لماذا تتفوق الشركات الضعيفة ماليا على الشركات القوية في البورصة الأمريكية؟

آخر تحديث: الخميس 3 أكتوبر 2019 - 7:53 م بتوقيت القاهرة

(د ب أ)

اتجاه مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) نحو خفض أسعار الفائدة، بدأ يؤتي ثماره في أسواق المال الأمريكية، على الأقل بالنسبة للشركات ذات المديونية المرتفعة. فلأول مرة منذ 2016، يتفوق أداء أسهم الشركات الضعيفة ماليا وذات المديونية العالية، على الأسهم الأفضل من الناحية المالية وأداء السوق بشكل عام، بحسب ما أظهر مؤشرين من مؤشرات بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن هذه البيانات تشير إلى أن قرارات مجلس الاحتياط الاتحادي لخفض الفائدة، بدأت تعزز ثقة المستثمرين في الشركات ذات المديونية الكبيرة، والتي تمثل الشريحة الأشد عرضة لأي مخاطر تهدد الاقتصاد الأمريكي، بالنسبة للشركات في الولايات المتحدة.

هذا التفوق بالنسبة لأسهم الشركات المدينة، واضح إلى درجة أنه كان العامل الأبزر، بين العوامل التي تؤثر على قرارات شركات الاستثمار المالي، من بين 10 عوامل رصدتها وكالة بلومبرج. ويعد هذا طفرة كبيرة بالنسبة للمتعاملين في أسواق المال الذين كانوا قد دفعوا مؤخرا القيم النسبية للشركات القوية ماليا إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عاما.

ويأتي هذا التحول في موقف السوق من الأسهم المسجلة، في الوقت الذي يسعى فيه مجلس الاحتياط الأمريكي إلى تعزيز نمو الاقتصاد من خلال خفض تكلفة الاقتراض، والتفاعل مع المؤشرات التي تدل على تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي.

وفي حين وصل العائد على سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل إلى أقل مستوياتها على الإطلاق في الشهر الماضي، فإن المستثمرين قد يراهنون على انخفاض تكلفة إعادة تمويل ديون الشركات ذات المديونية العالية في زيادة أرباحها في المستقبل.

تقول سيلفيا جابلونسكي رئيسة إدارة أسواق المال، في شركة "دايركسيون" التي تدير استثمارات بقيمة 13 مليار دولار: إن "الأموال أصبحت متاحة للاقتراض بتكلفة أقل، واقتربت من أن تكون بدون تكلفة في بعض الحالات .. وطالما تتجه هذه الأموال إلى استثمارات الشركة، ومساعدة الشركات في النمو وزيادة رأسمالها بطريقة إيجابية، عندئذ اعتقد أنه سيكون أمر إيجابي بالنسبة لهذه الشركات".

ويمثل أداء سهم شركتي "إديسون إنترناشيونال" و"كارماكس" المسجلين على مؤشر "إس أند بي 500" واللتين تعانيان من أعلى معدل مديونية، بحسب بيانات بلومبرج، نموذجا لما يحدث في السوق. فقد ارتفع سهما الشركتين خلال العام الحالي بأكثر من 30% في حين ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 18% فقط.

ولا يعني هذا انه لا يوجد ما يثير القلق بشأن ارتفاع معدلات مديونية بعض الشركات والتداعيات المحتملة لهذا إذا ما استمر تدهور أداء الاقتصاد، فالحقيقة أنه في حين أن قرارات مجلس الاحتياط بخفض الفائدة، ستفيد الشركات المدينة، على المدى القصير، فإن مخاطرها يمكن أن تصل فيما بعد إلى الشركات التي تتوسع في الاقتراض بإغراء من انخفاض التكلفة.

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات بنك "جيه.بي مورجان" الأمريكي ارتفاع معدلات ديون الشركات خلال الشهر الحالي باعتباره مؤشرا خطرا، وقال إن الأمور تتجه نحو الأسوأ.

ولكن في بورصة الأوراق المالية، تميل شركات الاستثمار المالي إلى الاستثمار في الأسهم الأعلى مخاطرة والأعلى ربحية. فعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية تفوقت سلة الشركات ذات الموقف المالي الضعيف على مؤشرات جولدمان ساكس على سلة الشركات الأقوى من الناحية المالية، حيث ارتفع مؤشر الشركات الأضعف ماليا منذ بداية العام الحالي بنسبة 20% تقريبا، لتسجل افضل أداء لها منذ 2016.

هل هناك سبب للاعتقاد بأن القادم أفضل بالنسبة للشركات المدينة؟ تكاليف الاقتراض انخفضت إلى مستويات قياسية، وعائد قرار مجلس الاحتياط الاتحادي بخفض الفائدة خلال الشهر الماضي، وذلك للمرة الثانية خلال شهرين، حيث تراجعت أسعار الفائدة الرئيسية إلى ما يتراوح بين 75ر1% و 2%.

وبالفعل بدأت الشركات خلال الشهر الحالي تتحرك للاستفادة من انخفاض تكاليف الاقتراض لإعادة تمويل ديونها من خلال طرح سندات بفوائد أقل وإعادة شراء المزيد من سنداتها القديمة ذات الفائدة الأعلى.

وبالطبع فإن المستثمرين في سوق السندات يتخذون قرارات الشراء بشكل انتقائي حتى الآن. وقد اضطرت بعض الشركات عالية المخاطر، إما إلى عرض أسعار فائدة أعلى لسنداتها، أو تقديم بعض المزايا لتعزيز الطلب على السندات. وخلال الشهور الأربعة الماضية، تم سحب أربعة طروحات سندات من السوق تماما.

كانت قيم الشركات ذات الموقف المالي القوي، في مقابل قيم الشركات ذات الموقف المالي الأضعف، قد وصلت في وقت سابق من العام الحالي إلى أعلى مستوياتها منذ 1980، وقال بنك جولدمان ساكس إن هذه الظاهرة تعود إلى التحول نحو سياسة نقدية أكثر تكيفا في الولايات المتحدة، بما يعني المزيد من تقليص تكاليف الاقتراض.

ومع ذلك لا يمكن القول إن كل المستثمرين مستعدون للمخاطرة، حيث تقول ساندي بومبيروي مدير شركة "نيوبرجر بيرمان إيكويتي إنكوم فاند" إنهم يفضلون الشركات ذات الموقف المالي الأقوى. كما تميل شركة الاستثمار "ويتير تراست" التي تدير أصولا بقيمة 5ر13 مليار دولار إلى الشركات ذات الميزانية الأفضل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved