رمضان شهر الفتوحات (7).. معركة ملاذ كرد

آخر تحديث: الإثنين 1 أبريل 2024 - 9:13 ص بتوقيت القاهرة

يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام. عدد كبير من الأحداث الهامة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

في هذه السلسة تستعرض الشروق انتصارات المسلمين في رمضان ومنها معركة ملاذ كرد، وفقًا لكتاب "البيزنطيون والأتراك السلاجقة فى معركة ملاذ كرد" للمؤلف فايز نجيب إسكندر.

سياق المعركة

تولى ألب أرسلان حكم دولة السلاجقة بعد عمه طغرل بك في عام 455 هـ/ 1063م، وركز في بداية حكمه على توسيع نطاق السلطة وتأمين الحدود من هجمات البيزنطيين. بعد ذلك، سعى إلى ضم المناطق المسيحية المجاورة لدولته، وبدأ بفتح بلاد الأرمن وجورجيا والمناطق الحدودية للبيزنطيين، لتأمين بلاده من الإغارة على إقيلم أذربيجان.

أثار هذا التوسع استياء إمبراطور البيزنطيين رومانوس ديوجينس، الذي بدأ بالتخطيط لضرب السلاجقة، فهاجم مدينة منبج في الشام وقام بنهبها، لكن هذا الهجوم لم يكن كافيًا لصد الخطر، فقام بتجهيز جيش كبير لمواجهة السلاجقة وتقليص قوتهم، بحسب كتاب البيزنطيون والأتراك السلاجقة في معركة ملاذ كرد.

وقائع المعركة

بدأ الإمبراطور البيزنطي رومانوس تجهيز جيش ضخم يتألف من مائتي ألف مقاتل من مختلف الشعوب والقوميات، وانطلق بهم من القسطنطينية نحو ملاذ كرد، معلنًا عن نية حاسمة في هزيمة السلاجقة.

وفي مواجهة هذا التحدي، وجد ألب أرسلان نفسه أمام جيش ضخم ومجهز بشكل كبير، بينما كانت قواته قليلة وتفتقر للعتاد.

لكنه قرر الهجوم على مقدمة الجيش البيزنطي، وتمكن من تحقيق نصر مفاجئ، مما دفعه للتفاوض بشأن هدنة مع الإمبراطورية البيزنطية.

رفض الإمبراطور رومانوس عرض الصلح، وأبلغ رسول سلطان السلاجقة بأن الصلح سيكون في مدينة الري، عاصمة السلاجقة، بعد تحقيق الانتصار.

أيقن السلطان بأنه لا مفر من الحرب، فجهز الجيش وحثه على القتال، وخطب فيهم قائلًا "إن دفنت في هذا كفني"، ووقعت المعركة في رمضان من عام 463 هجرية.

واستطاع جيش المسلمين الانتصار، وأسروا ملك البيزنطيين، الذي افتدى نفسه بالمال لاحقًا، وكانت المعركة نصرًا كبيرًا للمسلمين في ذلك الوقت.

وتسببت المعركة في ضعف موقف البيزنطيين على الحدود وتقويض سلطتهم، في مقابل تعزيز سلطة السلاجقة، لكنها في المقابل كانت الحروب الصليبية أحد نتائجها، لأن أوروبا أجمعت على غزو العرب والمسلمين، ونتج عن ذلك الحملة الصليبية الأولى.
أقرأ أيضاً:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved