مخاوف أمريكية من أعمال انتقامية بعد قصف إسرائيل قنصلية إيران في سوريا

آخر تحديث: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 3:14 م بتوقيت القاهرة

وكالات

أعرب مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون، الثلاثاء، عن مخاوفهم من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق إلى تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة، وإثارة هجمات انتقامية ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن المسئولين قولهم، إن الهجوم، الذي أودى بحياة ثلاثة من كبار قادة فيلق القدس الإيراني، وأربعة ضباط آخرين قبل يومين، وجه ضربة قوية للحرس الثوري الإيراني، وجيشه الخارجي، وجهاز المخابرات التابع له.

ووصف رالف جوف، أحد كبار المسئولين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية CIA، الهجوم الإسرائيلي، بأنه «متهور بشكل لا يُصدق».

وقال إن الهجوم «لن يؤدي إلا إلى تصعيد من قبل إيران ووكلائها، ما يمثل خطورة شديدة على الجنود الأميركيين في المنطقة، والذين قد يتم استهدافهم في هجمات انتقامية من قبل وكلاء إيران».

ويرى جوف أن الهجوم القاتل الذي وقع في سوريا يتماشى مع استراتيجية إسرائيل «طويلة المدى المتمثلة في إضعاف الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، ومعاقبتهما على مؤامراتهم المستمرة لقتل أو اختطاف اليهود الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم».

وأسقطت القوات الأمريكية المتمركزة في جنوب شرقي سوريا مُسيرة هجومية، بعد القصف الذي شنته إسرائيل في حي المزة بدمشق، حسبما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية.

ولم يتضح ما إذا كانت المُسيرة تستهدف القوات الأمريكية، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فسيكون هذا أول هجوم تشنه الميليشيات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية في العراق أو سوريا منذ ما يقرب من شهرين.

بدورها، قالت مسئولة شئون الشرق الأوسط السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، دانا سترول: «الهجوم يمثل تصعيداً كبيراً، ويهدد بدفع منطقة مضطربة وغير مستقرة بالفعل إلى حرب واسعة النطاق».

ووصفت سترول، التي تعمل حالياً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الهجوم بأنه «النسخة الإسرائيلية من القصف الأمريكي لقاسم سليماني»، القائد السابق لفيلق القدس الذي قُتل في هجوم أمريكي بمُسيرة بالقرب من مطار بغداد عام 2020.

وترى سترول، أن تقييم حقبة ما بعد سليماني أمر مفيد، بسبب تدهور قيادة فيلق القدس ونفوذه، قائلة: «لقد شهدنا الميليشيات المدعومة من إيران تتخذ القرارات بنفسها تحت قيادة إسماعيل قاآني قائد الفيلق، فضلاً عن صعود مراكز قوة متنافسة في إيران».

وأضافت: «أدى ذلك إلى تكوين شبكة أكثر انتشاراً، ولكن أقل فتكاً، يقودها فيلق القدس في الخارج، لكن الاستراتيجية الأساسية لإيران لم تتغير قط. طهران ستواصل الاستثمار في شبكتها الإرهابية في الخارج من أجل إبعاد القتال عن حدودها».

وترى سترول، أن عناصر وقادة الحرس الثوري «ليسوا بمأمن في أي مكان»، فيما توقع القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط «سنتكوم»، كينيث ماكنزي، أن تنتقم إيران بطريقة ما، لكنه قلل من شأن المخاوف من حدوث تصعيد كبير للأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران.

وفي الحرب الخفية المستمرة منذ سنوات بين إيران وإسرائيل، كانت سوريا تمثل أراضاً هامة بالنسبة لإسرائيل، حيث تسعى إلى إضعاف قدرة إيران على نقل الأسلحة المتقدمة عن طريق البر والجو بالقرب من حدود إسرائيل.

وتوقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في فبراير الماضي، بعد أن ردت واشنطن على سقوط 3 جنود أمريكيين في منطقة حدودية بين سوريا والأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائل مدعومة منه، في سوريا والعراق.

وقال المسئولون الأمريكيون، إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المتحالفة مع إيران تتطلع إلى مهاجمة القوات الأمريكية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved