ظاهرة التسول.. مشكلة اجتماعية تتمدد خلال شهر رمضان

آخر تحديث: السبت 2 أبريل 2022 - 8:00 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد صابر:

أستاذة علم الاجتماع: يجب التوعية بمخاطر هذه الظاهرة على المجتمع
متسولون: «هناخد كام فى الوظيفة.. احنا بنكسب كويس جدا فى ساعتين شغل»
داعية إسلامى: ظاهرة قبيحة مذمومة فى الشرع وتُسىء إلى سمعة المجتمع

«التسول أو الشحاتة» ظاهرة اجتماعية سيئة تنتشر فى شوارع وميادين مصر وتكثر خلال شهر رمضان الكريم، ويستخدم أتباعها طرقا جديدة كل يوم، لاستعطاف المواطنين والحصول منهم على أموال.
وقالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس سامية خضر، إن ظاهرة التسول قديمة ومنتشرة بشكل كبير، وتكثر خلال شهر رمضان الكريم، حيث يتصدق كثير من المواطنين بأموالهم أو بشنط رمضان التى تضم عددا من السلع الغذائية على الفقراء»، مشيرة إلى أنه يجب على المواطنين التوقف عن منح المتسولين الأموال أو شنط رمضان وإعطائها لمن يستحق فقط .
وطالبت أستاذة علم الاجتماع، بضرورة وجود آلية للتعامل مع «الشحاتين» والمتسولين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، وبمشاركة الإعلام من خلال عرض عدد من البرامج أو الفقرات للتوعية بأهمية تلك القضية، وتوضيح حقيقة المستولين الذين يستغلون تعاطف المواطنين للحصول على ما يريدون، مشددة على أن التوعية أسهل طريقة للقضاء على هذه الظاهرة التى تضر المجتمع بشكل كبير.
وأكدت أن ظاهرة التسول أصبحت ثقافة يلجأ اليها بعض المتكاسلين لسهولة الحصول على الأموال، والمواطن هو المسئول الأول عن زيادة هذه الظاهرة، لافتة إلى استخدام بعض المتسولين طرق جديدة فى التسول ومنها مواقع التواصل الاجتماعى.
من جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية الشيخ سلامة عبدالرازق، إنه لا يتم السماح نهائيا بوجود المتسولين بجوار المساجد أو بداخلها سوء فى أيام الجمعة أو أثناء الدروس، وحين يحاول أحد المتسولين فرض سيطرته فى شهر رمضان الكريم أو غيره يتم التعامل معه على الفور وإبعاده عن المسجد وإبلاغ الجهات المختصة.
ويرى الداعية الإسلامى سهيل عمران، خطيب بوزارة الأوقاف، أن التسول ظاهرة قبيحة مذمومة فى الشرع، باعتبارها تتضمن المذلةَ والمهانةَ للمسلم، وهو ما يُنَزِهُه عنهما الشرعُ الشريفُ، كما أنها ظاهرة تُسىء إلى سمعة المجتمع، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من هذا الجرم فقد روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَجُلُ يَسْأَلُ النَاسَ، حَتَى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِى وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).
وأرجع عمران، أسباب تلك الظاهرة إلى الكسل وحب الراحة، إذ حثت الشريعة الإسلامية على العمل وزيادة الإنتاج وترغيب الناس فى ذلك، وورد كما فى قول الله تعالى: « فَإِذَا قُضِيَتِ الصَلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَهِ وَاذْكُرُوا اللَهَ كَثِيرا لَعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 9، .10 وهى أيات تدعو إلى العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من عمل يده؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاما قَطُ خَيْرا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَ نَبِيَ اللَهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخارى.
وأكد أن الشائع الآن استخدام الأطفال فى التسول وهذا يرجع إلى التربية الخاطئة فى مرحلة الطفولة، وميراث الظاهرة من الآباء وانتقالها إلى الأبناء، مشددا على أن الإسلام حرص على حفظ كرامة الإنسان، معتبرا أن محترفى تلك المهنة يأكلون أموال الناس بالباطل، ويُطعم بيته سُحتا، ومالا حراما.
وكانت «الشروق» التقت عدد من المتسولين الذين يتخذون من الشوراع والميادين ملجأ لهم، حيث يقول صلاح عطية 62 عاما، متسول، إنه متواجد فى الشارع منذ فترة كبيرة يسأل أهل الخير مساعدته والعطف عليه بعد أن عجز عن العمل وتركه اخوته، وأضاف: «فيه ناس كتير بتعطف عليا وبتجيبلى أكل وناس تانية بتدينى فلوس.. وفى رمضان الخير كتير».
وفى إحدى إشارات المرور بوسط القاهرة، وقفت «أم إبراهيم»، متسولة فى العقد الرابع من عمرها، تحمل طفلها على كتفها، وتمسك بيدها علب المناديل تتجول وسط السيارات المتوقفة بحثا عن من يعطف عليها، تقول أم إبراهيم: «فى شهر رمضان، أغلب الناس بيدفعوا من ٥ لـ٢٠ جنيها فى باكو المناديل، وكل واحد حسب مقدرته»، مستطردة: «الموسم بتاعنا بيكون فى المناسبات الدينية الناس كلها بتعمل خير».
ورفضت أم إبراهيم، ترك موقعها وسط إشارات المرور فى القاهرة بحثا عن مصدر رزق يعينها على الحياة، قائلة: «هاخد كام فى الوظيفة فأنا ممكن أكسب كويس جدا فى ساعتين شغل، ومن صغرى وأنا بشحت ومش هعرف اشتغل حاجة تانى».
أما السيد على، متسول من ذوى الهمم يبلغ من العمر ٥٢ عاما، ورث ظاهرة التسول عن والده، فيقول: «فى رمضان أبواب الخير كتير منها الفلوس وشنط رمضان التى تقوم الجمعيات بتوزيعها وموائد الرحمن». وتابع: «مشكلتنا فى رمضان أن أغلب الوقت بنكون فى مطاردات من رجال الشرطة أو عمال المساجد عند الجلوس أمام أبواب المساجد»،
ورفض على ترك ظاهرة التسول من أجل البحث عن مهنة أخرى تدر دخلا ثابتا له، قائلا: «اللى أنا فيه ده كرم ورزق من عند ربنا والرزق بيزيد فى آخر 10 أيام من رمضان حيث يكون الدخل المادى أضعاف مضاعفة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved