دعوة للأمل فى «كوميديا البؤساء».. مروة رضوان: العرض رسالته البسيطة «لا توجد حياة بائسة بالكامل»

آخر تحديث: الإثنين 2 يوليه 2018 - 8:58 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمود مصطفى:

-الابطال :سعداء بردود أفعال الجمهور وانطباعهم الجيد عن العمل


«كوميديا البؤساء» عرض مسرحى لفت اليه الانظار خلال عرضه على مسرح ميامى بوسط البلد، حيث حصل على إشادة الجمهور الكبير الذى حرص على مشاهدته، وهو ما جعل ادارة فرقة المسرح الكوميدى التابعة للبيت الفنى للمسرح تقرر مد عرضه لمدة اسبوعين قادمين.

أبطال العرض عبروا عن سعادتهم من ردود الأفعال التى تلقوها ومن كلمات الإعجاب والثناء على أدائهم المتميز، كما وصفه الجمهور أنه من العروض المختلفة التى قدمت على مسرح الدولة خلال الفترة الماضية، وأنه نشر حالة من البهجة والسعادة وحالة من الفضول طوال الوقت لمعرفة كيف ستنتهى أحداث العرض الذى وصفوه بالممتع، «الشروق» تحدثت مع أسرة وأبطال العرض المسرحى «كوميديا البؤساء» لرصد التجربة.

المؤلفة والمخرجة مروة رضوان قالت: مسرحية «كوميديا البؤساء» مستوحاة من رواية «البؤساء» لفيكتور هوجو، وبالرغم من أنه كنص أدبى فى منتهى الروعة، لكنه يترك مخزونا من الكآبة الشديدة بداخلى لفترة طويلة فى كل مرة أقرأه فيها، وظلت الرواية علامة استفهام كبيرة بالنسبة لى، فلقد سببت لى حالة من الفوبيا، وهو ما جعلنى أفكر فى طريقة لتقديم هذا العمل الرائع بعيدا عن كل هذه الكآبة.

وواصلت حديثها: قررت أن أعمل على هذه الرواية بشكل مختلف عن النص الأصلى، من خلال عمل مستوحى منها فى مرحلة ما فى الرواية نفسها، وتخيلت تلك المرحلة بكل تفاصيلها، حيث تدور الاحداث فى إطار كوميدى خفيف، ولذلك أصريت على أن يكون عنوان المسرحية «كوميديا البؤساء» ليظهر للجمهور العادى أنه لن يرى تلك الرواية التى كانت تبكيه بل سيرى كوميديا غنائية استعراضية، فأنا أحاول أن أقدم من خلال هذه الرؤية كل ما يساعد المشاهد أن يكون سعيدا، ويحصل على طاقة إيجابية وربما معلومة مهمة وهو ما يجب أن نقدمه كفنانين فى هذا الوقت بأن ندعو إلى التفاؤل وسط حالة البؤس والاكتئاب العام التى أصيب بها الإنسان فى كل مكان بسبب أحداث العالم السريعة على كل الأصعدة.

وأشارت مروة: العمل استعراضى كوميدى وهو أمر مرهق وشاق للغاية وهذا يحتاج لمجهود كبير، بشكل عام أنا عاشقة لفن الاستعراض ودائما فى أعمالى أقدم بها استعراضات، فالعمل اجتماعى يدور عما تحتويه النفس البشرية على العموم، ولا يحمل أى إسقاط سياسى، معاصر للواقع الذى نعيشه، فهو مناقشة أو كشف ومعالجة أو رسالة بسيطة تقول إنه لا توجد حياة بائسة بالكامل، بل هى فترات بها استراحة ونقاط مضيئة تدعو للتفاؤل.

وعن مدة العرض والتى تجاوزت الساعتين قالت مروة: بالفعل تم حذف مشاهد من الفصل الأول ليتم اختصار الوقت لمدة ساعتين فقط دون الاخلال بالنص، حيث كانت تتجاوز ساعتين ونصف الساعة.
بطل الرواية... «جان فالجان» شخصية كانت تعيش حياة بائسة للغاية فهو أشبه بما يطلق عليه «رمز البؤساء»، تحدث بطل العمل رامى الطمبارى عن تلك الشخصية التى يجسدها وقال: من خلال النص المسرحى نجد عودة تلك الشخصية للحارة مرة أخرى فى ثوب جديد، ولكنه وجد أن جيرانه لا يتذكرونه، فحاول أن يعيد ذكرياته معهم حتى يتذكروه من خلال العديد من المشكلات وظروف صعبة ومطبات عديدة واجهته، ولكن بالأمل والتفاؤل استطاع أن يتغلب على كل تلك الصعاب، وهو ما كان يسعى اليه لإخراج أهل الحارة من حالة الكآبة والحزن وأن يعطى لهم الامل، وبالفعل ينجح فى ذلك ويغير الأوضاع السلبية التى وجدها فى جيرانه، كما نجد قصة حب خلال العمل تجمعه مع «شيرى».

بطلة العرض رنا سماحة تحدثت عن شخصية «شيرى» وقالت: فى البداية سعيدة بما حققته «كوميديا البؤساء» من نجاح كبير منذ بداية العرض وحتى الآن، وعن شخصية شيرى فهذه تعد أولى تجاربى الاحترافية لى كممثلة مسرح، وخصوصا أن العرض من انتاج مسرح الدولة، حيث أجسد دور مطربة من شارع البؤساء، وهى إنسانة حالمة ورومانسية، تجد فتى أحلامها الذى تبحث عنه، إلى أن تواجه حدث يغير من طريقة تفكيرها.

وأضافت رنا: الدور بسيط بلا أى تعقيدات بالنسبة لى، واستطعت دخول الشخصية بسرعة دون أى مشكلة، وهو كوميدى غنائى، حيث أقدم فيه بعض الأغانى منفردة خلال العرض. وأعجبتنى رؤية المخرجة التى أعدت المسرحية المستلهمة من النص الأصلى لرواية «البؤساء».

وعن أزمتها الأخيرة مع البيت الفنى للمسرح قالت رنا: الأزمة انتهت تماما وتم تفهم الأمر من جانب إدارة المسرح، فأنا بنت المسرح وأحترم وأقدر البيت الفنى للمسرح ومسرح الدولة.
الفنان محمود عزت الذى يشارك فى بطولة العرض قال: هذا العمل نعيد من خلاله الرواية بشكل مختلف وليس بالشكل المعروف له، والا سنكون مجرد تكرار لما قدم من قبل منذ عام 1980، ولكن النص هنا يقدم طرحا جديدا يعالج من خلاله العديد من الأمور التى لها علاقة بمجتمعنا ومشاكله فى الوقت الحالى.

وتابع عزت: ألعب شخصية شريرة فى المسرحية بشكل كوميدى، تسعى طوال الوقت لتحريك الأحداث فى شكل صراعات. وهى من وحى خيال المؤلفة وليست موجودة فى النص الأصلى.
«السقا عصام».. شخصية تظهر خلال العرض المسرحى تعيش فى حارة كلها بؤساء، فهو يحاول ايهام الجميع بأنه يعلم كل شىء فى الحياة، والحقيقة أنه لا يفقه شيئا، فمن خلال ذلك الدور تحدث الفنان عمرو كمال بدير وقال: تلك الشخصية تسيطر على عقول الناس فهو دائما يحاول أن يصور للناس البسطاء أنه يعلم أمور الحياة وكيفية إدارتها من وجهة نظره الكبيرة مستغلا جهلهم وطيبة قلبهم وهو ما يتخلله مواقف عديدة كوميدية.

وأوضح عمرو: السقا عصام لديه موهبة فى التأليف والغناء وهو ما يجعله قادرا على خلق مواضيع وأشياء يصدقها الناس، ولكن فى النهاية ينكشف أمره وأنه إنسان فارغ من الداخل.

محمد عبده تحدث عن شخصية عبده فى العمل وقال: هو شاب يعيش فى الحارة والوحيد الذى يتذكر صديقة «جان فالجان» الذى يغير حياته ويقلبها رأسا على عقب، حيث نجد عبده كان مستهترا ويتعاطى المخدرات، ولكن رجوع صديقه الوحيد مرة أخرى للحارة جعله شابا آخر ابتعد عن الطريق الخاطئ.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved