انطلاق الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لدعم لبنان

آخر تحديث: الخميس 3 أكتوبر 2024 - 1:02 م بتوقيت القاهرة

ليلى محمد

انطلق منذ قليل الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة اليمن، وبحضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.

يأتي انعقاد هذا الاجتماع بناءً على الطلب الذي تقدمت به العراق للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ وذلك لبحث سبل دعم لبنان، سواء فيما يخص موضوع النارحين واللاجئين في لبنان أو بحث تقديم المساعدة لدولة لبنان الشقيقة.

من جهته، قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية حذرت ودولها الأعضاء كل على حدة لشهور من مخاطر الحرب الإقليمية، التي لن يكون أي طرفٍ بمنأى عن تبعاتها، قائلا: إننا ها نحن اليوم نقترب بشدة من اندلاع هذه الحرب بسبب غطرسة وتهور قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين يصرون على إشعال الحرائق في المنطقة ولا يكتفون بالإجرام الذي مارسوه ويمارسونه في غزة، وإنما يريدون استنساخ السيناريو الوحشي ذاته في لبنان، متحصنين بعجزٍ عالمي عن ردع سلوكهم الإجرامي واجترائهم على كل القواعد القانونية والإنسانية والأخلاقية.


وأكد السفير حسام زكي، أن الاعتداءات على لبنان وأهله واستعراضات البطش التي أسكرها غرور القوة لن تُحقق الأمن لأي طرف، بل هي تزرع بذور صراعات ممتدة، وكراهية متزايدة.


وقال الأمين العام المساعد: "لقد كان هناك سبيل دبلوماسي يمكن أن يُحقق أهداف جميع الأطراف ويجلب الهدوء للجبهة اللبنانية الإسرائيلية وفق القرار 1701، ولكن الاحتلال اختار سبيل الدم والقتل، عِوضاً عن طريق الحلول العقلانية التي تبدأ بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، ونزعٍ لفتيل التصعيد في لبنان والمنطقة".

وأعرب عن تضامن الجامعة العربية مع لبنان وحكومته، ومع أهله بكل مكوناته، بلا تمييز في هذا الظرف الصعب، مؤكدا الوقوف صفاً واحداً في مواجهة استهداف الدولة اللبنانية ومقدراتها، وزرع بذور عدم الاستقرار فيها.

وأشار إلى أن سيناريوهات الاحتلال مكشوفة، وأغراضه معروفة،
وعلينا جميعاً أن نتنبه لها، ونساعد أهل لبنان في إفشالها، مؤكدا أن السلم الأهلي أولوية قصوى يتعين على الجميع الاستمساك بها مهما كانت الظروف، موضحا أن المجتمع اللبناني لن يعبر هذه الأزمة سوى بقوة نسيجه وتآزر مكوناته واستكمال مؤسساته.

ولفت إلى معاناة أهل لبنان لسنوات من أزمات متتالية وهم اليوم يواجهون تحدياً جديداً خطيراً، حيث إن هناك أكثر من مليون نازح، وفي مواجهة العدوان وتبعاته الإنسانية المروعة، ينبغي أن تمتد كل يد في العالم لنجدة لبنان وأهله، ومساعدة هذا الشعب الأبيّ على الصمود ليخرج من هذه المحنة أقوى مما كان.


من جهته، قال علي صالح موسى، القائم بأعمال مندوب اليمن لدى الجامعة العربية: نشكر كل من مندوبية دولة العراق ومندوبية دولة لبنان، لأن هذا الاجتماع يأتي تلبية لطلبهما في دورة غير عادية، لمناقشة تقديم الدعم والمساعدة للشعب اللبناني والفلسطيني".

وأكد الموقف الثابت لليمن حكومة وشعبا المتضامن مع الشعب اللبناني وأدان العدوان الإسرائيلي المتصاعد، الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة، داعيا المجتمع الدولي لتحمل المسئولية لوقف هذا العدوان.

وقال، إن هذا الاجتماع هو اجتماع تضامن لدعم الشعب اللبناني، فالوضع يتطلب بشكل عاجل تقديم الدعم الكامل في ظل ما يواجهه لبنان من مرحلة هي الأخطر في تاريخه، حيث إصابة الآلاف والنزوح الداخلي لأكثر من مليون شخص وتحول مدن كاملة إلى أنقاض.

وأضاف أن هناك أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، تتطلب الحاجة الملحة لدعم لبنان، والتنسيق والعمل المشترك للتصدي للانتهاك الصارخ لإسرائيل للمواثيق والقوانين الدولية، مؤكدا أن هذا العدوان الإسرائيلي على لبنان هو انتهاكا لسيادته واستمرارا لانتهاك القانون الدولي وهو ما يتطلب تحرك دولي عاجل.

ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة لدعم موقف لبنان لإيجاد استقرار مستدام ووضع حد للمعاناة التي يواجهها والتصدي للانتهاك البحري والجوي والبري لأراضيه.


بدوره أوضح السفير علي الحلبي المندوب الدائم للبنان لدى الجامعة العربية، أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المراحل في تاريخه، حيث يتوسع العدوان ويتمادى.

وقال الحلبي، إن لبنان يشهد تهديدا بريا قد يعيده للوراء سنوات وسنوات فقد خلف العدوان الإسرائيلي أكثر من ألف شهيد ونزوح أكثر من مليون لبناني حتى أن هناك من لا يجد له مأوي في ظل الاعتداء الإسرائيلي الذي ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية في تحدي واضح لإسرائيل لقرارات المجتمع الدولي، حيث تتجاهل إسرائيل جميع المناشدات وتواصل تهديدها لاستقرار لبنان في خرق جديد لقرارات مجلس الأمن.

وأشار إلى تقدم لبنان لمجلس الأمن بطلب لما تتعرض له بعض المناطق من قصف إسرائيلي متعمد ولكن كالعادة دون جدوى.

 

وثمن الحلبي موقف كل من العراق ومواقف الدعم الصادرة عن الدول العربية الشقيقة، متوجها بنداء عاجل لتقديم الدعم وتعزيز الجهود لإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية للبنان، الذي ما زال يتشبث بالحل الدبلوماسي والحلول المستدامة التي من شأنها تحقيق الاستقرار والأمن لشعبه.

من جهته، أكد السفير الدكتور قحطان طه خلف، مندوب العراق لدى الجامعة العربية، ضرورة إنهاء هذا التصعيد الخطير والتضامن من أجل الكارثة الإنسانية، التي يواججها لبنان والتي تتطلب الوقوف معا لتخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني، والتي لا تختلف عن المعاناة التي يواجها الشعب الفلسطيني.

وأكد إدانة العراق للعدوان الغاشم الذي تسبب في قتل الأطفال والنساء ونزوح الآلاف من الأسر، اللذين يواجهون مصير مجهول.

ولفت إلى أن العراق سبق وشهد معاناة النزوح، لذلك هو مدرك لحجم التحديات التي تواجه شعب لبنان، مؤكدا أن معاناة لبنان هي معاناة جميع الدول العربية.

وجدد تضامن العراق بكل أشكال الدعم للشعب اللبناني، سواء فيما يخص إرسال قوافل المساعدات أو الفرق الطبية، كما دعا المجتمع الدولي لتحمل مسئوليته لتوفير الحماية اللازمة للشعب اللبناني، والعمل الفوري لوقف العدوان، مؤكدا أن الموقف الحالي يتطلب عمل وتنسيق مشترك، مشيرا إلى أن القرار الصادر عن الاجتماع أولا لا يجوز أن يتضمن إسرائيل باعتبارها دولة وإنما قوة قائمة بالاحتلال، وينبغي الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يحيد النظر عما يحدث في غزة وفلسطين خصوصا وأن المجازر ما زالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved