أسوشيتد برس: ماذا يعني تعزيز الوجود العسكري الأمريكي فى الخليج العربي لواشنطن وطهران؟
آخر تحديث: الثلاثاء 1 أغسطس 2023 - 5:42 م بتوقيت القاهرة
هدير عادل
أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بأن آلاف من قوات مشاة البحرية مدعومة بالطائرات المقاتلة الأمريكية المتطورة والسفن الحربية تعزز ببطء الوجود الأمريكي في الخليج العربي.
واعتبرت الوكالة - في تقرير لها اليوم الثلاثاء- أن هذا الأمر مؤشرا على أنه ربما انتهت الحروب الأمريكية في المنطقة، لكن صراعها مع إيران بسبب برنامجها النووي مستمر في التفاقم، بدون حلول في الأفق.
ويأتي إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس باتان" التي تحمل قوات وطائرات إلى الخليج العربي، إلى جانب مقاتلات "إف-35" الشبحية وطائرات حربية أخرى، في وقت تريد فيه أمريكا التركيز على الصين وروسيا.
لكن واشنطن ترى مجددا أنه في حين من السهل الوصول إلى الشرق الأوسط عسكريا، من الصعب الخروج تماما، لا سيما بينما تصل معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران الآن إلى مستويات أقرب من المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية وذلك بعد انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وبحسب "أسوشيتد برس"، لا يوجد مؤشر على أن الدبلوماسية ستعيد إحياء الاتفاق النووي قريبا، واستأنفت إيران في الأسابيع الأخيرة مضايقة ومصادرة السفن التي تحاول عبور مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي.
وبالنسبة للتيار المتشدد في طهران، فإن هذه التصرفات تأتي بمثابة تحذير للولايات المتحدة وحلفائها من أن إيران لديها السبل للانتقام، لا سيما وأن العقوبات الأمريكية تؤدي إلى مصادرة السفن التي تحمل النفط الخام الإيراني.
وبالنسبة للولايات المتحدة، يظل إبقاء مضيق هرمز مفتوحا أمام الشحن أولوية لضمان عدم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، لاسيما وأن الحرب الروسية في أوكرانيا تضغط على الأسواق.
وتحتاج دول الخليج العربي المضيق المائي لنقل النفط الخاص بها إلى الأسواق وتقلق بشأن نوايا إيران في المنطقة الأوسع نطاقاً.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن تلك المخاوف عززت الوجود الأمريكي طويل الأمد في الخليج العربي. وفي العقدين اللذين تبعا هجمات 11 سبتمبر عام 2001، كان هناك في بعض الأوقات حاملتي طائرات أمريكيتين تجريان دوريات في الخليج العربي لتقديم الطائرات المقاتلة من أجل الحروب في أفغانستان والعراق، ولاحقا من أجل المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
لكن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأت ببطء في إنهاء الوجود البحري، الأمر الذي ترك فجوة لشهور تسببت في إثارة قلق بالمنطقة. وأبحرت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من مضيق هرمز في نوفمبر عام 2020 لتكون آخر حاملة أمريكية متواجدة في الخليج العربي.
ووصلت آخر وحدة مشاة بحرية – أسطول يحمل قوات مشاة البحرية وطائرات ومركبات مستعدة لهجوم برمائي – في نوفمبر عام 2021.
وتغيرت شواغل واشنطن منذ ذاك الحين، حيث حولت الحرب الروسية في أوكرانيا بعض من التركيز الأمريكي إلى أوروبا. وتواصل الصين دفعها للسيطرة على مساحة أكبر من بحر الصين الجنوبي، واستجابت البحرية الأمريكية بدوريات متزايدة.
وخلال الشهور الأخيرة، بدأ الجيش الأمريكي مجددا زيادة وجوده في الشرق الأوسط. وأجرى دورية في مضيق هرمز مع قادة البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المنطقة على متنها.
وأمر "البنتاجون" بإرسال مقاتلات "إف-16"، بالإضافة إلى المدمرة "يو إس إس توماس هودنر" إلى المنطقة. ووصلت المقاتلة "إف-35 آيه لايتنينج الثانية" الشبحية الأسبوع الماضي.
وفي حين لم يناقش الجيش الأمريكي تحديداً ماذا سيفعل بزيادة الوجود في المنطقة، لفتت التحركات انتباه إيران. وخلال الأيام الأخيرة، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اتصالا مع نظرائه في الكويت والإمارات للقول إنه "يمكننا تحقيق السلام والاستقرار، والتقدم في المنطقة بدون وجود أجانب".
وقال قائد الجيش الإيراني، الجنرال عبد الرحيم موسوي، إن عمليات الانتشار الأمريكية لن تؤدي سوى إلى "انعدام الأمن والأضرار" بالمنطقة.