إيناس حليم: رواية حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة تتناول فكرة احتمالية سقوط الأشخاص في حفرة الحياة

آخر تحديث: الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 م بتوقيت القاهرة

عصام عامر

استضاف مركز ثقافة الشاطبى فى الإسكندرية، منذ أيام، الكاتبة إيناس حليم، لمناقشة روايتها «حكاية السيدة التى سقطت فى الحفرة» الصادرة عن «دار الشروق»، وأدار النقاش الكاتب علاء أحمد.

وخلال حديثها قالت الكاتبة: إن الرواية تدور أحداثها حول فكرة أن أى شخص يمكن أن يسقط فى حفرة الحياة، وتسعى لتأمل كيفية حل لغز سيرة بطلة الرواية «شادن» والتى لم تظهر النصوص المكتوبة طبيعة نهايتها، مؤكدة أن كل الشخصيات التى سردتها الرواية، مختلقة، وليست حقيقية، وهناك جزء كبير من رحلة الرواية كان ذاتيًا.

واعتبرت الكاتبة أن هذه الرواية تمثل رحلة البحث عن صوتها، بعكس كتاباتها السابقة، حيث مزجت بين عدة لغات، قائلة: «بطبيعتى أفضل المزج بين كل المستوايات الكتابية المختلفة، وما يميز الرواية هو تنوع اللغة وثبات البنية».

ولفتت الكاتبة خلال حديثها إلى أن الاختلاط بالكتاب والنقاد، سيحقق فكرة أن تكون الكتابة «نخبوية وجماهرية» فى ذات الوقت، قائلة: «وهو ما أسعى له، ولدى طموح بتحقيق المثالية فى تحقيق هذه المعادلة»، مشيرة إلى أن غموض الحدوتة فى الرواية الراهنة هو ما ساعدها على تحقيق ذلك.



وخلال تقديم رؤية نقدية للرواية، قال الروائى والناقد طارق إمام: «الكاتبة استطاعت أن تنتقل من الدوائر الضيقة فى الكتابة الأدبية إلى عالم واسع متنوع»، مشيدًا بالرواية التى استغرقت كتابتها 9 أعوام، وتصنف بأنها رواية «نسوية»، مردفًا: «قرأت الرواية للمرة الرابعة، وفى كل مرة أغوص فى أعماق سطورها من منظور مختلف».

وأشار طارق إمام إلى وجود عدة مفارقات فى الرواية أولها أن الرواية تظهر وتعرى تقنياتها بإيهام القارئ بأنه لا يقرأ، وإنما يعيش حياة حقيقية، بما يُعرف بما بعد الحداثة، قائلًا: «نحن أمام رواية تتبنى منطق، وذاتية الانعكاس، وهى نوع من روايات التحرى وكشف ما يُفعل، وتعد من روايات الفن الرفيع».

ولفت إمام إلى أن المفارقة الثانية تتمثل فى أن الرواية تظهر تمحورها حول مدينة الإسكندرية والتى توصف بشارعين وبحر، بما يعنى أن الرواية أيضًا سارت فى مساقين الأول وهى الفتاة التى سقطت فى الحفرة، والمساق التاريخى؛ حيث إن الشىء الذى تبرزه طوال الرواية هو «البحر».
وأوضح إمام أن الرواية تقارن بين الفتاة التى سقطت فى الحفرة، وبين الإسكندرية التى غرقت آثارها الحقيقية تحت مستوى سطح البحر، مثنيًا على أسلوب كاتبة الرواية «متعددة الأبواب» والتى يمكن الدخول لها من أوجه كثيرة جديدة.

وأكد طارق إمام أن الرواية جاءت بحقيقة أظهرتها على أنها خيال، بعكس طبيعة الروايات التى تأتى بخيال وتحاول أن تقنع القارئ بأنه حقيقة، والإرجاء كان فى الرواية موفق للغاية؛ حيث إن هناك مساحة كبيرة للنصوص المبثورة داخل الرواية متسقة مع الواقع.

وكشف عن أن الرواية تتمتع بتحقيق جميع مستويات اللغة، لأن حوارية الرواية جاءت بمجمل الأوعية «جمع وعى»، والرواية بها مستوى شعرى يتأمل ويستبطن، ومستوى وصفى يقدم لغة سينمائية موضوعية، ومستوى يقدم اللغة التداولية الإخبارية، واللغة التسجيلية التوثيقية وهى أبعد من اللغة الإخبارية، ولغة الاسترجاع والاستشراف.

وأشار إمام إلى أننا أمام رواية استخدمت الأزمنة الثلاثة طوال الوقت، فالرواية بها أكثر من سيدة، وأكثر من حفرة، وكل شخصية من شخصيات الرواية لها قصتها، حيث إن الفن الروائى هدفه إلقاء الضوء عن الشخصية لمعرفتها من جانب حقيقى قد لا يستطيع التاريخ ذكره، فالرواية هى الخطاب الوحيد فى العالم الذى يمكن أن يعيد للأشخاص العاديين هويتهم وإبراز ذاتيتهم.

واختتم الكاتب طارق إمام كلامه قائلًا: «نحن أمام رواية بها علاقة للحبكة المركزية بالتفصيلات الصغيرة، كل هذه الحبكات تبقى متصلة، حيث إنها لو نزعت من سياقها لا تفهم وحدها ولن تعطى معنى، وبالتالى تعد الرواية متشابهة مع رواية ألف ليلة وليلة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved