نساء النبي (1).. السيدة خديجة بنت خويلد أول حب في حياة نبي الله محمد

آخر تحديث: الأحد 3 أبريل 2022 - 11:24 ص بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وما أطيب أن نتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلال هذا الشهر الكريم.

وفي حلقات متواصلة، ترصد "الشروق" حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في منزله كزوج، موضحة علاقته بزوجاته "أمهات المؤمنين"، في سلسلة بعنوان "نساء النبي"، وذلك كما وردت في الكتاب الذي يحمل نفس الاسم للكاتبة الدكتورة عائشة عبدالرحمن، المعروفة بـ"بنت الشاطئ".

الحلقة الأولى..

السيدة خديجة بنت خويلد.. أول حب في حياة رسول الله

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن السيدة خديجة: "والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء"، وهذا حديث ذكر عن السيدة عائشة رضى الله عنها، أخرجه الإمام أحمد في مسندها.

بعدما توفي عبدالمطلب، جد النبي صلى الله عليه وسلم، عاش النبي مع عمه أبو طالب، 17 عاما، حتى نصحه الأخير بالعمل مع السيدة خديجة بنت خويلد، قائلا: "ليس لنا مال ولا تجارة، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة تبعث رجالا يتجرون في مالها ويصيبون منافع، فلو جئتها لفضلتك على غيرك؛ لما يبلغها عنك من أمانتك وطهارتك، وقد بلغني أنها استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته، فهل لك في أن أكلمها؟"، فرد النبي صلى الله عليه وسلم على عمه قائلا: "ما أحببت يا عم".

بعدما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم تاجرا للسيدة خديجة، ونجح في مهمته بالشام، ذهب لمقابلة السيدة خديجة بعدما طاف بالبيت العتيق، وكانت تترقبه هي في دارها بلهفة مشوبة بالقلق، بعدما روى لها غلامها "ميسرة" حديثا مثيرا عن سفره مع محمد؛ لذلك عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخيرا إلى منزلها، عجلت إليه تستقبله لدى الباب مرحبة، ومهنئة بسلامة العودة بصوت يمتليء عذوبة وحنانا.

روى الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة أنباء رحلته، وربح تجارته، وما جاءها به من طيبات الشام، فأنصتت إليه وهي معجبة بحديثه، حتى إذا ما ودعها ومضى، ظلت واقفة حيث تتبعه عيناها إلى أن توارى في منعطف الطريق، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار عمه أبو طالب وهو يشعر بالرضا والارتياح، لأنه عاد إلى منزل عمه من رحلته موفقا سالما.

كانت قد تزوجت السيدة خديجة بنت خويلد مرتين باثنين من سادات العرب وأشرافهم، عتيق بن عائذ بن عبدالله المخزومي، وأبي هالة هند بن زرارة التميمي، كما استأجرت أكثر من شخص سواء من الكهول أو الشبان للعمل في تجارتها؛ لذلك عرفت طبع الرجال، وكانت تستطيع معرفة الصالح من الطالح.

شعرت السيدة خديجة بقلبها يميل تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنها خشيت مواجهة قومها بذلك، خاصة بعدما رفضت الخُطّاب من سادة قريش ومكة، وقد فكرت السيدة خديجة في قومها قبل أن تفكر في رأي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بها، هل يستجيب لعاطفة سيدة أربعينية، وهو الذي انصرف حتى الآن عن عذارى مكة وبني هاشم الشابات؟

وإلى لقاء مع الحلقة الثانية من سلسلة "نساء النبي"، حيث نستعرض قصة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بنت خويلد..

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved