نبيل فهمي: العالم أجمع يحتاج مصر بكل ما تمثله.. والعمل العام أمانة ومسؤولية

آخر تحديث: الجمعة 1 أبريل 2022 - 3:51 م بتوقيت القاهرة

استهل وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، حديثه بأنه لولا الجهد المتميز الذي قامت به دار الشروق على مدار مايزيد على عامين، لما خرج كتاب "في قلب الأحداث" بهذا الشكل، ولما تمكنت من أن أنقل "رسالة على أكمل وجه"، بشكل سلس تم إتاحتها للقارئ المتخصص وغير المتخصص في العمل الدبلوماسي والسياسي، وهنا اتوجه للمهندس إبراهيم المعلم بالشكر، وللأستاذ أشرف البربري الذي وصل بي عبر نقاش تفصيلي إلى أسلوب أفضل للصياغة عبر جهد ملموس في كافة صفحات الكتاب.

وواصل فهمي: العمل العام بالنسبة لي "أمانة ومسؤولية"، ليس خيارا شخصيا وإنما مسؤولية لطرح ما لدي بشكل واضح وصريح يضيف إلى تحرك سياسي أفضل في المستقبل، وتقييمي للأمور يتجاوز التفاؤل والتشاؤم، فقد شعرت أنه بالنسبة للدول العربية ومسائل التوازن السياسي ومعدلات التنمية، فإنه كان هناك "تراجعا"، وأنه رغم الصعوبات المباشرة في المنطقة، إلا أنه لو توفرا العزم والإرادة لتمكننا من بناء مستقبل أفضل.

وتابع: منذ العام 2010 وهناك رغبة من الشعوب في أن تمثلها مؤسسات تتمتع بـ"الكفاءة"، وبالتالي تحقيق تلك التطلعات والحفاظ على الأمن القومي العربي لن يأتي إلا بـ"تضامن حقيقي" بين الدول العربية، وأنه وسط ذلك فإنني لمست أن العالم العربي بدأ يسعى لتحريك الأمور بنفسه وليس بالاعتماد على الدول الأخرى.

وأضاف: يجب أن نرحب بتعدد الآراء العربية وأن ندرك أن مايجمعنا عربيا أكثر مما يفرقنا، ومن ثم فإن عملنا المشترك الواقعي سيخلق أطرا للتقدم الحقيقي، وأن توازن القوى في الشرق الأوسط الآن بشكله الحالي ليس في صالح العرب، وأنه لن يعيده إلى الشكل المرجو إلا العمل "العربي-العربي"، طالما حافظنا على الإطار الاستراتيجي الواسع. والأمن القومي العربي يحتاج بناء وطني، ولكن المشوار سيكون "صعب وطويلا".

واستطرد: الريادة المصرية هي في المقام الأول حضارية وفكرية، ومسؤوليتها في طرح السبل المختلفة للتعامل مع المستقبل، وأصوات مختلفة، معتبرا أن مصر أكثر من أي دولة أخرى يمكنها قيادة الحوار العربي دون فرض وجهات النظر في الوقت ذاته، فليس مطلوبا أن نقود العالم العربي كما كان مع إنشاء الجامعة العربية، فالعالم العربي الآن مختلف، والعالم الدولي مضطرب أيضا، والسؤال الذي نحتاج طرحه الآن: ما الذي تريده المنطقة العربية؟

وأوضح: العلاقات بين الدول تتشابه فيها السياسية مع العلاقات الاقتصادية، من حيث قياسها وفق حسابات "المكسب والخسارة"، والعالم أجمع يحتاج إلى مصر بكل ماتمثله في الشرق الأوسط من ثقل وأهمية، وسبق لي خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي التأكيد على أنني لست هنا لاستبدالكم بالأمريكان، وإنما أتيت لأضيف بعدا للعلاقات المصرية الخارجية، لتنشيط العلاقات مع أكثر من بديل في المجتمع الدولي.

وتابع: تنشيط العلاقات مع روسيا أمر مهم، لكن ذلك لايعني عدم الاختلاف مع روسيا، وبكل صراحة أنا مؤيد تماما للتصويت المصري في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأنا كدولة العمود الفقري لي "القانون" الذي يحتم علي رفض غزو دولة لأخرى، وفي الوقت ذاته أتفهم تماما أن الغرب تجاوز بحق الروس في مرات عديدة، وأنهم مهدوا الأمور للتوترات التي شاهدناها، ولكن إجمالا لا يمكن تأييد غزو دولة لأخرى، ويجب الأمور أن تكون واضحة في هذا الصدد.

وعن القضية الفلسطينية قال إنه مع كل يوم يمر، يصعب الطريق أكثر أمام تطبيق حل "الدولتين"، نظرا لابتعاد المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية، وعدم صيانة أسس الحل، هناك توجه نحو "الواقعية السياسية"، وهو ما يحيلنا إلى "قانون القوة، وليس قوة القانون"، نحتاج جهد سياسي حقيقي يبدأ من الجانب الفلسطيني، للعودة بشكل ناجح إلى مسار المفاوضات، ويجب جذب الاهتمام بشكل قوي إلى القضية الفلسطينية، وعلينا إدراك أن "المشوار طويل" في هذا الشأن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved