«حرب كلامية» بين الرياض وطهران

آخر تحديث: الإثنين 4 يناير 2016 - 10:22 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ عمرو عوض ــ وكالات:

المرشد الإيرانى: السعودية ستواجه «انتقاما إلهيا» لإعدامها «النمر».. والرياض: إيران آخر دولة تتهم الآخرين بدعم الإرهاب ونظامهما تحكمه «طائفية عمياء».. ومتظاهرون يحرقون السفارة السعودية بطهران والشرطة توقف 40 متظاهرا
الخارجية الأمريكية: إعدام النمر يفاقم التوترات الطائفية.. وكى مون «مصدوم» من الخطوة السعودية
تصاعدت حدة الحرب الدبلوماسية والكلامية بين السعودية وإيران على خلفية إعدام السعودية لرجل الدين الشيعى «نمر النمر» ضمن 47 آخرين أدينوا بـ«الإرهاب» فى المملكة، وهى الخطوة التى لاقت انتقادات شيعية دولية واسعة وصلت إلى ذروتها بإحراق السفارة والقنصلية السعودية فى إيران.
فأمس، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله على خامنئى، أمس، أن السعودية ستواجه «انتقاما إلهيا» بعد قيامها بإعدام النمر. وقال خامنئى، فى خطاب أمام رجال دين فى العاصمة، نقله موقعه الالكترونى الرسمى، إن «إراقة دم هذا الشهيد المظلوم سيؤثر بسرعة، وأن الانتقام الإلهى سيطال الساسة السعوديين».
وكانت السعودية أعدمت، أمس الأول، 47 شخصا مدانين بـ«الإرهاب» بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة، ورجل الدين الشيعى نمر النمر، أحد وجوه المعارضة فى المملكة.
وحمل الموقع الإلكترونى لخامنئى صورة سياف سعودى بجوار صورة لسفاح تنظيم داعش الشهير، المعروف باسم «الجهادى جون»، وتحتهما سؤال «هل هناك أى فرق؟».
من جهتها، عبرت الرياض عن «استهجانها واستنكارها الشديدين» لكل «التصريحات العدوانية» التى صدرت عن طهران، متهمة إيران بأنها «دولة راعية للإرهاب» وبأن نظامها تحكمه «طائفية عمياء».
وقالت وزارة الخارجية السعودية، فى بيان، مساء أمس الأول، أن المملكة «وإذ تبدى استهجانها ورفضها لكل التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيرانى»، تؤكد أن «نظام إيران آخر نظام فى العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدانا من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول».
وأضاف البيان، الذى نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن «نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذى أعدم العام الماضى المئات من الإيرانيين دون سند قانونى واضح».
وكانت طهران قد توعدت السعودية، أمس الأول، بأنها ستدفع «ثمنا باهظا» لإعدامها رجل الدين الشيعى، ما دفع وزارة الخارجية السعودية إلى استدعاء السفير الإيرانى وتسليمه «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة».
وأضاف البيان السعودى أن «نظام إيران بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها، يعتبر فى ذلك شريكا لهم فى جرائمهم، ويتحمل المسئولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية»، متهما طهران بـ«توفير ملاذ آمن لعدد من زعامات القاعدة منذ عام 2001».
فى السياق نفسه، أعلن مسئول ايرانى، أمس، أنه تم توقيف 40 شخصا بعد تعرض مبنى السفارة السعودية فى طهران لهجوم واضرام النيران فيه. ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية «ايسنا» عن قائد شرطة طهران، حسين ساجدى، قوله إن عددا غير محدد من «العناصر الجامحة» اعتقل لمهاجمته السفارة بقنابل حارقة وحجارة.
وكان متظاهرون غاضبون قد هاجموا، فى الساعات الأولى من فجر أمس، مبنى السفارة السعودية فى طهران وأحرقوه، بعد ساعات من هجوم مماثل على مبنى القنصلية السعودية فى مدينة مشهد، تعبيرا عن غضبهم إثر إعدام النمر.
وأفادت الوكالة الايرانية أن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة. وقالت الوكالة إن «ألسنة اللهب ترتفع من داخل السفارة. وهناك متظاهرون تمكنوا من الولوج إلى داخل المبنى لكن تم إخلاؤهم لاحقا».
ونشرت مواقع الكترونية صورا للهجوم على السفارة ظهر فيها متظاهرون وهم يحملون علما سعوديا انتزعوه على ما يبدو من سارية المبنى.
وبعيدا عن الأزمة الايرانية السعودية، توالت الاحتجاجات والانتقادات من مختلف دول العالم على الخطوة السعودية. وفى بغداد، أبدى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى «صدمته الشديدة» لإعدام النمر، محذرا من تداعيات هذه الخطوة على «الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعى لشعوب المنطقة». كما وصف المرجع الشيعى الأعلى فى العراق، آية الله على السيستانى، أمس، اعدام النمر بـ«الظلم والعدوان».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إعدام النمر «يهدد بتفاقم التوترات الطائفية فى وقت هناك حاجة ماسة لتقليصها»، وحثت الخارجية الأمريكية الحكومة السعودية على «احترام وحماية حقوق الإنسان وضمان توافر الاجراءات القضائية العادلة والشفافة فى كل القضايا»، بالإضافة إلى السماح بالتعبير السلمى عن المعارضة والعمل مع كل زعماء المجتمع لنزع فتيل التوترات.
بدوره، أعرب الامين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، عن «صدمته الشديدة» حيال إعدام السعودية 47 شخصا، حسبما قال متحدث باسمه. وأضاف المتحدث أن بان يدعو إلى «الهدوء وضبط النفس فى ردود الفعل على إعدام النمر، ويدعو جميع القادة فى المنطقة إلى السعى لتفادى تفاقم التوتر الطائفى».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved