محطة مترو «الزمالك».. جدل لا ينتهي

آخر تحديث: الخميس 3 أغسطس 2017 - 1:57 م بتوقيت القاهرة

كتبت: ميساء فهمي

• التحالف «الفرنسي - المصري»: لا تغيير أو إلغاء للمحطة
• السكان: نعترض على وجودها ونعيش في خوف
• كوبيه: إنشائها في النيل سيُغلق حركة الملاحة.. وإحدى السكان: نمتلك دراسة لمقترح بديل

رغم بدء العمل رسميًا في تنفيذ محطة مترو الزمالك، ضمن محطات المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، وإعلان الهيئة القومية للأنفاق إغلاق شارع إسماعيل محمد حتى شارع البرازيل بالزمالك لإجراء تجارب الخطط المرورية البديلة لإنشاء المحطة، إلا أن الأزمة مازالت قائمة بين الهيئة وبين سكان منطقة الزمالك الرافضين إنشاء المحطة.

لذلك عقدت المجموعة الفرنسية المنفذة لمشروع المرحلة الثالثة لمترو الأنفاق مؤتمرا صحفيا، مساء أمس الأربعاء، لتوضيح أسباب تمسكها بتنفيذ المحطة، ومحاورة سكان المنطقة الرافضين للمحطة، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر وإنهاء الأزمة القائمة منذ سنوات.

حيث أكد إيريك كوبيه، ممثل التحالف الفرنسي - المصري المنفذ للمرحلة الثالثة بالخط الثالث للمترو، استحالة إلغاء أو نقل محطة مترو الزمالك من موقعها المقرر في خريطة مسار المرحلة، مرجعًا ذلك إلى أنه في حالة إلغاء المحطة فإن المسافة بين محطتي ماسبيرو ومحطة الكيت كات تحت مياه النيل ستصل إلى 2200 كيلو متر بدلًا 1200 كيلو متر.

وقال كوبيه، خلال المؤتمر الصحفي، إن الشركة درست مقترح نقل موقع محطة الزمالك وإنشاءها في مياه النيل، وهو المقترح الذي تيقنت الهيئة صعوبة تنفيذه لمخالفته للمواصفات القياسية العالمية لتنفيذ محطات المترو من حيث بُعد المحطات عن بعضها البعض، وشروط مواجهة الأخطار والحريق وإخلاء المحطة من الركاب في حالة حدوث طوارئ، فضلًا عن ضرورة الالتزام بشروط التهوية داخل النفق.

وأضاف ممثل التحالف الفرنسي - المصري، أن هيئة الأنفاق كذلك رفضت مقترح نقل المحطة أو إلغائها، وتمسكت بالإبقاء عليها وفقا لخريطة المشروع، منوها بأن إنشاء المحطة في النيل سيتسبب في إغلاق مجرى الملاحة النهرية للنيل من ناحية منطقة الكيت كات، مما سيؤدي لمشاكل بيئية.

وأوضح كوبيه أن "موقع محطات المترو ليس من اختصاص الشركات المنفذة، وإنما الحكومة ووزارة النقل وهيئة الأنفاق هم المسئولين عن اختيار مواقع المحطات بعد دراسة احتياجات كل منطقة، والتحالف مهمته تنفيذ المشروع وفقا للعقد المُبرم بين جميع الأطراف".

واستشهد كوبيه بتنفيذ نفق الأزهر أسفل المنازل في واحدة من أقدم المناطق السكنية في مصر، على حد قوله، لكن تم الانتهاء من تنفيذ النفق دون تعرض المنازل لأي ضرر، مشددا على أن تنفيذ مشروع المترو يتم وفقا لدراسات دقيقة وبالقطاعات العالمية لضمان نجاحه بنسبة 100%‏.

وشهد المؤتمر حالة من النقاش الحاد بين ممثلي التحالف المنفذ للمشروع وممثلي سكان الزمالك الذين حضروا المؤتمر؛ حيث تم إيقاف المؤتمر لبعض الوقت ثم استئنافه من جديد لتهدئة الأجواء.

من جانبها، قالت مها الطرابيشي، أستاذ الإعلام وأحد ملاك عقار بمنطقة الزمالك، إن "سكان المنطقة يؤيدون المشاريع القومية، لكن اعتراضهم على موقع المحطة، ويقترحون دمج محطتي الكيت كات والزمالك في محطة واحدة"، رافضة اتهام الإعلام والبعض لسكان الزمالك بالطبقية والنرجسية لاعتراضهم على المحطة.

وأشارت الطرابيشي، إلى "إحساس السكان بالخوف والقلق لدرجة الرعب من تعرض عقارات المنطقة للانهيار أثناء أعمال الحفر، أو حدوث ماس كهربائي قد يصعب السيطرة عليه، فضلًا عن وجود معلومات لدى السكان بأنهم سيعانون من انقطاع المياه والكهرباء طوال فترة الحفر"، لافتة إلى ضيق شوارع الزمالك وتكدسها وأن إنشاء المحطة سيزيد من هذا التكدس، قائلة: "هل ننشئ محطة لراحة كام ألف طالب زائر للمنطقة ويتعب أهل الزمالك طول الوقت؟".

فيما قدم أسامة النحاس، الاستشاري الهندسي، وصاحب المقترح البديل لإنشاء محطة مترو الزمالك، شرحًا كاملًا لدراسة استبدال المسار المخطط للمترو من المنطقة الشمالية للزمالك إلى المنطقة الجنوبية للابتعاد عن الكثافات المرورية، لافتًا إلى أن الصيانة المستمرة كانت عاملا مهما في الحفاظ على المباني والمناطق الأثرية المحيطة بنفق الأزهر.

وأشارت إحدى سكان الزمالك، غادة الوكيل، إلى أن كل ما يطلبه سكان الزمالك هو تغيير مكان المحطة، وأنهم يملكون دراسة هندسية بإمكانية تغييرها، معتبرة أن طلاب الكليات الموجودة بالزمالك هم ضيوف لمدة ثلاث أو أربع سنوات، وليس لهم أن يقرروا مصير إنشاء المحطة بالزمالك، مطالبة بالاستماع إلى الرأي الآخر وأخذ مطالب سكان المنطقة بعين الاعتبار.

من جهته أشار رئيس الهيئة القومية للأنفاق، طارق جمال الدين، في تصريحات صحفية له أمس، إلى أن اختيار مواقع خطوط المترو ومحطاته يستند على عامل الكثافة السكانية والمرورية، منوها بأن خط مترو الزمالك سيوفر على الدولة تشغيل 40 ألف رحلة أتوبيس، و145 ألف رحلة ميكروباص، بما يعادل توفير 6.5 مليار جنيه في العام الواحد.

وقال رئيس الهيئة إن منطقة الزمالك تشهد تكدسا وازدحاما ملحوظا مما استوجب إنشاء محطة مترو بها لخدمة ما يقرب من مليوني نسمة يوميا، لافتا إلى أن الزمالك تضم 5 كليات، و53 سفارة وقنصلية، منهم سفارتي الصين والهند، عدد زائريها يوميا يعادل إجمالي عدد سكان الزمالك، بجانب وجود 16 بنكا، و16 فندقا، و5 أندية، وعدد كبير من الشركات والمؤسسات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved