاهر لنزيف داخلى مثل تسارع نبضات القلب وشحوب وإصفرار فى الوجه وإحساس بالإعياء. وقد يعالج الأمر على أنه بعض من التسمم الغذائى إلى أن يتكرر أو تتدهور حالة المريض مما يستدعى إجراء عدد من تحاليل الدم التى تثبت وجود المرض وغياب الإنزيم.
تختلف درجات الإصابة بالمرض: منها ما يكتشف بالمصادفة أثناء إجراء التحاليل الدورية إذ إن انحلال الكرات الحمراء يتم بصورة بسيطة يمكن للجسم إعادة التأقلم معها دون عوارض واضحة. منها أيضا ما يسبب فقر الدم المزمن الذى يأخذ الشكل الحاد فيصاحبه هزال عام واصفرار فى العينين وظهور داكن لكرات الدم المتكسرة فى البول وقد يصل الأمر إلى بعض من فشل الكلى فى عملها.
أنيميا الفول مرض وراثى يصيب تسعة ذكور فى كل عشرة مواليد مصابون بالمرض إذ إن الأم تورثه للذكور من ابنائها دون الإناث وإصابة الإناث به نادرة الحدوث والتوريث هنا يتم كالتالى:
< إذا كان الأب مصابا بالمرض والأم غير مصابة ولا تحمل فى جيناتها أى عامل وراثى له علاقة بالمرض فإن الناتج ذكرا أو أنثى غير مصاب بالمرض. لكن الأنثى تحمل المرض بمعنى أنه يمكنها توريثه وإن كانت غير مصابة به.
< إذا كان الأب غير مصاب بالمرض وكانت الأم حاملة للمرض نسبة انجاب انثى حاملة للمرض ٥٠٪ ونسبة انجاب ذكر مصاب هى ٥٠٪ ونسبة إنجاب انثى مصابة بالمرض هى صفر٪.
< إذا كان الأب مصابا وكانت الأم حاملة للمرض فإن نسبة انجاب ذكر مصاب أو انثى حاملة للمرض أو مصابة به هى ٥٠٪.
< هذا النظام الوراثى الذى يختار من الذكر هدفا له ويستثنى الأنثى انما بالطبع يرجع إلى موروثات الأم الجينية. والملاحظة أن ظهوره فى الأطفال يبدأ فى العام الثانى إلى السادس من العمر.
< هناك أيضا بعض أنواع الأدوية التى يحدث تناولها نفس الأثر الذى يحدثه الفول فى غياب الانزيم من كرات الدم الحمراء مثل أدوية علاج الملاريا إلى جانب عوامل كيميائية أخرى مثل صبغة الحناء ومركبات النفتالين التى تستخدم لمقاومة حشرة العثة فى الملابس والملونات الغذائية.
قد يتزامن أيضا انحلال كرات الدم الحمراء فى غياب الانزيم G6PD مسببا الانيميا الإصابة ببعض الأمراض المعدية الخطيرة مثل الالتهاب الرئوى والالتهاب الكبدى الوبائى وحمى التيفويد.
< ككل الأمراض الوراثية الوقاية من انيميا الفول أمر يصعب تحقيقه لكن التشخيص المبكر قد يحقق نجاحا فى تفادى حدوث الانيميا المزمنة والتوعية الواجبة بتفادى أكل الفول أو الاقتراب من العقاقير والمواد الصناعية التى تحدث أثرا مماثلا أيضا تدرأ الكثير من تداعيات انحلال الخلايا الحمراء.
الاهتمام بتوازن مكونات الطعام وإضافة البروتينات تعويضا عن الفول وتناول جرعات داعمة من فيتامين ب١٢ وحامض الفوليك أمر يعزز إنتاج كرات دم حمراء بصورة أفضل تعوض ما يتم تكسيره منها.
أنيميا الفول ترتبط بآكلى الفول ومحبيه لذا فهى أحد أمراض الشرق الأوسط ويندر أن يوجد أماكن أخرى من العالم لا تأكل الفول.