أبطال وصناع مسرحية «طيب وأمير»: لم نخشَ المقارنة.. وقدمنا كوميديا الزمن الجميل بمذاق عصرنا

آخر تحديث: الأربعاء 3 مايو 2023 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

إيناس العيسوى

• هشام إسماعيل: نخوض المنافسة بروح القطاع الخاص وقيم مسرح الدولة
• تامر فرج: «البديل» تيمة درامية تكررت.. ولا مجال لمقارنة لن تكون فى صالحى
• أحمد السلكاوى: تقديم الشر فى إطار كوميدى تحدى شخصية «مدكور مشهور»
• شريف حسنى: دور «الفضولى» شخصية مستحدثة لخدمة الحكاية
• محمد جبر: أعدنا تقديم الريحانى وبديع بشكل وطعم ولون مختلف
• ياسر الطوبجى: فكرة العرض خرجت من «الضاحك الباكى».. وهدفنا تقديم كوميديا راقية
يقدم مسرح ميامى بوسط البلد حاليا العرض المسرحى الكوميدى «طيب وأمير»، والذى يرفع لافتة «كامل العدد» منذ انطلاقه فى ثانى أيام عيد الفطر، وذلك وسط اهتمام كبير فى الأوساط الفنية، حيث حرص على حضوره عدد كبير من نجوم الفن والنقاد والإعلاميين والشخصيات العامة.
العرض الذى يأتى فى إعادة افتتاح مسرح ميامى عقب تجديده وتحديثه، من إنتاج فرقة المسرح الكوميدى التابعة للبيت الفنى للمسرح، وهو أول العروض التى تنتجها الفرقة بعد تولى الفنان ياسر الطوبجى إدارة المسرح الكوميدى.
«طيب وأمير» مأخوذ عن تراث نجيب الريحانى وبديع خيرى، وكتبه أحمد الملوانى وأخرجه محمد جبر، وصمم الديكور د. حمدى عطية، والإضاءة أبو بكر الشريف، وأزياء أميرة صابر، واستعراضات أسامة مهنا، وأشعار طارق على، وألحان كريم عرفة، وتوزيع موسيقى أيمن التركى، وغناء إهداء الفنان عماد كمال، وشارك فى البطولة الفنانين هشام إسماعيل وعمرو رمزى وتامر فرج وأحمد السلكاوى وشريف حُسنى ونهى لطفى وشيماء عبدالقادر.
يدور العرض حول فكرة البديل، وتجسيد شخص طيب وبسيط لشخصية الأمير، والتى قدمتهما السينما العربية فى فيلم «سلامة فى خير» و«صاحب الجلالة»، وقدمها الفنان عادل إمام بمسرحية «الزعيم»، ولكن «طيب وأمير» يقدم لها رؤية عصرية، وتناولا كوميديا مختلفا، وفكرا تسويقيا يحاكى مسرحيات القطاع الخاص.
فى كواليس العرض التقت «الشروق» بأبطاله وصناعه، والذين تحدثوا عن هذه التجربة الجديدة وردود أفعالها.
وعن سبب خوضه هذه التجربة يقول الفنان هشام إسماعيل: بعد أن أصبح الفنان ياسر الطوبجى مديرًا للمسرح الكوميدى، أقام لقاءات مع بعض الفنانين المهتمين بالمسرح، وكنت واحدًا منهم، حيث يرغب فى تقديم عمل مسرحى يُغير شكل المسرح الكوميدى، ويخوض المنافسة بروح القطاع الخاص، ولكن فى إطار قيم مسرح الدولة، وقدمت له نص «الورطة» لتوفيق الحكيم، الذى أحلم بتقديمه، ولكن كانت وجهة نظره أن نقدم عرضا بسيطا، وقصة متعارف عليها بتناول جديد يتيح التلاقى السريع مع الجمهور، ومع البروفات وتوافد النجوم، وقعت فى غرام هذا العرض، وينمو بداخلى فكرة لماذا لا نقدم مسرح الدولة بمنطق ما كان يتم تقديمه قديمًا، وتقديم كوميديا تخرج من طرافة القصة، والمفارقات على المسرح، وطبيعة الشخصيات التى تصنع الضحك.
وأشار هشام إسماعيل إلى علاقة «سعيد الطيب» التى يجسدها بشخصية «ميسى» الرجل الفضولى، والتى جسدها الفنان شريف حسنى، وقال: قدمت قبل ثلاث سنوات عرض «جوازة مرتاحة» مع شريف والمخرج محمد جبر، وأُعجبت بطريقة شريف فى الإضحاك، فأنا أرتاح بالعمل مع الممثل الذكى، والذى أستطيع أن أتلاقى معه بسهولة دون أن نحفظ، وهذا ما وجدته مع شريف حسنى من تجربتنا الأولى، وكل ما أبهر الجمهور فى العرض هو وليد ارتجالات فى البروفات، كوميديا نابعة من المواقف والشخصيات.
وعن تعليقات الجمهور قال: «أعدتوا لنا مسرح الستينيات والسبعينيات ومسرح القطاع الخاص قديمًا»، وهذا كان حلم حياتى والذى تحقق بالفعل مع «طيب وأمير».
وعن تجربته فى المسرح قال الفنان عمرو رمزى: شاركت بتجارب مسرح النهار، والتى كانت تعرضها شاشة التليفزيون، ابتعدت بعدها عن المسرح لمدة 6 سنوات، وعندما عرضت على المشاركة فى «طيب وأمير» كنت فى البداية متخوفا من تقديم عروض لا يشاهدها جمهور كبير، ولكن ثقتى فى الفنانين خالد جلال وياسر الطوبجى ومحمد جبر شجعتنى لخوض هذه التجربة.
وعن تجسيده لشخصية تجربته «الأمير غندور» وفكرة المقارنة بينه وبين من قدموها بأعمال تناولت هذه القصة، قال: بالطبع كان هناك قلقل ولكن ليس لدرجة الخوف، ولكن هذا شجعنا لنجتهد لتقديم شىء ممتع ومختلف، وكنت ملتزما بوجهة نظر المخرج، وتركيزى فى تقديم الشخصية بإحساس وصدق يصل للناس.
وعن ردود أفعال الجمهور أضاف عمرو رمزى: «مفاجأة» هذا أكثر تعليق تلقيته، وأن الشخصية استطاعت أن تجعلهم يضحكون بهذا الشكل، وهذا يعود لكل فريق العمل، جميع الممثلين يقدمون ضحكا وكوميديا حقيقية، فكرة البوكيه التى صنعها المخرج محمد جبر، وكيفية تنسيقه بهذا الشكل لائق، إنسانيًّا وفنيًّا، والتى ظهرت على خشبة المسرح.
ويتحدث الفنان تامر فرج عن تيمة «البديل» الدرامية، ويقول إنها بدأت من «الزائرين» فى الأدب الفرنسى، وانتقلت لأدب نجيب الريحانى وبديع خيرى مع «سلامة فى خير»، وتم تقديمها بأشكال أخرى كثيرة.
وأوضح بأن تجربة مع المسرحية بدأت من مكالمة مع الفنان ياسر الطوبجى، تحدثا عن تاريخ المسرح الكوميدى، ورغبته فى إعادة مجد فن الكوميديا لمسرح الدولة، وفى السياق عرض عليه فكرة تقديم شخصية الوزير «مسرور»، والتى وافق عليها على الفور، وذلك بعد علمه أن العمل يكتبه أحمد الملوانى الذى يعرفه من قبل ويعلم أنه كاتب متميز، فضلا عن أن أغلب أبطال العرض هم أصدقاؤه وجيرانه.
وأضاف أنه خلال ما يقرب من 8 أشهر، وهى فترة البروفات؛ تعرف على كل فريق العمل وتأكد أنه بصدد عرض متميز، مشيرا إلى أنه يمثل اكتشافا جيدا لشريف حسنى الذى وصفه من وجهة نظره بمشروع نجم كوميديا.
وعن فكرة المقارنة بينه وبين من قدموا هذه الشخصية قبله، قال: المقارنة شىء يدعو للخوف، ولكننى خضت هذه التجربة من قبل مع مسرحية «الحفيد» ومقارنة مع الفنانين الكبار عماد حمدى وعبدالمنعم مدبولى، وهنا المقارنة مع الفنان فؤاد المهندس وفيلم «صاحب الجلالة»، ومن التجربة الأولى، رأيت أننى أستطيع وضع بصمة لى.
وعلق بقوله: «الحقيقة أنه لا مجال لمقارنة لن تكون فى صالحى».
واستطرد: اخترعت لقبا للشخصية التى سماها الملوانى على الورق «مسرور»، وبعد مناقشات معه أضفنا لها لقب «الدوغدوغان»، ثم أكملت لها اسم عائلة «الشلحانى بلبوص».
وعن ردود أفعال الجمهور، قال: لم يتوقع هذا الإقبال وتفاعل الجمهور مع العرض، وخاصة أننى لم أخض تجربة افتتاح العرض فى العيد مع مسرح الدولة من قبل، كنت متخوفا قليلًا من ذلك، ويوم السبت كانت مباراة الأهلى، ورغم ذلك كان المسرح «كامل العدد»، ومستمر الإقبال حتى الآن بنفس القوة.
وقال الفنان أحمد السلكاوى إن شخصية «مدكور مشهور» التى يلعبها فى العرض هى دمج لشخصيتين مختلفتين فى الفيلمين، فهو معارض يسعى للثأر لمقتل أبيه من الأمير، وفى نفس الوقت رجل يعرض ابنته للزواج منه.
وأشار إلى التحدى فى هذه الشخصية يكمن فى تقديم فكرة الشر داخل إطار كوميدى، وتناولها من واقع الخيال وبرؤية معاصرة للتراث.
وعن شخصية «الرجل الفضولى» التى أثارت ضحك المشاهدين فى كل مشاهدها بالعرض، قال الفنان شريف حُسنى: رشحنى المخرج محمد جبر للدور، والذى شاركت معه فى أكثر من عرض بالجامعة، كما عملت معه فى فرقة البروفة وقدمنا معًا «1980 وأنت طالع»، والشخصية التى ألعبها مستحدثة بهدف تمهيد طريق البطل للدخول فى الحكاية التى سيعيشها.
وأشار إلى الكوميديا السلسلة التى كتبها أحمد الملوانى، وقال: لم أضف على الدور إلا بعض اللزمات الخاصة بى مثل «يا شعب» و«دلوقتى بقيت حضرتك»، وسعدت للغاية أن الجمهور تفاعل معها وزادت من ضحكهم.
ووصف الفنان هشام إسماعيل بـ «المعلم» على مسرح، وقال إن بينهما كيمياء نادرا ما نجدها بين كوميديين بهذا الشكل، وأنه يعطى له مساحة لكى يقدم المزيد من الضحك، كما أن ردود أفعاله تضيف للكوميديا المقدمة بينهما، ومؤكدا أنه سبب أساسى لنجاح دوره على المسرح.
وعن أجمل رد فعل تلقاه من الجمهور قال: «أسعدونى عندما كتبوا أننى ذكرتهم بكوميديا الزمن الجميل».
وعن التجربة قال مخرج العرض محمد جبر: حاولنا تحقيق فكرة الفنان ياسر الطوبجى فى تقديم عرض قديم برؤية جديدة، واستطاع المؤلف أحمد الملوانى الذى أعمل معه الفترة الماضية استطاع أن يضع الفكرة التى نرغب فى تقديمها على الورق، وشيئَا فشيئًا تجسد العمل كما قدمناه على المسرح.
ونفى جبر أى تأثير لفكرة المقارنة بالعروض القديمة، وقال: فكرة البديل تم تقديمها كثيرًا، والمهم كيف نقدمها بشكل وطعم ولون مختلف، لو كان الفنانون الذين قدموا هذه الفكرة تخوفوا من المقارنات، ما كان قدمها الفنان فريد شوقى بعد الفنان نجيب الريحانى.
وعن اختياره لفريق العمل قال: الدور يُنادى صاحبه، اخترت ممثلين ذوى طاقات عالية على المسرح ومنضبطين، وهى سمات أساسية يجب أن تتوافر فى الممثل من وجهة نظرى.
وأوضح الفنان ياسر الطوبجى أن «طيب وأمير» يمثل أول تجربة من إنتاج المسرح الكوميدى بعد توليه مسئوليته، فضلا عن أنه أول عرض على خشبة مسرح ميامى بعد تجديده، وكان لابد وأن يكون عملا متميزا يليق بها الافتتاح.
قال: وددت تقديم عرض مبهج وممتع، لأن فكرة الضحك فى حد ذاتها هى رسالة لإدخال السرور والبهجة والسعادة على الجمهور، ولكن بشكل محترم وراقٍ دون إسفال وابتذال، ولم أجد ورقا يحقق أحلامى وطموحاتى أفضل من أيقونات المسرح الكوميدى، التى عاشت فى وجدانا وجعلتنا نحب فن التمثيل والمسرح، والعروض التى قدمها المسرح الكوميدى فى الستينيات، وجاءت فكرة «طيب وأمير»، عندما قدمت دور بديع خيرى فى مسلسل «الضاحك الباكى»، ومن المعتاد لدى، عند تقديمى لشخصية حقيقية، البحث عن هذه الشخصية أولًا، فكان فكرة الثنائى المبدع بديع خيرى ونجيب الريحانى، وفجأة طرأت فى بالى فكرة فيلم «سلامة فى خير»، فبدأت أبحث عن تيمة الشبيه وأصلها، وهى عن مسرحية فرنسية اسمها «الزائرون» للكاتب ساشا جيتارى، وأُخذ عنها فيلم «سلامة فى خير» و«صاحب الجلالة» و«جناب السفير» وفكرة مسرحية «الزعيم»، مشيرا إلى أن التجربة بدأت مع المخرج محمد جبر والكاتب أحمد الملوانى، وهما مميزان جدًا بهذا اللون الكوميدى الراقى الذى كنت أرغب أن يُقدم على خشبة المسرح الكوميدى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved