استهداف المستشفيات والقتل والتعذيب.. جرائم الاحتلال تفضح أكذوبة الجيش الأكثر أخلاقية في العالم
آخر تحديث: الأحد 3 مارس 2024 - 10:43 ص بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
قبل حوالي شهرين، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، بالدعوى المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لاتهامها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال نتنياهو: سنواصل الحفاظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا وتأمين مستقبلنا حتى النصر الكامل، "فالجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم".
ولكن، يوما بعد يوم تفضح أكذوبة إسرائيل حول "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، فقد نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، شهادات من الأسيرات الفلسطينيات لدى جيش الاحتلال، كانت فضيحة كبرى بعد المزاعم المنتشرة بأنه "الأكثر أخلاقية".
- ويلات العذاب والرعب
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن معتقلة سابقة من غزة بسجون الاحتلال الإسرائيلي قصصا من ويلات العذاب والرعب والانتهاكات المروعة التي تجرعت مراراتها على أيدي سجانيها.
وقالت المعتقلة السابقة، إنها كانت تعتقد أن مدرسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة ملاذا آمنا، قبل أن يصلها الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه لقطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر.
وأضافت أن الجنود اقتحموا المدرسة وأمروا الرجال بخلع ملابسهم ونقلوا النساء إلى مسجد للتفتيش، حيث أمضت بعدها 6 أسابيع في الحجز الإسرائيلي تضمنت الضرب والاستجواب المتكرر، وفق ما نقلت "الجزيرة" القطرية.
وقالت المعتقلة، البالغة 39 عاما، والتي تحدثت لـ"أسوشيتد برس" الأمريكية بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفا من اعتقالها مرة أخرى، إن الجنود الإسرائيليين كانوا قاسين للغاية، وضربونا وصرخوا في وجوهنا باللغة العبرية، وإذا رفعنا رؤوسنا أو نطقنا بأي كلمات يضربوننا على الرأس".
وأشارت إلى أنها نقلت بين منشآت داخل إسرائيل في مجموعات مختلطة من المعتقلين قبل وصولها إلى سجن دامون في الشمال، حيث قدرت أن هناك ما لا يقل عن 100 امرأة.
وتابعت المعتقلة لوكالة "أسوشيتد برس": "كنا نتجمد من البرد وأجبرنا على البقاء على ركبنا على الأرض، وسط أصوات الموسيقى الصاخبة والصراخ والترهيب، لقد أرادوا إذلالنا، كنا مكبلي اليدين ومعصوبي العينين، وكانت أقدامنا مقيدة بالسلاسل".
- تقبيل علم إسرائيل
وقالت امرأة أخرى كانت محتجزة، وتحدثت أيضا شريطة عدم الكشف عن هويتها خوفا من اعتقال جديد، لوكالة "أسوشييتد برس"، إنه خلال فحص طبي قبل نقلها إلى سجن دامون، أمرتها قوات الاحتلال بتقبيل العلم الإسرائيلي، وعندما رفضت، أمسك بها جندي من شعرها، وضرب بوجهها على الحائط.
- استهداف سيارات الإسعاف
في 3 نوفمبر الماضي، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارات إسعاف ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها، إن ضربة الجيش الإسرائيلي على سيارة إسعاف تحمل علامة تعريف أمام "مستشفى الشفاء" في مدينة غزة غير قانونية، ويجب التحقيق فيها كجريمة حرب محتملة.
وأكدت هيومن رايتس ووتش، أن الاحتلال استهدف امرأة على حمالة في سيارة الإسعاف، و21 شخصا بين قتيل ومصاب، بينهم 5 أطفال، في محيط الإسعاف.
- استهداف المستشفيات
استهدف جيش الاحتلال منذ اجتياحه قطاع غزة العديد من المستشفيات كان أبشعها استهداف مستشفى المعمداني، الذي أدى لاستشهاد أكثر من 800 فلسطيني في محيط المستشفى المكتظ بالمرضى والنازحين في غزة.
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، حينها، مسئولية إسرائيل عن الهجوم على مستشفى المعمداني، قائلا: إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في القطاع.
لكن قناة "MSNBC" الإخبارية الأمريكية، استنكرت في تقرير لها على الهواء مباشرة من مدينة أسدود المحتلة، ادعاءات الجيش الإسرائيلي بمسئولية حركة الجهاد عن مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة.
وقال مراسل القناة الأمريكية، راف سانشيز، إن "الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة لا يقدم أي دليل يدعم ادعاءاته بأن هذا الصاروخ كان صاروخًا فلسطينيًا من حركة الجهاد الإسلامي".
وأضاف، "أنهم يستشهدون بمعلومات استخباراتية لم يعلنوها بعد، ويجب أن نقول أيضًا أن هذا النوع من عدد القتلى ليس هو ما تربطه عادةً بالصواريخ الفلسطينية، إنهم لا يميلون إلى قتل مئات الأشخاص في ضربة واحدة".
وأكد سانشيز، "هذا تشويش معتاد منها تماما في حالة الحرب، ويجب أن نكون واضحين حقًا في ذلك"، متابعا: "نحن غير قادرين على الدخول إلى غزة، في الوقت الحالي، الحدود الإسرائيلية مغلقة، والحدود المصرية مغلقة، فرقنا غير قادرة على الوصول إلى هناك والتحقق من ذلك مباشرة".
- قتل مصابين بمستشفى الضفة الغربية
وفي 30 يناير الماضي، تسللت قوة إسرائيلية خاصة لداخل مستشفى ابن سينا بمدينة جنين في الضفة الغربية، واغتالت 3 شبان فلسطينيين، أحدهم جريح في المستشفى، متهماً إياهم بالتخطيط لهجوم "مستوحى" من هجمات 7 أكتوبر الماضي.
وأفاد شهود عيان بأن حوالي 10 جنود من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة دخلوا المستشفى متنكرين بزي مدني فلسطين وأطباء، وتوجهوا إلى الطابق الثالث، حيث اغتالوا الشبان الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت.
فيما أظهرت التسجيلات الداخلية لمستشفى "ابن سينا" أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية خلال اقتحام المستشفى مرتدين زي أطباء، حيث تنكر أحدهم بزي طبيب وكانت أخرى ترتدي الحجاب وثالث يرتدي زي مسعف وآخرون يرتدون أزياء مدنية، ويحملون جميعا أسلحة رشاشة.
وقال المدير الطبي لمستشفى ابن سينا نجي نزال، لوكالة "فرانس برس"، إن عناصر "قوة مستعربين قتلوا 3 فلسطينيين بكاتم صوت في قسم التأهيل في الطابق الثالث في المشفى، حيث كان أحد الضحايا يُعالج منذ أكتوبر الماضي، ولا يقوى على الحركة".
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال 3 فلسطينيين في عملية مشتركة مع "الشاباك"، و"الوحدة الشرطية الخاصة"، داخل مستشفى ابن سينا في جنين.
وأضاف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "تم تحييد محمد جلامنة وهو ناشط عسكري في حماس، تورط طيلة الفترة الماضية بتخطيط لنشاطات قتالية ملموسة، واختبأ داخل مستشفى ابن سينا، وتم العثور في حوزته على مسدس تمت مصادرته من قبل القوات" على حد زعمهم.
- استهداف طالبي المساعدات الإنسانية
أثارت حادثة استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية، موجة تنديد واسعة من دول غربية وعربية ومن المنظمات الدولية، بعدما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 110 أشخاص استشهدوا في "إطلاق نار إسرائيلي"، أثناء سعيهم للحصول على مساعدات، وإصابة 760 آخرين بجروح.
ونشرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، أمس، أنه ما زالت ردود الفعل المدينة لاستشهاد أكثر من 110 من الفلسطينيين في مدينة غزة تتوالى، من مختلف العواصم العالمية.
وكررت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح تحقيق في ما حصل بشفافية كاملة.
وتوالت ردود الفعل المدينة للحادثة، حيث أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "صدمته" بعد التقارير الواردة عن استشهاد الفلسطينيين خلال هرعهم للحصول على مساعدات، منددا بالواقعة المروعة، وندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ"المجزرة الجديدة"، واصفا ما حصل بأنه "غير مقبول".
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، الجمعة، عبر منصة "إكس"، "يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق فيما حصل بشفافية كاملة".