جدل واسع بعد سحب كتاب «كاملات عقل ودين» من معرض الكتاب

آخر تحديث: الثلاثاء 4 فبراير 2025 - 2:08 م بتوقيت القاهرة

محمود عماد

- الكاتبة: الأزهر ليس له أي دور في منع الكتاب.. وأهم أفكار الكتاب تكمن في البحث والتفكر والتدبر والتعقل

 

أثار سحب كتاب "كاملات عقل ودين" للكاتبة أسماء عثمان الشرقاوي جدلا كبيرا وواسعا في مصر سواء في الأوساط الثقافية أو على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد باعتبار عنوان الكتاب يسيئ للسنة النبوية ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين معارض لسحب الكتاب من منطلق إعطاء حرية عرض كل الآراء ومناقشتها بدلا من منعها.

وسحبت دار السراج للنشر والتوزيع، ناشرة الكتاب، بعد حملة كبيرة من الهجوم الانتقادات طالت الكتاب والكاتبة والدار على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، جميع نسخ الكتاب من جناح الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنعقد حاليا.

وأصدرت الدار عبر حسابها على "فيسبوك" بيان اعتذار كما وصفته الدار أنه لكل المثقفين والقراء، وجاء البيان كالآتي:

"إلى كل المثقفين والقراء الكرام
لم تتعمد شركة السراج للنشر والتوزيع المساس بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو تتبنى ذلك.. وكتاب الأستاذة (أسماء عثمان الشرقاوي) تم نشره من قبيل مناقشة الآراء والتعرف عليها..
أما وإن الرأي الغالب يرفض هذا الطرح فإننا نعلن سحب نسخ الكتاب من التداول وإيقاف نشره منذ تاريخ هذا البيان.. والله ولي التوفيق.
مع خالص الشكر لمن نصح وبين وجهة النظر الصحيحة في ذلك.. شكرا لأنكم جزء من أسرتنا الثقافية وهويتنا العزيزة".

وتواصلت الـ"الشروق" مع الكاتبة لتعليق على منع الكتاب، وقالت الكاتبة أسماء عثمان الشرقاوي مؤلفة الكتاب إن الأخبار التي انتشرت عن أن الأزهر هو الذي منع الكتاب غير صحيحة بالمرة، مؤكدة أن الأزهر ليس له أي دور في منع الكتاب، مضيفة أن كتاب "كاملات عقل ودين" صدرت لأول مرة في عام 2022، ولم يلق أي اعتراض من أي جهة، فالذي منع بيع الكتاب بعد طباعته وبيع نسخ منه، هى دار النشر بعد تعرضها لهجوم عنيف على صفحة الدار من شتائم وتهديدات وما إلى ذلك، فاضطروا رغما عنهم اتخاذ هذا القرار، لذلك تعتقد أن هذه الحملة متعمدة ومدفوعة الأجر.

وتابعت أنها لم تقصد على الإطلاق أن تثير الجدل أو تنصع الترند، فقد كان الكتاب موجودا على أرفف العرض في هدوء ودعاية بسيطة بلا أي محاولة لزيادة التسويق أو القيام بأي شيء غير طبيعي، ولكن الكارهين والمغرضين قاموا بدعاية غير مسبوقة لكتاب كان على الأرف في هدوء.

وعن اتهامها بالإساءة لحديث الرسول وسنته، قالت إن الاتهام قام به من لم يقرأ الكتاب ولم يحاول معرفة ما فيه، فهو اتهام مبني على الجهل التام، وهو كذب وبهتان وافتراء.

وأوضحت أن أهم أفكار الكتاب تكمن في البحث والتفكر والتدبر والتعقل، وأن هذه أمور لا يجب أن تتوقف عند جيل معين ولا عند عقليات واحدة، بل هى أمر لكل إنسان وليست أمر لفئة دون أخرى.

وتابعت أن البحث في صحة أحاديث قيلت على لسان رسول الله ليس إنكارا للسنة، ففي حديث ناقصات عقل ودين وحديث هن عوان عنكم جاءت من البخاري نفسه بالأحاديث الصحيحة التي قيلت في هذه الظروف.

وأضافت: "لا يوجد للمسلمين معيار لمعرفة صحة حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أقدس ولا أدق ولا أهم من رسالته التى يستحيل أن يخالفها وهى القرآن الكريم".

وأكدت أن البحث مجهود شخصي لابد أن يقوم به كل مسلم، وليس على أحد أن يعتنقه، فالله تعالى ميز سيدنا آدم بالعلم والقدرة على التعلم، فإن فقد هذه الميزة وتوقف على التعلم والتفكر فقد أصبح أقل من الأنعام.

وبسؤالها عن مصير الكتاب في الوقت الحالي قالت إن الكتاب يناقله الناس بينهم على الإنترنت، ولا تعلم ماذا في القادم.

وبتواصل الـ«الشروق» مع مسئولي دار السراج بمعرض الكتاب صرحوا بأن كل النسخ من الكتاب قد أعدمت نهائيا وأن الأمر منتهي تماما بالنسبة لهم، ورفضت الدار ومسئوليها التعليق أو التصريح نهائيا حول التفاصيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved