146 عاما على افتتاح الأوبرا الخديوية.. أنشأها «إسماعيل» في 6 أشهر احتفالا بقناة السويس

آخر تحديث: الأحد 1 نوفمبر 2015 - 4:34 م بتوقيت القاهرة

القاهرة - أ ش أ

تمر اليوم الذكرى الـ146 على افتتاح الأوبرا الخديوية، التي أمر الخديوى إسماعيل بإنشائها احتفالا بقناة السويس، وشهد افتتاحها في الأول من نوفمبر عام 1869 الإمبراطورة " اوجينى" زوجة الإمبراطور نابليون الثالث والإمبراطور فرانسو جوزيف عاهل النمسا وولى عهد بروسيا وبعض العظماء وأقطاب السياسة والفكر والفن من أنحاء أوروبا.

واستمرت منارة للفنون والثقافة حتى تعرضت للحريق بالكامل فى 28 أكتوبر 1971، وعلى الرغم من انتقال الأوبرا إلى مكانها الحالى لا يزال الميدان الذى كانت تطل عليه يحتفظ باسمها "ميدان الأوبرا".

وعن قصة إنشاء الأوبرا الخديوية القديمة، قال الأثري ولاء الدين بدوى رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومى للحضارة - فى تصريح - إنها ارتبطت ارتباطا وثيقا بافتتاح قناة السويس فى عهد الخديوى إسماعيل الذى كان شغوفا بالفنون ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية، واستغرق تشييدها 6 أشهر بتكلفة 160 ألف جنيه، وتم اختيار مكان الأوبرا الخديوية بحيث تتوسط حيين من أهم أحياء القاهرة في ذلك الحين هما حي الأزبكية وحي الإسماعيلية ، ولقد مرت السنون فاتسعت القاهرة وترامت أطرافها واتسعت رقعتها وتغيرت معالمها ولا يزال ميدان الأوبرا الذى سمى باسمها شاهدا على هذا الموقع الفريد وشاهدا على تاريخها الفنى.

وأضاف أن الخديوي إسماعيل كلف المهندسين الإيطاليين "أفوسكانى" و "روسى" بوضع تصميم لها يراعى فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية والبيئة المصرية ، واختار لها مكانا فى وسط العاصمة الخديوية ، واهتم بالزخارف والأبهة الفنية فاستعان بعدد كبير من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيين الاوبرا وتجميلها فزخرفت المبانى والبنورات على غرار رسوم عصر " الروكوكو " و " الباروك " الفاخرة والفائق الدقة .

وأشار الى أن الأوبرا القديمة كانت هي الأولى في قارة أفريقيا واعتبر مسرحها واحدا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادا وفخامة حيث كان يتسع ل850 شخصا ، لافتا الى انه تم اختيار قصة من صفحات التاريخ الفرعونى القديم تصلح نواة مسرحية شعرية لتفتتح بها دار الأوبرا ، وقد كتب قصة أوبرا "عايدة" مارييت باشا عالم الآثار الفرنسي الشهير الذي تم تعيينه مديرا لمصلحة الآثار المصرية عام 1858 ، وقد قام بنظم شعرها الشاعر الإيطالي " جيالا انزوني " ، وعهد الخديوي إسماعيل إلى الموسيقار " جوزيبي فيردي " بوضع موسيقاها الرفيعة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص دفعها الخديوى إسماعيل باشا لتقديمها في حفلة إفتتاح قناة السويس ودار الأوبرا الخديوية عام 1869 ، وقد قام بتصميم الملابس والديكور التي أختارها من فرنسا مارييت باشا.

وأوضح انه على الرغم من أن فيردي نجح في إنجاز عمله لموسيقى " اوبراعايدة" في الموعد المحدد فإن عدم وصول ملآبس وديكورات العمل التى صممها وكانت تصنع فى فرنسا بسبب حصار القوات البروسية للعاصمة الفرنسية ، وهى الحرب التى على اثرها احتلت فرنسا وانتهى عرش الإمبراطورة اوجينى ونابليون الثالث من بروسيا التى تحول اسمها بعد ذلك الى المانيا ، كانت السبب الرئيسى لعدم عرض أوبرا عايدة وليس لعدم انتهاء فيردى من تلحينها.

وتابع انه لذلك تم إستبدال أوبرا عايدة بعمل أخر هو أوبرا ريجوليتو المأخوذة عن قصة لفكتور هوجو عنوانها "الملك بلمو" وفي ليلة الإفتتاح قاد الاوركسترا المايسترو جيوفاني بوتزيني ، والثابت تاريخيا هو أنه تم تقديم أوبرا عايدة للمرة الأولى في العالم كان في 24 ديسمبر عام 1871.

ووصف الاثرى ولاء الدين بدوى الأوبرا القديمة والتى كان يوجد بها العديد من الردهات المجهزة والمخصصة للراحة والتدخين ، والمبنى مكون من ثلاثة طوابق أحتوى الطابق الاول على حجرات مخصصة لفرق الرقص والتدريبات وغرف للممثلين وفرق الإنشاد ، فيما اعد الطابق الثانى كمخزن للديكورات واستخدم الطابق الثالث فى حفظ الملابس والأثاث والأدوات كما اشتمل المبنى على العديد من الورش لصناعة الملابس وتصميم الديكورات والأثاث للعروض المختلفة واحتوى المبنى على متحف " للاكسسوار" والحلى التى تستعمل .

وذكر انه فى فجر 28 أكتوبر 1971 إحترقت دار الأوبرا المصرية القديمة بأبهتها وعظمتها وكانت الأخشاب المستخدمة فى بناؤها بالكامل من عوامل سرعة انتشار النيران وعدم إمكانية السيطرة عليها فلم يتبق من الأوبرا القديمة سوى تمثالى الرخاء ونهضة الفنون وهما من عمل الفنان محمد حسن ، والتهمت النيران مناظر الأوبرات والباليه التى تركتها الفرق الأجنبية هدية للدار اعترافا منها بالدور الرائد لمصر فى نشر تلك الفنون الرفيعة كما احترقت لوحات كبار المصورين التى كانت معلقة على جدار الاوبرا والالات الموسيقية ونوتات مئات الأوبرات والسيمفونيات ، وبعد 17 عاما تم بناء ''دار الأوبرا المصرية'' بأرض الجزيرة بمنحة يابانية.

واستعرض الأثري ولاء الدين بدوى الأسماء المختلفة التى تولت رئاسة الأوبرا الخديوية على مدى قرن ونصف من الزمان تقريبا كان أولها بافلوس اليونانى الجنسية والذى يعتبر أول من تولى الأشراف على بنائها وتقديم أوبرا عايدة ، ثم تولاها المؤلف الموسيقى بسكوالى كلمنته من عام 1886 الى عام 1910 ، تلاه جنارو فورنارنو من عام 1911 الى عام 1931 ، وقد توقف الموسم فى هذه الفترة بسبب الحرب العالمية الاولى ، ثم تولاها معلم الأميرات نورتاتوتو كانتونى من عام 1932 الى عام 1937 .

وأضاف أن أول مصرى يرأس الأوبرا الخديوية كان منصور غانم ولم يستمر أكثر من عام ثم الفنان سليمان نجيب خلال الفترة من 1938 إلى عام 1954 ، ثم تولاها الشاعر عبد الرحمن صدقى ، ثم المهندس محمود النحاس عام 1956 ، وتعتبر فترة رئاسته من أزخر الفترات بالبالية الروسى ، ثم كانت فترة صالح عبدون وهو من هواة الموسيقى الذى شهدت فترة رئاسته حريق الأوبرا فى أكتوبر1971 .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved