قائد الجيش الثالث الميدانى: حاصرنا الجبل 10 أيام وداهمناه بـ9 مجموعات قتالية

آخر تحديث: الأحد 2 أبريل 2017 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ حاتم الجهمى:

الدش: مشطنا المنطقة فى طقس «تحت الصفر».. ومعلومات أهالى سيناء كان لها دور كبير.. ضبط نماذج تدريبية شبيهة بكمائن القوات المسلحة.. واكتشفنا 24 كهفا و9 مغارات و29 دراجة بخارية معدة للتفجير
مقتل 18 تكفيريا والقبض على 31 آخرين.. وعثرنا على مواد مخدرة مزروعة فى سفح الجبل
قال قائد الجيش الثالث الميدانى اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش: إن الفترة التى يعيشها مقاتلو الجيش المصرى فى سيناء «أيام مميزة بالعزة والفخر والانتصارات»، وتستحق أن يعرفها الشعب المصرى ليطلع على حجم الإنجاز الذى حققه أبطال الجيش من أجل الوطن.
وأضاف الدش، خلال لقائه مع عدد من المحررين العسكريين والإعلاميين فى موقع العمليات العسكرية فى جبل الحلال: «مقاتلو الجيش الثالث الميدانى يقفون كالصقور للقضاء على الإرهاب خاصة فى منطقة جبل الحلال بوسط سيناء، والتى تعد نقطة جبلية وعرة وكانت ملاذا آمنا للعناصر الإرهابية والإجرامية.
وتابع: «هناك جبال أخرى أكثر صعوبة من جبل الحلال تم اقتحامها وتطهيرها من الإرهاب، ومن بينها (جبل شرايم)، و(جبل الراحة)، وفور إصدار القيادة السياسية لأوامراها بتطهير جبل الحلال من الإرهاب تم إعداد خطة خاصة لتنفيذ المداهمات».
وكشف الدش طريقة العمل التى تضمنت المرحلة الأولى منها الإعداد الجيد للمقاتلين الذين يتميزون بمهارة عالية جدا ورفع القدرات البدنية والقتالية لهم، نظرا لطبيعة تضاريس الجبل الوعرة والبالغة الصعوبة، بينما استهدفت المرحلة الثانية جمع المعلومات والتى تعتبر من أهم المراحل التى تم من خلالها التعامل مع الإرهابيين، فيما أثنى على أهالى سيناء والمعلومات التى قدموها للقوات المسلحة والتى كان لها «دور كبير جدا» فى دحر الإرهاب، بما يؤكد حرص المواطنين على العيش فى سلام وأمان.
وأضاف: «لا توجد خطة واحدة أو أسلوب نمطى فى دحر الإرهاب، وسبب نجاح جهود القوات المسلحة فى تحقيق نجاحات فى معركة القضاء على الإرهاب يرجع لعدم وجود أسلوب ثابت بما يضمن إحداث التفوق للجيش المصرى وتحقيق عنصر المفاجأة للعناصر الإرهابية».
واعتبر القائد البارز فى القوات المسلحة أن اعتماد خطة «الحصار» على مداخل ومخارج جبل الحلال والتى دامت 10 أيام، كانت بداية النجاح، وجرى ذلك بالتزامن مع عدة مهام أخرى، ما أسفر عن بدء العناصر التكفيرية فى محاولة الهروب من مخابئ الجبل مدفوعة بنقص الإمدادات، وتكمنت قوات الجيش من إلقاء القبض على عدد كبير منهم سواء فى الكمائن القريبة أوالبعيدة.
وأضح الدش أن العمليات العسكرية فى جبل الحلال تضمنت إدارة مناوشات بالذخيرة لاستنزاف الذخيرة التى تمتلكها العناصر الإرهابية، خاصة بعد قطع جميع طرق الإمداد إليهم، موضحا أن العنصر الإرهابى الذى يخرج ويستسلم ولا يرفع السلاح لا يتم رفع السلاح ضده، فيما يتم التعامل مع المسلحين الذين يشتبكون مع رجال القوات المسلحة بالقتل الفورى.
وأشار قائد قوات الجيش الثالث إلى تمكن القوات المكلفة بتطهير «جبل الحلال» والقبض على عدد كبير من الإرهابيين بدون استخدام السلاح والتعامل معهم، بما يعتبر نجاحا كبيرا للخطة التى تم وضعها، إذ تم قتل 18 تكفيريا، والقبض على 31 آخرين.
وقال: إن 9 مجموعات قتالية تولت تمشيط منطقة العمليات فى جميع الاتجاهات، وسط طقس سىء للغاية وبالتحديد فى منتصف شهر فبراير الماضى، حيث كانت تصل درجات الحرارة إلى تحت الصفر.
وأضاف: « تم ضبط ميادين رماية تتدرب عليها العناصر الإرهابية، وتشبه الكمائن الخاصة بالقوات المسلحة للتدريب على اقتحامها، كما تم تدمير 3 عربات، و6 دراجات نارية، فضلا عن اكتشاف 24 كهفا، و8 مغارات عثر بداخلها على مخازن الذخيرة والأسلحة بكميات هائلة ونظارات الميدان التى تستخدم فى المراقبة والرؤية الليلية، إضافة 29 دراجة نارية معدة للتفخيخ، ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وكميات كبيرة من مواد: (c4 ــ الإنفو ــ نترات الأمونيوم)، وورش لتصنيع دوائر النسف وماكينات اللحام والمعدات المكملة لها التى تستخدم فى صنع العبوات الناسفة، إلى جانب ضبط 8 نقاط وقود تستخدم كاحتياطيات استراتيجية لإمداد عناصرهم التكفيرية بالوقود، ومخازن تحتوى على كميات من مواد الإعاشة والمهمات والملابس الخاصة بالعناصر التكفيرية».
وتابع: «نجحنا أيضا فى ضبط عدد من العربات المخبأة داخل الوديان ومثبت عليها الرشاشات بهدف التعامل مع قواتنا، ومخازن للسيارات الحديثة وقطع الغيار بكميات كبيرة تستخدم للإمداد الاستراتيجى للعناصر التكفيرية، فضلا عن أجهزة للكشف عن الألغام ووسائل الاتصالات اللاسلكية، وكميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمعدة للبيع، وتم العثور فى سفح الجبل على مساحات مزروعة من النباتات المخدرة يتم استخدامها فى التمويل».
وشدد الدش على أن المقاتل المصرى يتميز بالعقيدة الثابتة، ويظهر ذلك عندما يتم اختيار الأفراد للعمليات، فنجد أن من لا يقع عليه الاختيار حزين لعدم المشاركة، خاصة وأن جنود الجيش المصرى لديهم إصرار وعناد ولا يعرفون المستحيل وعازمون بكل إصرار على تطهير سيناء، ومستعدون للشهادة مقابل سلامة وأمن المصريين.
واختتم قائد الجيش الثانى تصريحاته بالقول: «لا يوجد أى شىء يستطيع أن يكسر إرادة المصريين طالما لديهم جيش وطنى قوى، والروح المعنوية للأبطال عالية للغاية بسبب التواصل الدائم واليومى من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة والقيادة السياسية، حتى فى وقت تنفيذ المداهمات والعمليات».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved