محمد سليمان عبدالمالك: تعاقدي على مسلسلين في رمضان شىء قدري.. واستعنت بفرق كتابة لضمان الجودة

آخر تحديث: الأحد 2 مارس 2025 - 7:04 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبد الله:

• محمد هنيدى لم يتدخل فى «شهادة معاملة أطفال».. وإعادة تقديم «شباب امرأة» ليس إفلاسا
• أعمالى لم تتعرض لأية ملاحظات رقابية.. والهجوم على غادة عبدالرازق سيهدأ مع عرض المسلسل

«منذ بدايتى فى عالم الكتابة والتأليف وأنا أرفض تصنيفى فى نوع معين من الدراما»، بهذه الجملة بدأ المؤلف والسيناريست محمد سليمان عبد المالك حديثه مع «الشروق» حول سبب تنوع أعماله الدرامية، وحرصه أن يقدم نفسه فى أكثر من صورة، فهو تارة يكتب أعمالا مأخوذة عن نص أدبى، وتارة يكتب عملا ذا ملامح كوميدية، وآخر بوليسى ملىء بالتشويق والإثارة، وهذا العام يشارك فى ماراثون الدراما الرمضانية بعملين مختلفين تماما عن بعضهما البعض، الأول مسلسل «شهادة معاملة أطفال» بطولة الفنان الكوميدى محمد هنيدى، والثانى «شباب امرأة» بطولة غادة عبد الرازق والمأخوذ عن رواية أمين يوسف غراب التى تحمل نفس الاسم.

وعن هذا الأمر قال: أساتذتنا الكبار فى عالم تأليف الأعمال الدرامية لا نستطيع تصنيفهم فى لون بعينه، فكل واحد منهم له إسهاماته المتنوعة والمختلفة، ومنذ بدايتى وأنا أسعى جاهدا أن أسلك نفس الطريق، فلا يتم تصنيفى ككاتب كوميدى أو أكشن وغيره، فأنا أرى أنه من حق المؤلف أن يجرب نفسه فى كل أشكال الدراما دون أن يحصر قلمه فى لون بعينه.

وعن سبب تكرار تقديمه لأكثر من عمل بخريطة دراما رمضان للعام الثانى على التوالى قال: التكرار جاء بشكل قدرى تماما، وليس مخططا من جانبى أن أشارك بأكثر من عمل بالموسم الواحد، فلقد تعاقدت على مسلسل «شباب امرأة، ثم تعاقدت على مسلسل» شهادة معاملة أطفال، ويساعدنى فى كل عمل فريق كتابة مختلف عن الآخر، ولقد لجأت لهذه الفكرة أثناء تحضيرى لمسلسل «زينهم» بعد أن شعرت أننى بحاجة لفريق عمل يعاونى فى بعض الأعمال التى أكتبها، فعلى سبيل المثال مسلسل «رقم سرى» كان عملا فرديا تماما، لكن أحيانا أجد أن هناك عملا بحاجة أن يحصل على فرصة أكبر فى التحضير والتفكير، وليس لإنجاز الوقت، فأنا لا أتعامل بمنطق «السبوبة» ولكنى حريض على ضمان عنصر الجودة، وهناك أعمال تحتاج لما هو معروف بـ«العصف الذهنى» وهو أمر متعارف عليه بالعالم كله، أعمال تعتمد على العمل الجماعى.

واستطرد: كنا فى مصر سباقين فى هذا الأمر، وكم من الأفلام تعاون فى كتابة السيناريو والحوار لها أكثر من مؤلف، ولكن لم يكن الأمر يأخذ الشكل الاحترافى. وفى النهاية العملان يحملان رؤيتى الفنية بالكامل، وأنا المسئول عن التتابع فى الكتابة من الألف للياء وأتحمل مسئولية العملين بشكل كامل.

وبسؤال عن كيف التقى مع محمد هنيدى فى «شهادة معاملة أطفال» الذى يعد أول عمل كوميدى صريح يكتبه، أجاب: لقد تعاونت مع محمد هنيدى فى ثلاثة مسلسلات إذاعية من قبل، واللقاء التليفزيونى بيننا كان حتميا، لكن كنا بانتظار الفرصة المناسبة، وأنا من الجيل الذى يقدر هنيدى كثيرا، وحينما حانت الفرصة من خلال «شهادة معاملة أطفال» بدأنا العمل فورا، وبالفعل هذا هو أول عمل كوميدى صريح لى، حيث كنت أميل لكتابة أعمال «لايت كوميدى» وتعاونت مع فنانين غير مصنفين بـ«كوميديانات» وهو ما يضفى على هذه التجربة متعة وصعوبة كبيرة فى نفس الوقت وتعلمت منها الكثير.

وعن حدود تدخل محمد هنيدى فى مرحلة الكتابة قال محمد سليمان عبد المالك: لم يفرض أى شىء على الورق، فمنذ طرح فكرة الموضوع وقد أبدى ترحيبه وإعجابه بها، وكان مهتما بكل العاملين بالعمل، واتصور أن التجربة الإذاعية التى جمعت بيننا أكثر من مرة كان لها تأثير انعكس على هذا المسلسل.

وبمواجهته بأن الجمهور سيتوقع أن يثير العمل الضحك من أول مشهد فكيف تعامل مع هذه الأمر أثناء الكتابة، وقال: حينما أكتب لا أضع التوقعات فى ذهنى، وأحاول أن أفصل نفسى تماما عنها، فما يهمنى أن أكتب عملا جيدا، وأن يتوفر له مقومات النجاح وهو ما حدث فى «شهادة معاملة أطفال» من ممثلين رائعين ومخرج كبير بحجم سامح عبد العزيز وهو صاحب حس كوميدى كبير، وفى النهاية كل الأعمال تخضع للتوفيق، فأنا أعمل بكل جد واجتهاد وأترك التوفيق لله.

وفيما يتعلق بمسلسل «شباب امرأة» سألته عن سر اهتمامه بتحويل الأفلام القديمة لمسلسلات، خاصة أنه سبق وحول فيلم «امبراطورية ميم» لمسلسل، فقال: أنا من هواة إعادة تقديم الأعمال القديمة بشكل جديد، وإن كنت أتعامل مع النص الروائى وليس الفيلم، وهو ما حدث فى مسلسل «امبراطورية ميم» وقبله «راجعين يا هوى» وهو مأخوذ عن رواية للراحل أسامة أنور عكاشة، ولا أرى أن فى هذا إفلاس كما يدعى البعض، فالحمد لله لقد حققت نجاحا ملموسا من خلال أعمال كثيرة تحمل بصمتى الخاصة، إضافة إلى أن إعادة تحويل الأعمال القديمة برؤية جديدة يحدث بالعالم كله، ويمثل تحديا كبيرا وطوال الوقت لدى أحلام بتحويل أعمال قديمة برؤية جديدة ومختلفة، مثل
«شباب امرأة»، وبالمناسبة فغادة عبد الرازق بطلة العمل لم تختر القصة لكن الفكرة كانت تراودنى منذ وقت طويل، وحدث نوع من التوءمة بينى وبينها وبين شركة الإنتاج فاجتمعنا جميعا حول نفس المشروع وتحمسنا له.

وعن الهجوم الكبير الذى تعرض له «شباب امرأة» قبل عرضه قال: للأسف يسعى البعض بتسطيح الأمور، والسير فى اتجاهات غريبة، فأقرأ من يحرم علينا تقديم قصة تضمن غواية البطلة للبطل، وانتقادات غريبة مبنية على الفيلم، رغم أننى لا أقدم الفيلم، ولكن أتناول الرواية بشكل معاصر تماما، وأتوقع أن حملة الهجوم والانتقادات ستهدأ كثيرا مع عرض المسلسل بالنصف الثانى من شهر رمضان، خاصة أن العمل لم يتعرض لأى ملاحظات رقابية، وكل أعمالى نفس الامر، فمنذ بدايتى ولى شكل وإطار معين لا أحيد عنه، ولا أتاجر بأى شىء يغازل الجمهور، فأنا أنتقى اللغة المناسبة ولا أسير وراء هذا الطوفان من الأعمال المبتذلة والرخيصة التى تخاطب شريحة معينة من الجمهور.

وعما إذا كان انتهى من كتابة الحلقات كاملة للمسلسلين قال: انتهيت من كتابة «شهادة معاملة أطفال» تماما وقمت بتسليم كل الحلقات، ونفس الامر مع «شباب امرأة» لكن احتفظت بالحلقة الأخيرة ورفضت تسليمها إلا قبل تصويرها مباشرة، حتى لا تتسرب أحداثها وهو ما فعلته فى مسلسل «صوت وصورة» و«رقم سرى» حيث ظل أبطال العملين لا يعلمون عن النهاية شيئا، لأنها تحمل مفاجأة غير متوقعة للجمهور.

وفى النهاية سألته عن توقعه للمنافسة هذا العام قال: لست ممن يحبذون إطلاق اسم منافسة وماراثون على موسم رمضان، ولكن أرى أننا جميعا نتسابق لإرضاء الجمهور وليس للتباهى أننا أصحاب الأعمال الأكثر مشاهدة أو أننى أخذت الجمهور لصالحى، وكل ما يشغلنى أن أقدم عملا محترما وقيما ولا يتحول لسلعة استهلاكية تعرض لمرة واحدة وتنتهى، لكن لابد من الاعتراف أن العمل فى شهر رمضان له طعم مختلف، فرغم أننى تذوقت طعم النجاح فى «الاوف سيزون»، لكن فى شهر رمضان حجم الإنتاج والدعاية كبير، وحالة الازدحام تزيد من صعوبة تحقيق النجاح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved