«الزراعة المائية موفرة للمال والمجهود».. قصة مشروع مواطن على المعاش

آخر تحديث: الإثنين 1 أبريل 2019 - 11:24 ص بتوقيت القاهرة

سمر سمير

كل شخص يستغل وقت فراغه بطريقة الخاصة، أو تبعا للهوايات التي يفضلها فمنهم من يستغلها في لعب الرياضات المختلفة، ومنهم من يفضلون قراءة الكتب والروايات، وأخرون لديهم هوايات كالرسم أو كتابة الشعر أو التصوير أو السفر، لكن كل هذا يعد أداة لشغل أوقاتنا بأشياء عائدها الوحيد هو عائد معنوي، لكن المختلف أن يكون لها عائد مادي ومعنوي أيضا.

وتعد الزراعة علي طريقة الأكوابونيك من أنواع الزراعات الجديدة والموفرة، بالإضافة لكونها سهلة الاستعمال، حيث تستطيع في مساحة صغيرة أن تشغل فراغك، وأن تكتسب معلومات جديدة، وأن تبعد الطاقة السلبية عن شخصك.

وفي مساحة قدرها 70 مترا، فوق أحد سطوح قري مدينة الزقازيق، أقام عبد العال جاسر، الموظف المتقاعد بإدارة الكهرباء، مشروع صغير للخضراوات عن طريق فضلات السمك داخل المياة، ليقضي بها أحتياجاته الشخصية من أستهلاك الخضراوات والسمك.

"أحساس أنك بتزرع اللي بتاكله بأيديك، وبيكبر قدام عينك زي نبي الله داوود، دي حاجة تخلي الواحد فخور بنفسة ومقدرها كمان"، بهذه الكلمات بدأ عبد العال حديثة مع «الشروق» عن مشروعة الصغير الذي بدأه بعدما أنهي مدة خدمة في الحكومة.

وجاءت فكرة المشروع لـ"جاسر" على سبيل الصدفة مع حبة بطاطس أُهملت في المطبخ حتى ظهر عليها بذور، فوضعها في إحدى الأواني الفخارية لزراعة الورد، فأخرجت ما يقدر بكيلو بطاطس، واصفا طعمها أنه لم يتذوقه منذ أكثر من 30 عام، ثم تطور الأمر معه إلي أن أحضر كاوتش سيارة قديم، ووضع به سماد وبذور، فأخرجت ثمار ذو طعم لذيذ.

قال عبد العال "بحثت علي اليوتيوب، ورحت مركز البحوث الزراعية علشان أكون شغال علي أساس علمي ونتائج موثوق فيها"، مضيفا أن الزراعة المائية لها نوعين هما الهيدروبونيك والأكوابونيك، والهيدروبونيك يكون عن طريق المحاليل الغذائية، أما الأكوابونيك تعتمد تغذيته على مخرجات السمك، التي تسبب اختناق للسمك إذا ظلت داخل المياة .

واستغل "جاسر" خبرته في مجال الكهرباء والمواتير الكهربائية، فأحضر موتور صغير بقدرة 19 وات، ووضعة داخل حوضا للسمك، وصنع نظام دائرة مغلق لضخ الماء من وإلى السمك مرورا بمواسير النبات، المرتبة بطريقة مدرجة كنظام مفلتر للمياة، فالأعلى تصب علي الأقل وهكذا، فتخرج المياة المحملة بالنشادر إلى النبات ثم تعود إلى الحوض كمياة نظيفة صالحة لحياة الأسماك بها.

ويشتري عبد العال السمك من "مفرخ العباسة للثروة السمكية"، وكل ما كان عدد السمك أكثر كلما كانت كمية المخرجات أكثر، وجميع أنواع السمك صالحة للإستخدام، لكن هناك نوع سمك يسمي "الباسا" تكون نسبة التحويل فيه عالية، حسبما قال عبد العال.

ويشرح "جاسر" طريقة الصناعة، مشيرا إلي أنه يستخدم ماسورة قطرها أربع بوصات وطولها ستة أمتار، ويخرم الماسورة بالشنيور والخواشة 30 خرما على مسافات متباعدة بين كل خرم والأخر 20 سم، ثم يأتي بأكواب بلاستيكية ويخرمها بألة حادة ساخنة، ثم يضع بها قليلا من الحصو، ليساعد علي تنفس الجدر وتربة "الباتموس"، ثم يأتي بشتلات النبات ويضعها داخل الأكواب البلاستيكية، ثم يضع الأكواب في الأخرام المخصصة لها في الماسورة.

وأكد جاسر أن الزراعة المائية مخفضة للإستهلاك بنسبة قد تصل إلى 90%، فعلي سبيل المثال يحتاج نبات الخس إلي مدة 70 يوما للنمو في التربة، بينما يحتاج إلى 45 يوما للنمو في الزراعة المائية، ويستهلك كهرباء بمقدار جنية ونصف يوميا، "أرخص من تمن السيجارة".

ويشير جاسر إلى أن زراعة الأكوابونيك توفر له الكثير من المال، إذ أنه لا يتكلف سوي غذاء السمك مقابل حصوله علي السمك والخضراوات، فضلا عن إحتواء وجبات طعامه الأساسية بصفة يومية علي طبق سلطة طازج من زراعة الشخصية، الخالية من المبيدات والحشرات، محافظا على صحته من الأمراض التي تسببها المواد الكيماوية كجرثومة المعدة والسرطانات.

والزراعة المائية تستطيع أن تنمو فيها كافة المزروعات كالفول والنعناع والزعتر والريحان والبصل والثوم والشبت والكرنب والخس، هكذا اختتم جاسر كلامه، موضحا أن أكثر النباتات نجاحا في زراعة الأكوابونيك هو الفراولة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved