مخيم جباليا.. ملجأ فلسطينيّ الجنوب الذي كان شرارة انتفاضة الأقصى الأولى

آخر تحديث: السبت 1 يونيو 2024 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

تصدرت مدينة جباليا ومخيمها الشهير محركات البحث بعد الهجوم الإسرائيلي الغاشم، خلال الفترة الماضية، والمواجهات بين قوات الاحتلال وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والتي انتهت بانسحاب الجيش الإسرائيلي بعد عملية عسكرية استمرت 17 يوماً، مخلفًا دمارًا واسعًا غير مسبوق خاصة في مخيم جباليا ومحيطه.

فماذا نعرف عن مخيم جباليا الشهير، الذي أظهر مقاومة باسلة أمام قوات الاحتلال؟

يعد مخيم جباليا، الذي أُنشئ عام 1948، من أكبر المخيمات الفلسطينية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، حيث يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي غزة ـ يافا.

ويحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات ـ النزلة، وبيت لاهيا.

ووفقا لتقرير سابق عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، فمخيم جباليا هو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، ويقع المخيم إلى الشمال من غزة بالقرب من قرية تحمل ذات الاسم.

وفي أعقاب حرب 1948، استقر اللاجئون في المخيم، معظمهم كانوا قد فروا من القرى الواقعة جنوب فلسطين، حتى أصبح، اليوم، حوالي 116,011 لاجئ مسجل يعيشون في المخيم الذي يغطي مساحة من الأرض تبلغ فقط 1.4 كيلومتر مربع.

الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى

وكان المخيم الشرارة الأولى للانتفاضة الأولى للأقصى انطلقت من مخيم جباليا في 8 ديسمبر 1987، عقب إقدام سائق شاحنة إسرائيلي على صدم 4 عمال فلسطينيين وقتلهم، ما أدّى إلى موجة غضب عارمة بدأت في المخيم ثم عمّت مختلف المدن.

ونصب عددٌ من سكان المخيم عدة كمائن لمجندين إسرائيليين، كانت النواة الأولى لظهور النشاط العسكري لحركة المقاومة "حماس"، وفق ما نقلت الحرة الأمريكية.

وانتهت "الانتفاضة" بانخراط الفلسطينيين والإسرائيليين في محادثات سلام لأول مرة انتهت بتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993.

مسرح للاشتباكات المتواصلة

لكن مع فشل مسلسل السلام، صار المخيم مسرحاً للاشتباكات المتواصلة مع القوات الإسرائيلية بسبب الاحتقان المستمر.

وبات مشهداً معتاداً تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق المخيم أو اقتحام عدة دوريات تابعة للجيش الإسرائيلي شوارع جباليا لتنفيذ عمليات اعتقال بحق عناصر الفصائل الفلسطينية المطلوبين أمنياً.

حيث فرضت السلطات الإسرائيلية حظر تجول كامل على المخيم أكثر من مرة، مثلما جرى عام 1990، في خطوة بررها الإسرائيليون وقتها بأنها "تحسباً لوقوع أحداث عُنف".

الحصار يجعل المعيشة أكثر صعوبة

يتكوّن مخيم جباليا من 8 تجمّعات سكنية هي: مخيم جباليا، مدينة جباليا، النزلة، تل الزعتر، حي الكرامة، حي عباد الرحمن، حي الزهراء، مشروع العلمي، ويبلغ طول شريطها الساحلي على البحر الأبيض المتوسط قرابة 1.5 كم.

ووفق الوكالة الأممية فقد تسبب الحصار على غزة في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في المخيم تقريباً، حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير وأصبح قليل من العائلات تستطيع إعالة نفسها.

فعلى مدار السنين، هناك نسبة كبيرة من السكان، ممن كانوا قادرين على إعالة أنفسهم، أصبحوا يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها الأونروا لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية.

فيما تشكل النظافة الأساسية أيضا مصدر قلق كبير في المخيم، حيث 90 % من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري .

إغلاق عبورهم لإسرائيل

ويعد مخيم جباليا هو أقرب مخيم إلى معبر إيريز مع إسرائيل، فوفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، كان أكثر من 21 ألف فلسطيني يمرون عبر المعبر للعمل في إسرائيل، يوميا، قبل الانتفاضة الثانية، التي اندلعت في سبتمبر 2000.

ولكن، وفي إطار السياسة المنفذة منذ بدء الانتفاضة الثانية، والتي اشتدت بعد يونيو 2007، بعد سيطرة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على قطاع غزة، سُمح فقط لفئة محدودة من الناس الحصول على تصاريح الخروج من غزة حيث يخضعون لفحص أمني، وأصبح الغالبية من الغزيين فلا تنطبق عليهم معايير تقديم طلب للحصول على تصاريح الخروج.

وفي السنوات الماضية، شمل من سُمح لهم الحصول على التصاريح، مرضى ممن لديهم تحويلات طبية للعلاج خارج غزة ومرافقي المرضى، والتجار، وموظفي المنظمات الدولية ولبعض الحالات الإنسانية الإستثنائية.

ووفقا لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية فإن 42,220 شخص سُمح لهم بالخروج من غزة بينما سُمح لـ 55,689 شخص بالدخول إلى غزة خلال يونيو 2023.



البنية التحتية وتطوير المخيم

ويشهد مخيم جباليا للاجئين اكتظاظ سكاني وضيق مساحة، حيث تُبنى المساكن بالقرب من بعضها البعض، وهناك نقص في المرافق الترفيهية والاجتماعية العامة.

وفي كثير من الحالات، اضطر السكان إلى بناء طوابق إضافية لاستيعاب عائلاتهم ويتم ذلك على الأغلب بدون تصميم منظم، كما تعيش الكثير من الأسر في ظروف متدنية وغير مناسبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved