قضايا جنس وفساد.. ماذا نعرف عن لواء جيفعاتي الإسرائيلي الذي قُتل جنوده في غزة؟

آخر تحديث: الأربعاء 1 نوفمبر 2023 - 4:05 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن مقتل عشرة من جنوده خلال المعارك المستمرة في قطاع غزة؛ ليرتفع عدد القتلى المُعلن إلى 12 خلال أقل من 24 ساعة.

وحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، فقد أشار جيش الاحتلال إلى مقتل ستة من لواء النخبة "جفعاتي"، حيث قال وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت إن مقتل الجنود في معارك غزة "ضربة قاسية ومؤلمة".

ما هو لواء جيفعاتي؟

يعد لواء جيفعاتي أحد ألوية المشاة في جيش الدفاع الإسرائيلي الموجودة تحت قيادة المنطقة الجنوبية، تم تشكيله في ديسمبر 1947 ووضع تحت قيادة الإسرائيلي شمعون أفيدان، ليكون تابع لقوات الهاجاناه الصهيونية، التي تأسست في العام 1921، في مدينة القدس، كتكتل عسكري في الانتداب البريطاني على فلسطين، في الفترة السّابقة لإعلان إسرائيل.

منذ تشكيله، شارك اللواء في احتلال معظم القرى الواقعة غرب وجنوب مدينة الرملة، التي تعد من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وتقع حاليا في المنطقة الوسطى الإسرائيلية، شمال غرب القدس، وتم ذلك خلال عملية عسكرية سميت "باراك"، قادها اللواء جيفعاتي في الفترة من مارس وحتى مايو عام 1948، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

ووفقا لموقع "المجموعة 73 مؤرخين"، المتخصص بتوثيق فترة حرب أكتوبر، فقد لعب لواء جيفعاتي دور كبير في الحرب العربية الإسرائيلية 48، وحارب من جنوب تل أبيب وحتى حدود مصر، وتحمل جزء كبير من القتال ضد مصر، وأوقف اللواء، الذي يقسم إلى أربعة كتائب هم شاكيد وتصبار وروتيم وهسيور، التقدم المصري بأشدود، الواقعة جنوب تل أبيب.

وبحلول عام 1956، تم حل اللواء عندما بدا أنه لا حاجة له وأصبح لواء احتياط، ومع ذلك فقد حارب بكل حروب إسرائيل منها النكسة وحرب أكتوبر وحرب لبنان، التي كان قررت إسرائيل بعدها إقامة لواء جديد بالجيش، فتم إعادة تأسيس لواء جيفعاتي عام 1983.

وبحلول عام 1999، بدأ اللواء جيفعاتي العمل تحت القيادة الجنوبية، حيث يعرف جنوده بقبعاتهم البنفسجية، ويرمز له باللواء الثعلب نسبة إلى وحدة "ثعلب شمشون، التي شاركت في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.

قضايا جنس وفساد تصدر اللواء عناوين الأخبار العالمية

في عام 2014، تصدر اللواء الإسرائيلي عناوين الأخبار العالمية، بعد التحقيق مع قائدها بشبهة التستر على قضايا فساد خطيرة، وطرد قائد كتيبته ليران حجبي من الخدمة العسكرية، من قبل رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال آنذاك، وذلك لتورطه بفضيحة جنسية، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

وطرد قائد الكتيبة بعد تورطه بتحرشات جنسية مع مجندات في الوحدة خلال العدوان على قطاع غزة، وداخل قاعدة جوية بالنقب الغربي، وإقامة علاقات جنسية بالاتفاق مع مجندة أخرى في الخدمة الدائمة. لكن قوانين الجيش تحظر علاقة كهذه يتم فيها استغلال علاقة رئيس ومرؤوس، وذلك بالإضافة لقضايا تحرش بأطفال.

ووفق وسائل إعلام أردنية، فقد تفجرت في نفس العام عدة قضايا فساد بعدها، حيث تفجرت سلسلة ممارسات ومخالفات وقضايا فساد أخلاقي وقيمي، حيث شكا جنديان من الكتيبة نفسها تعرضهما لتحرش جنسي من جانب قائد وحدتهما، وذاع خلاف بين قائد كتيبة في اللواء ونائبه حول عدد من القضايا، وتم طرد نائب قائد الكتيبة من منصبه، بعد أن اتهمه القائد بعدم الولاء.

وفتح تحقيق في الكتيبة نفسها حول فساد في إدارة التبرعات التي جمعت للواء، في حين انتحر جندي فيها على خلفية مضايقات تعرض لها من زملائه، وانتحر ضابط في ظروف مختلفة، بعد وقت قصير من استدعائه للتحقيق بشأن اختفاء سلاح من وحدته.

واتهم أحد جنود اللواء بسرقة أسلحة وبيعها لجهات متطرفة كانت تعتزم استخدامها لتفجير مقدسات إسلامية، كما خضع قائد اللواء للتحقيق بشبهة التستر على العديد من قضايا الفساد.

ووصف معلقون إسرائيليون حينها فضائح اللواء بأنها مؤشر على "تعفن" شديد، فيما قال مسؤول عسكري في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الكتيبة تدار كعصابات المافيا"، وتساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن كيفية وصول الضباط المشتبه فيهم بقضايا جنس وفساد إلى قمة الهرم الاستخباري الإسرائيلي وتوليهم مناصب مصنفة أمنيا بأنها شديدة الحساسية والسرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved