عمرو موسى: حماس حركة مقاومة.. و7 أكتوبر نسفت مخطط إسرائيل لإزاحة القضية الفلسطينية واستبدالها بالتطبيع

آخر تحديث: الأحد 2 يونيو 2024 - 8:59 م بتوقيت القاهرة

محمد فتحي:

• ما جرى في 7 أكتوبر رد فعل على جرائم إسرائيل كدولة احتلال.. وكشف عن وضع جديد في المنطقة
• إسرائيل لم تكن لتتمدد دون دور الولايات المتحدة.. وفلسطين لم تصبح قضية بهذا الشكل دون الرعاية والريادة المصرية
• مصر لا تستطيع التخلى عن القضية الفلسطينية لأنها تمس أمنها القومى

نظم معهد التخطيط القومي، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "مصر في عالم يتغير"، تحدث خلالها الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، عن الأحداث التي يشهدها العالم، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأزمة في السودان وما يجري في ليبيا، والتطورات الجارية في البحر الأحمر، وموقف مصر في هذا الصراع.

وأدار الندوة رئيس معهد التخطيط القومي الدكتور أشرف العربي، الذي بدأ حديثه بأن المعهد يتبنى مشروعا أساسيا عنوانه هو مصر ما بعد 2025، لأن جميعنا يتابع التقارير ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم تقول إن كثيرا من أهداف التنمية المستدامة التي تم وضعها، سيكون من الصعب تحقيقها بحلول عام 2030، وبالتالي نحتاج إلى تكثيف العمل خلال الخمس سنوات الأخيرة من 2030.

وقال عمرو موسى، إن من كان يخطط للمنطقة واستقرارها خطط من منطلق الثقة في ما يجري بها، سواء في المسألة الفلسطينية، أو في العلاقات البينية، أو العلاقات بين العرب والقوى الهامة في المنطقة مثل إيران وتركيا.

7 أكتوبر نسف كل شيء

وأوضح: "كان هناك اعتقاد وصل لمرحلة اليقين أن إسرائيل ومن يؤيدها قادرة على فرض واقع معين، بما فيها إلغاء القضية الفلسطينية، ووقف الحديث عن وجود احتلال عسكري للأراضي المحتلة، لذا ساد شعور بأن هذا الموضوع انتهي، ومن الأفضل الانتقال من الحديث عن القضية والحقوق الفلسطينية للحديث عن التطبيع والقبول بإسرائيل، ونسيان أن هناك احتلالا عسكريا لابد من إنهائه".

وإزاء ذلك، قال عمرو موسى إن "ما جرى في 7 أكتوبر الماضي بالصدام العسكري الكبير بين حماس وإسرائيل، كشف عن وضع جديد في المنطقة".

وأشار إلى أنه "عند الحديث عن حماس، لابد من التفرقة بين أمرين؛ الأول صلتها بجماعة الإخوان، والثاني دورها كمنظمة فلسطينية ترد على الإجراءات الإسرائيلية الممعنة في القسوة ضد الهوية الفلسطينية، وترد على ما حدث ومازال في الضفة الغربية.. ورأيي أنها مقاومة".

وأضاف: "كان الهدف من السياسية الإسرائيلية، إزاحة القضية الفلسطينية من الأجندة الإقليمية بكل أساسياتها كموضوع الاحتلال وغيره، وكادت إسرائيل أن تنجح في هذه الإزاحة، وأن يتم استبدال القضية الفلسطينية بالتطبيع، لكن 7 أكتوبر نسفت كل ذلك، ما يشير إلى سطحية سياسات إسرائيل وسطحية الدعم الذي تحصل عليه".

وتابع: "إلغاء القضية الفلسطينية لم يكن سياسة إسرائيلية فقط، والأخيرة لم يكن تحقق ما حققته بغير هذا الدعم غير المسبوق الذي تحصل عليه".

واعتبر أن "مصر هي التي أطلقت القضية الفلسطينية على المستوي العالمي"، لافتا إلى أنه "كما أن إسرائيل لم يكن من الممكن أن تتمدد هذا التمدد دون دور الولايات المتحدة، فإن فلسطين لم يكن أن تكون كقضية بهذا الشكل الممكن دون الرعاية والريادة المصرية وهذا شيء التاريخ يؤيده ويدعمه".

مصر لا تستطيع التخلي عن القضية الفلسطينية

وشدد أن "مصر لا تستطيع أن تتخلى عن القضية الفلسطينية لأنها تمس الأمن القومى المصري، ومن حقنا ومسئوليتنا أن نعمل نحن على أن نكون القول الفصل فيما يحدث بالقضية الفلسطينية".

وأردف: "كانت القضية الفلسطينية شغلنا الشاغل في العهد الملكي، ثم بعد ذلك واستمرت إلى الآن بألوان مختلفة، لكن الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومصير الفلسطينيين شيء رئيسي في الفكر المصري واستقرار مصر ورسم مستقبلها"، مضيفا: "التخلي عن القضية الفلسطينية يعني أنك مع إسرائيل".

وواصل عمرو موسى، أنه "كما ننشغل بالقضية الفلسطينية، ننشغل أيضا بانقسام ليبيا وما يشكله من تهديد لاستقرار مصر وأيضا السودان في الجنوب الذي يتفكك والحرب الأهلية هناك"، مضيفا:" إذا كان النزاع كما هو الآن في السوادن من الصعب فهم أن يؤيد أحد سواء عرب أو من الدول الكبري رئيس منظمة مرتزقة ليكون رئيس السودان، هذا كلام غير مسئول، لأنه سيخدم بطبيعة الارتزاق دول أخري"، بحسب قوله.

ولفت إلى أن "ما يحدث في البحر الأحمر والذي تسبب في نقص عوائد قناة السويس جميعها تحديات تواجه الدولة المصرية بالإضافة لسد للنهضة، ثم الاضطراب الكبير في دول الساحل والصحراء من تشاد والنيجر وغينيا وغيرها من التحديات".

ثلاثية إيران وتركيا وإسرائيل

وفي سياق آخر، لفت موسى إلى أن "صعود النشاط الإيراني في المنطقة كان واضحا، ومجال للفخر الذي عبر عنه أحد القادة الإيرانيين بأن الأخيرة تستطيع أن تؤثر، بل تدير الأمور في 4 دول عربية، وأن هذه العلاقة الخاصة بين طهران وهذه الدول هي مقدمة لوضع جديد مخنلف عما كان"، مضيفا :"تركيا أيضا وهي دولة هامة للغاية، وقادرة على الحركة السريعة، وتعد من أكثر الدول الإسلامية ثراء وقدرة على الحركة السياسية والدبلوماسية".

وتابع: "الدول الثلاثة إيران وتركيا وإسرائيل شكلوا وضعا جديدا في المنطقة بقدرات تفوق قدرات دول عربية في مجالات مختلفة، على حساب النفوذ العربي سواء في مصر أو السعودية أو غيرها"، لافتا إلى أن هذا الوضع المتطور في المنطقة يتغير بطريقة بها سلبيات تمس مصر.

وأوضح أن "العالم اليوم ليس كما في السابق، والتغير حاصل بالفعل"، لافتا إلى أن الربع الأول من القرن العشرين تطورت الأمور وهناك دولة تصعد مثل الصين، وفوجئ العالم بتطور آخر قادته روسيا، والاثنان يشكلا تحديا كبيرا للدور المؤثر الكبير لأمريكا".

وأضاف : "هناك تحد ضخم من جانب الصين على المستوى العالمي، وتحد آخر على المستوى الأوروبي والشرق الأوسط من جانب روسيا، ثم تحد داخلي في أمريكا عن تراجع القوة الأمريكية".

ونبه إلى أن "التحديات كبيرة والتكاليف هائلة، والقوة الأمريكية عاصفة وعارمة، لكنها ليست نفس القوة التي كانت عليها في القرن العشرين".

فشل مجلس الأمن بسبب الفيتو

ورأى موسى أن النظام العالمي الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية لم يفشل، كنظام متعدد الأطراف، فإذا نظرنا للوكالات المتخصصة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية والزراعة واليونسكو واليونسف، والبرامج والصناديق جميعها سنجد أنها نجحت، لكنه فشل في نظام الأمن الجماعي، حيث فشل مجلس الأمن بسبب الفيتو، وفشلت الجمعية العامة بسبب عدم قدرتها على تنفيذ قراراتها.

ونوه "موسى" بأن مصر عانت من غياب الحكم الرشيد لأكثر من 70 عاما منذ نهايات حكم الملك فاروق، موضحا أن الحكم الرشيد يعني أمور واضحة وأن تحسن إدارة الحكم في يتعلق بالتعليم والصحة والخدمات وتوجهك الاقتصادي، فلم يكن لدينا حكما رشيدا بهذا المعني حتى عهد الراحل محمد مرسي"، قائلا: "آن الأوان أن يكون الحكم الرشيد هو أساس الجمهورية الجديدة، فالجمهورية الجديدة لن تكون جديدة إلا بالحكم الرشيد".

ورد وزير الخارجية الأسبق على تساؤلات بعض المشاركين في الندوة، ومنها تساؤل عضو مجلس الشيوخ أكمل فاروق عبد العال الذي اعتبر ما قامت به حماس في السابع من شهر أكتور الماضي اعتداء على الإسرائيليين، وقال موسي في رده: "لا يمكن اعتباره كذلك فما جرى في الأراضي المحتلة خلال السنوات الماضية من ظلم وتدمير، وارتكاب إسرائيل جرائم هائلة كدولة احتلال، وهذا رد فعل".

وأضاف: "كنت أتوقع انفجارا فلسطينيا، وأطلب منك ألا تعيد هذا الكلام، فهو ضد منطق القانون، فهناك احتلال عسكري فظيع وكان رد فعل الفلسطينيين".

الحكم الرشيد يقوم على الشفافية

وفي مداخلة له، قال د. جودة عبد الخالق، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إنه يؤيد بشدة الحكم الرشيد لأن غيابه كان مدخل لتطورات كثيرة، معتبرا أن الحكم الرشيد أحد مقوماته أن يكون حكما مدنياً ديمقراطيا.

وقالت أستاذة الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د. ليلى الخواجة، إن الحكم الرشيد يقوم على الشفافية والمصارحة وإنفاذ القانون وهي أبعاد نحن في أمس الحاجة إليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved