مستشار المفتي: نحتاج تعاون علماء الدين مع الإعلام الدولي لمواجهة الأيدلوجيات المنحرفة

آخر تحديث: الخميس 1 أكتوبر 2015 - 1:45 م بتوقيت القاهرة

خالد موسي

أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن مواجهة الأيدلوجيات المنحرفة تحتاج إلى "حرب فكرية" يتعاون فيها علماء الدين مع وسائل الإعلام الدولية والأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، لافتا إلى ضرورة مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه للقرآن الكريم .

وأضاف مستشار المفتي في محاضرة ألقاها اليوم الخميس، في معهد الدراسات الاستراتيجية بمدينة نيويورك على هامش مشاركته في قمة الأمم المتحدة لمكافحة التطرّف تحت عنوان: "مخاطر التطرف في الواقع المعاصر"، أن "مصر خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري، فكما ثارت على الفساد ثارت أيضا على الإرهاب الذي يدمرها ويقضي على الاستقرار فيها".

وأشار مستشار المفتي إلى أن "الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية وأنه لا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه"، موضحا أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارا وتكرارا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانا صاغية.

وأضاف "دار الإفتاء المصرية تعتبر شريكا فاعلا في كل الأحداث العالمية ويتمثل دورها في نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات وإيفاد علمائها في بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، وقد قادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين ولتصحيح الصور النمطية عن الإسلام ونبي الرحمة".

وأبدى مستشار مفتي الجمهورية استعداد دار الإفتاء للتعاون في توضيح صورة الإسلام، وأن تكون الدار بيت خبرة لمراكز الأبحاث الأمريكية فيما يخص الفتوى وقضاياها .

واستطرد مفتي الجمهورية، قائلا، "أريد أن أكون واضحا مرة أخرى: الإسلام يرفض تماما التطرف والإرهاب، ولكن إذا لم نفهم العوامل والدوافع التي تلقي بالشباب في طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضي على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد العالم أجمع"، منتقدا صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى مؤكدًا أن مثل هذه الجرائم تمثل وقودا للتطرف والمتطرفين.

وأوضح نجم في محاضرته أن وسائل الإعلام الغربية نظرت إلى أعمال فئة قليلة لكنها عالية الصوت مثيرة للقلاقل في العالم الإسلامي، نظروا لهؤلاء واعتبروهم ممثلين لمعتقدات أغلبية المسلمين، زاعمين أن الإسلام دين أساسه العنف، وللأسف ساهمت هذه الوسائل الإعلامية في تأكيد هذا الرأي من خلال تناولها للإسلام .

وطالب مستشار المفتي بعدم الانجراف في تبني المُسميّات التي تطلقها التنظيمات الإرهابية على أنفسها كمصطلح "الدولة الإسلامية"، أو "الخلافة الإسلامية"، فهي من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة، رغم أنها ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع؛ فلا هي دولة ولا هي تمت للإسلام بصلة.

وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أن الجماعات الإرهابية تأتي بنصوص مبتورة من التراث وتخرجها من سياقاتها لتحقيق أهدافها الدنيئة مؤكدا أن دار الإفتاء المصرية تفضح هذه الانحرافات الفكرية وتفندها من خلال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية الذي أنشأته الدار ليقوم بهذه المهمة

وطالب مستشار مفتي الجمهورية بصناعة خطاب دعوى عصرى واقعي ومقاصدي يكون قادرا على صياغة وتكوين فكر المسلم في الغرب بما يجعله قادرًا على أن يكون مواطنًا إيجابيًا يعتز بدينه ولغته وهويته، وينتمى لوطنه ويسهم فى بناء حضارته فى ضوء نصوص الشرع وأحكامه.

يشار إلى أن مستشار مفتي الجمهورية ابراهيم نجم قد شارك في قمة مكافحة التطرّف العنيف بالأمم المتحدة، مؤكدا أن ذلك يأتي في إطار سعي دار الإفتاء الدائم على المشاركة في كل المحافل الدولية، لإظهار الصورة الحقيقية المضيئة للإسلام والمسلمين التي اختطفها الإرهابيون في الإعلام الغربي وأروقة صناعة القرار العالمي، على حد قوله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved