الأمم المتحدة تحشد قدراتها الكاملة لمساعدة غزة.. ومصر في صدارة الاستجابة الإنسانية

آخر تحديث: الأحد 3 ديسمبر 2023 - 5:20 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد

تعمل منظومة الأمم المتحدة في مصر بتعاون وثيق مع الحكومة المصرية من أجل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير مطول لها، اليوم الأحد، إن مصر خصصت مطار العريش الدولي ليكون مركز استقبال الإمدادات الإنسانية القادمة من مختلف أنحاء العالم، وتتولى جمعية الهلال الأحمر المصري تنسيق المساعدات الإنسانية في العريش وإدارة جهود إدخالها إلى غزة عبر معبر رفح البري.

وأوضحت الأمم المتحدة، أن المنظومة الأممية في مصر الآن تعمل بتعاون وثيق مع الحكومة المصرية من أجل إيصال المساعدات إلى شعب غزة.

- معبر رفح شريان حياة لـ2.2 مليون فلسطيني

واعتبرت أن هذا الجهد الجماعي، والذي ينصب على الاستفادة من معبر رفح باعتباره شريان حياة لـ2.2 مليون فلسطيني، فهو يُعد بمثابة خطوة شديدة الأهمية نحو الاستجابة للوضع المتدهور.

وتجري الاستعدادات من قبل منظومة الأمم المتحدة في مصر حتى قبل السماح ببدء دخول المساعدات إلى غزة في 21 أكتوبر الماضي، للمرة الأولى منذ اندلاع الأعمال العدائية، وفي جهد جماعي للمنظومة الأممية، تحت إشراف المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر إلينا بانوفا، يعمل الفريق القُطري للأمم المتحدة في مصر يدا بيد مع جمعية الهلال الأحمر المصري وغيره من المؤسسات المصرية لتسريع وتيرة إيصال المساعدات إلى أهل غزة.

وذكرت الأمم المتحدة أنه منذ اندلاع الأزمة في غزة والحكومة المصرية تقف في مقدمة جهود العمل الإنساني المُنقذ للحياة، فيما يُمثل معبر رفح ومطار العريش في مصر محور الأمل في تخفيف معاناة أهل غزة.

- جهود مصرية أممية لتوصيل المساعدات لغزة

وقالت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر إلينا بانوفا: "باعتبارنا الأمم المتحدة في مصر، فإننا نواصل العمل مع السلطات المعنية في مصر ومع جمعية الهلال الأحمر المصري لتسهيل منظومة لوجستية كافية وقائمة على الاحتياجات من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وأضافت بانوفا، "دعوني أوضح أن ما نقوم به على الجانب المصري من الحدود، في إنشاء شريان حياة إنساني إلى غزة، يتم بفضل جهود الحكومة المصرية، وتحت قيادة جمعية الهلال الأحمر المصري".

ولفتت بانوفا، إلى أن السلطات المصرية مكنت فريقا تقنيا من خبراء الأمم المتحدة من أداء دعم استشاري مؤقت لجمعية الهلال الأحمر المصري في العريش، موضحة، "من جانبنا، نهدف من خلال عملنا مع زملائنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى ضمان أن ما يتم إدخاله من مساعدات يتناسق مع أهم الاحتياجات في غزة في الوقت الراهن".

واستعرضت الأمم المتحدة أبرز جهودها لدعم الاستجابة الإنسانية للأزمة في غزة، مع تركيز على المساعدات التي نجح فريق الأمم المتحدة في مصر، بالتعاون مع الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري، في إيصالها إلى أهالي غزة منذ 21 أكتوبر الماضي ومنها ما يلي:

- دعم متعدد المستويات للمنظومة والخدمات الصحية في مصر

وقدمت منظمة الصحة العالمية إمدادات أساسية من المركز اللوجستي للمنظمة في دبي، من خلال 14 شاحنة عبر معبر رفح البري إلى غزة، وشمل إمدادات لـ3.500 جريح، وأدوية لـ151.500 شخص يعانون من أمراض غير معدية، و235 حقائب طبية ميدانية، وإمدادات صحية أساسية لنحو 400 ألف شخص، وما يكفي من مستلزمات علاج الرضوح لدعم 800 عملية جراحية.

كما قامت منظمة الصحة العالمية في مصر بدعم المجلس المصري للقبائل والأسر في شراء الاحتياجات الأساسية للأطفال والنساء وكبار السن، بما في ذلك الكراسي المتحركة، وأدوات النظافة الشخصية، بما يقرب من 23000 دولار أمريكي.

كذلك ساهمت منظمة الصحة العالمية في مصر في دعم حملات التبرع بالدم من خلال توفير 1.600 وحدات تبريد و200 صندوق عزل بقيمة تقارب 16 ألف دولار أمريكي إلى الخدمة الوطنية لنقل الدم بوزارة الصحة والسكان لتكون لديها القدرة على نقل منتجات الدم إلى غزة.

وقدمت المنظمة الأممية إلى مديرية الصحة في شمال سيناء المعدات واللوازم البيئية وأساسيات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بما في ذلك 10 آلاف لتر من المنظفات والمطهرات، بالإضافة إلى 10 آلاف مجموعة من أدوات النظافة.

وتهدف هذه الإمدادات إلى دعم الاستجابة الإنسانية الوطنية وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للجرحى الذين عبروا معبر رفح قادمين من غزة بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 113 ألف دولار أمريكي.

كما دعمت منظمة الصحة العالمية في مصر القطاع العلاجي بوزارة الصحة من خلال توفير أدوية التخدير بما يقرب من 11000 دولار أمريكي لخدمة 1000 مريض من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا.

ولتعزيز مستشفيات الإحالة، ضمن مسار الإخلاء الطبي للمصابين من غزة، ودعمت المنظمة وزارة الصحة بمجموعات علاج الرضوح ومستلزمات جراحة العظام، وتستهدف هذه المستلزمات 1000 مريض بميزانية قدرها 580 ألف دولار أمريكي.

واستجابت المنظمة لطلب وزارة الصحة والسكان المصرية، بشراء جهاز أشعة مقطعية وجهازين C-Arms لدعم مستشفيات الإحالة ضمن مسار الإخلاء الطبي للمصابين من غزة، بتكلفة 400 ألف دولار أمريكي، وتعتبر هذه الأجهزة ضرورية لإنقاذ حياة المصابين بجروح خطيرة بسبب الكسور ومشاكل القلب والجهاز التنفسي.

ولدعم لوجستيات وعمليات الهلال الأحمر المصري خلال الأزمة في غزة، وفرت منظمة الصحة العالمية سيارتين مزودتين بقدرات سلسلة التبريد بتكلفة 78 ألف دولار أمريكي، والهدف من ذلك هو ضمان النقل والتخزين الفعال للإمدادات الحيوية، والحفاظ على سلامة سلسلة التبريد طوال عملية التوزيع.

- بناء القدرات للكادر الصحي

وفي إطار الاستجابة للإجلاء الطبي للجرحى من غزة، تجري منظمة الصحة العالمية في مصر سلسلة من الدورات التدريبية التي تغطي موضوعات مختلفة لتعزيز المعرفة والمهارات لمقدمي الرعاية الصحية، وشمل هذا:

- إجراء تدريب على الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي "MHPSS" يشمل الإسعافات الأولية النفسية والعلاج النفسي، الذي يشمل الصدمات، وتدريب 15 عالمًا نفسيًا و20 طبيبًا نفسيًا.

- إجراء دورة الطوارئ الأساسية "BEC" لـ125 من مقدمي الرعاية الصحية معظمهم من الممرضات والأطباء، وتشمل الدورة التعامل مع الجرحى والمرضى المصابين بأمراض حادة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا، تتضمن الدورة على محتوى عملي كبير يتضمن أيضًا الإصابات المرتبطة بالنزاع بما في ذلك الحروق والإصابات الناجمة عن الانفجارات.

وشملت هذه الجهود من جانب المنظمة الأممية تدريبا على تنفيذ المعايير الوطنية لنقل الدم لـ100 موظف من بنوك الدم من مختلف المحافظات.

- استجابة طارئة بكميات كبيرة من الإمدادات

ومنذ بداية الأزمة، تحركت نظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بسرعة لشراء الإمدادات المنقذة للحياة لفلسطين عبر مصر، وحتى الآن تشارك يونيسف بشكل كبير في الاستجابة لحالات الطوارئ من خلال شراء كميات كبيرة من الإمدادات من الخارج وعلى المستوى الإقليمي والمحلي لدعم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المنقذة للحياة والرعاية الصحية، بالإضافة إلى حماية الطفل والتغذية، والعودة إلى التعليم والتعلم عندما يكون ذلك ممكنًا.

واعتبارًا من 21 نوفمبر الماضي، دخلت 88 شاحنة تابعة ليونيسف محملة بإمدادات الطوارئ إلى غزة عبر معبر رفح.

وقد شملت هذه الشاحنات المياه المعبأة لتغطية ما يقدر بنحو 870 ألف شخص، ومستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لخدمة ما يقرب من 50 ألف شخص.

كما قدمت يونيسف الإمدادات الصحية التي وصلت إلى قطاع غزة وتم توزيعها على 3 مستشفيات في خان يونس ودير البلح، وتضمنت هذه الإمدادات المواد الاستهلاكية الصحية التي ستخدم 137 ألف حالة، والأدوية لـ45 ألف حالة، ومجموعات طبية متنوعة، وكذلك المجموعات الطبية الخاصة بالقبالة، ومجموعات الطوارئ الصحية المشتركة بين الوكالات لدعم 250 ألف حالة، والمغذيات الدقيقة لـ 280 ألف شخص.

كما زودت اليونيسف 36 ألف طفل بأدوات ترفيهية ومستلزمات تنمية الطفولة المبكرة و"مدرسة في صندوق كرتون" لـ24 ألف طالب، كما تم توزيع 4 آلاف بطانية على المستشفيات والملاجئ غير التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كما تم توزيع حفاضات الأطفال لتغطية حوالي 6.700 طفل على الملاجئ التابعة للأونروا وغير التابعة لها.

وقالت يونسيف إن قوافل الإمدادات القادمة من مصر والتي دخلت غزة عبر معبر رفح تشكل شريان حياة لملايين الأشخاص في غزة وتوفر لهم بصيص من الأمل، لكن المنظمة تقول إنها مجرد قطرة في بحر بالنظر إلى الأعداد الضخمة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.

*دعم جهود الحكومة المصرية لتسهيل عمليات الإجلاء الطبي

وإضافة إلى ذلك، تدعم يونيسف الحكومة المصرية لتسهيل إجلاء الحالات الطبية العاجلة من غزة، مما يسمح لهم بالوصول إلى الخدمات الصحية الحيوية في مصر بأمان. وبشكل أكثر تحديدًا، تدعم يونيسف وشركاؤها وزارة الصحة والسكان بالمعدات واللوازم الطبية. ويشمل هذا 215 جهاز أكسجين، و140 حقنة ومضخات تسريب، و7500 صندوق من الغرز الجراحية.

وقالت يونيسف، إن الأولوية هي الإمدادات الطبية لدعم الاستجابة الإنسانية الأولية لنحو 12 ألف حالة طبية، بالإضافة إلى ذلك تقدم يونيسف 58 خيمة بأحجام مختلفة لاستخدامها كمستشفيات ميدانية، و10 كراسي متحركة، و9 عيادات صحية متنقلة لدعم المرافق الصحية.

كما تلقى 40 من العاملين في مجال الرعاية الصحية تدريبًا على فحص التغذية لتعزيز قدرتهم على تقديم الرعاية الشاملة للمحتاجين، كما سلمت يونيسف 20 ألف زجاجة مياه للشرب "سعة كل منها 600 مللي" لتلبية الحاجة الأساسية لمياه الشرب النظيفة والآمنة في المناطق المتضررة.

- مزيد من المساعدات الغذائية في مواجهة انقطاع الاتصالات

بدوره، أدخل برنامج الأغذية العالمي 73 شاحنة تحمل 1.296 طن من الإمدادات الغذائية التي وصلت إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، بما في ذلك الأسماك المعلبة وألواح التمر والطرود الغذائية، والتي وصلت إلى أكثر من 500 ألف شخص في غزة.

ويقوم برنامج الأغذية العالمي بنشر موظفين في العريش لدعم جمعية الهلال الأحمر المصري، لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عبر حدود رفح، وتوسيع الدعم لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يمتلك حوالي 674 طناً مترياً "طرود الطعام وبسكويت التمر والفول والبسكويت" من المواد الغذائية المتوفرة حالياً في مصر.

وأفاد البرنامج الأممي، بأنه يجري العمل حاليا على شراء أكثر من 16 ألف طن متري من الطرود الغذائية والأغذية المعلبة من المنطقة لدعم الاستجابة في غزة.

يأتي هذا بينما أعلنت مجموعة الاتصالات في حالات الطوارئ التي يقودها برنامج الأغذية العالمي استعدادها لإنشاء أنظمة اتصالات في غزة حتى يتمكن المجتمع الإنساني من العمل بفعالية على الرغم من انقطاع الاتصالات المتكرر، وقد حصلت على معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، مع التركيز على حلول الطاقة البديلة التي تعمل بشكل مستقل عن المشغلين المحليين.

- مواد إغاثية تشتد الحاجة إليها مع دخول الشتاء

من جهتها، نجحت المنظمة الدولية للهجرة في تسليم مساعدات إنسانية متنوعة، تضم مواد تشتد إليها الحاجة، خاصة مع دخول الشتاء، حيث تم تسليم المساعدات إلى جمعية الهلال الأحمر المصري، وجرى نقلها بعد ذلك إلى غزة عبر رفح.

وتشمل قائمة تلك المساعدات التي وصلت بالفعل إلى أهل غزة، 400 غطاء، 200 مرتبة، أكثر من 1000 حقيبة نظافة، أكثر من 4000 من المستهلكات الطبية، أكثر من 1900 من المستلزمات الدوائية، 3000 قطعة من القماش المشمع.

وتستعد المنظمة الدولية للهجرة حاليا لإدخال مزيد من المساعدات متى تم السماح بالدخول، وتشمل تلك المساعدات 30 ألف صندوق مياه، و600 مجموعة أدوات نظافة، وأكثر من 20 ألفا من مستلزمات الإيواء، وأكثر من 4000 جهاز تنقية مياه، فضلا عن 500 خيمة عائلية.

أما مفوضية اللاجئين فتبرعت بــ150.5 طن من الملابس الشتوية ومياه الشرب لتلبية بعض من الاحتياجات الإنسانية في غزة، من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري، ووصلت المساعدات إلى داخل القطاع من خلال معبر رفح.

وتعمل المفوضية عن كثب مع الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة في مصر لإيصال المزيد من المساعدات قريبا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved