مدحت العدل: الرواية هي المصدر الأساسي للإلهام بالنسبة لي
مركز أبوظبي للغة العربية يناقش تحويل الروايات العربية إلى أعمال درامية رسالة
شهد معرض أبوظبي للكتاب، تنظيم ندوة بعنوان " بين الروائي والسيناريست: عتبات البهجة" بمشاركة إبراهيم عبد المجيد ومدحت العدل، بمنصة طيبة بمركز أبوظبي للغة العربية، وحضر الندوة الاعلامية هالة سرحان، و أحمد بدير مدير دار الشروق، وفاطمة البودي مديرة دار العين، محمود عبد النبي مدير معرض زايد ونانسي حبيب مسؤول النشر بدار الشروق. تطرق الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد إلى رحلة رواياته عبر شاشة التلفاز، مؤكداً حرصه على متابعة المسلسلات المأخوذة عن أعماله الأدبية، رغم معاناته مع كثرة الإعلانات، فيما يرى عبد المجيد تباينًا بين السيناريست في تعامله مع النص الروائي، فمنهم من يسعى لجلسات نقاش مع المؤلف لفهم عمله، بينما يفضل البعض الآخر مساحة إبداعية حرة.
أكد عبد المجيد شغفه بالكتابة، كهدف أصيل بحد ذاته، بغض النظر عن تحويل أعماله لمسلسلات، مشيرا إلى اختلاف موقف كبار الروائيين من تحويل أعمالهم، فنجد يوسف إدريس مُلحّاً على التدخل في عملية التحويل، بينما يميل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم إلى منح المساحة للسيناريست.
شدّد عبد المجيد على غياب الغيرة لدى الكاتب من نجاح المسلسل المأخوذ عن روايته، بل يُعبّر عن سعادته بانتشار عمله الأدبي عبر الشاشة، ويُشير إلى فيلم "خان الخليلي" المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ كأقرب عمل سينمائي حافظ على روح النص الروائي، مُفسّراً ذلك بوجود رسائل فلسفية معقدة في روايات أخرى قد لا تصلح للتحويل المباشر.
وطالب عبد المجيد بزيادة الإنتاج الدرامي المُستلهم من الروايات العربية، إيماناً منه بأهمية ذلك في تثقيف الجماهير، مؤكدا عظمة الإنتاج الروائي العربي، داعياً إلى مزيد من التفاعل بينه وبين الشاشة، حيث قال: لدينا انتاج روائي عظيم، لكن لايتناسب معه عدد الأفلام والمسلسلات التي تستعين بها، وهذا أمر مطلوب لتثقيف الجماهير. فيما قال السيناريست مدحت العدل أن أكثر الروايات العربية انتشارا قد لاتتجاوز مبيعاتها مئة ألف نسخة في خمس سنوات، بينما يقف المسلسل التليفزيوني على النقيض تماماً، حيث يُشاهد الملايين المسلسل المأخوذ عن نفس الرواية في وقت قصير، ويُصبح جزءاً من ثقافتهم وذاكرتهم.
وأشار العدل إلى وجود تداخل بين عوالم الرواية والدراما، فبعض الروايات تُحمل في طيّاتها بذور الدراما منذ لحظة كتابتها، بينما تُعاني روايات أخرى من صعوبة التحويل إلى أعمال درامية ناجحة. ويُضرب مثالاً على ذلك الكاتب الكبير يوسف إدريس، الذي تميّزت نصوصه الأدبية بالروعة، لكنّها لم تُحقق نفس النجاح عند تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية.
وفي المقابل، أثني العدل على الكاتب إبراهيم عبد المجيد، الذي تميّزت أعماله الأدبية والدرامية على حدٍ سواء بالنجاح الكبير، مشيرا إلى تجربته الشخصية في تحويل رواية "عتبات البهجة" إلى مسلسل تلفزيوني، حيث حرص على الحفاظ على روح الرواية وأفكارها، ممّا حظي بإعجاب النجم الكبير يحيى الفخراني.
وواصل: نعتز بخبرات إبراهيم عبدالمجيد، لأنه مثل أسماء كبيرة في عالم الإبداع، يمكنه النجاح في صياغة نص أدبي يصلح تحويله لعمل درامي، تماما كنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، قائلا: الرواية هي المصدر الأساسي للإلهام بالنسبة لي، فقد سبق وقمنا بتحويل عتبات البهجة وواحة الغروب كأعمال صادرة عن دار الشروق وغيرها من الأعمال الأدبية إلى أعمال درامية، والنص الروائي يفرض نفسه ويحدد ما إذا كان يصلح ليكون 15 أو 30 حلقة، وما إذا كان يحتمل جزء ثاني منه من عدمه.