تأبين عميد المترجمين العرب أبو بكر يوسف.. أول مصري وعربي يحصل على العضوية الشرفية من اتحاد أدباء روسيا

آخر تحديث: الخميس 4 أبريل 2019 - 6:32 م بتوقيت القاهرة

غادة عادل

تربع على عرش الترجمة الروسية، وارتبط اسمه بـ"تشيخوف"، إنه عميد المترجمين العرب الدكتور أبو بكر يوسف، والذي وافته المنية في مارس الماضي، وكان المركز القومي للترجمة قد نظم أمس الأربعاء احتفالية تأبين لـ"أبو بكر يوسف" وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي والجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية.

ويعد أبو بكر أحد أبرز المترجمين العرب في مجال ترجمة الأعمال الأدبية الروسية إلى اللغة العربية، "وهو أول مصرى وعربي" يمنحه اتحاد أدباء روسيا العضوية الشرفية في عام 2000 وذلك لاسهاماته القيمة في مجال الترجمة، ويعتبر هذا التكريم من أرفع التكريمات في تاريخ اتحاد أدباء روسيا. كما منحه الرئيس الروسي ميدالية بوشكين عام 2012 وتعد من أهم الأوسمة التي تمنحها روسيا للأجانب، وذلك تقديرًا لجهوده فى ترجمة الأعمال الأدبية من الروسية إلى العربية، وبخاصة ترجمته الأعمال الكاملة للكاتب الروسي أنطون تشيكوف والتي تعتبر من أفضل الأعمال الإبداعية التي قدمها للمكتبة العربية.

وقال الدكتور شريف جاد، رئيس الاتحاد العربي لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية خلال الاحتفالية إن أبو بكر، تفوق على نظرائه من المترجمين بشكل غير عادي، فبحنكته وحرفيته استطاع أن يشعرك بروح المؤلف في الأعمال التي ترجمها من الروسية إلى العربية فعندما تقرأ الأدب الروسي المترجم تستشعر روح المؤلف، ولذلك عرف العالم العربي تشيخوف من خلال ترجمة "أبو بكر"، فهو فخر وشرف للعرب وللمصريين.

وتابع جاد قائلًا: "ومن أول وهلة تحب هذا الرجل صاحب الوجه المصري البشوش، والروح الجميلة، والبساطة في التعامل، فكان يساعد الجميع وبخاصة الجاليات العربية في روسيا بغض النظر عن اتجهاتهم وانتماءاتهم".

وبالإضافة إلى الروايات والأعمال القصصية، ترجم أبو بكر يوسف العديد من قصائد الشعر الروسي، إذ صدرت له كتب مترجمة لقصائد بلوك، وبريوسوف، وتوتشيف، ومختارات من الشعر الروسي من بينها ترجمته لقصيدة "النبي" لبوشكين، وكانت في منتهى البراعة وذلك للأمانة الشديدة في نقل روحية بوشكين الشعرية.

قال الدكتور محمد نصر الجبالي رئيس قسم اللغة الروسية بجامعة عين شمس، "أن الترجمة قبل أبي بكر تختلف اختلافًا كبيرًا عن الترجمة بعد أبي بكر"، موضحًا أنه على الرغم من أن الترجمة قبل أبي بكر كان لها الفضل في تعريف القارئ بالثقافة الروسية، ولكن كان يشوبها العديد من العيوب وذلك لعدة أسباب من بينها عدم الدراية الكاملة باللغة الروسية من قبل المترجمين فكانوا لا يدرسونها بشكل جيد، ما أدى إلى سماح المترجمين لأنفسهم بالتصرف في نهايات الأعمال.

وأكد الجبالي أن الراحل جاء ليتربع على عرش الترجمة الروسية فعندما كان يترجم النص الأدبي تشعر وكأنه نصًا جديدًا غير مترجم، فبحرفية شديدة منه يشعرك بأن النص أصلي وغير مترجم فكان يتعامل بهذا المنطق حتى في النصوص الشعرية.

وأشارالجبالي إلى أن يوسف كان يحاول دائمًا أن يبني جسرًا من التواصل بين الثقافة المصرية والثقافة الروسية، وظهر ذلك جليًا من خلال اختياراته للنصوص وللأعمال التي ترجمها فاختار الأعمال ذات الطابع الريفي وذلك لقربه من الريف المصري، كما اختار الأعمال ذات المشاكل القريبة من مشكلات المجتمع المصري محاولة منه في البحث عن أدوات التقارب بين الحضارتين.

قال الدكتور أنور المغيث، مدير المركز القومي للترجمة، إن أبو بكر يوسف ساهم في صياغة وجداننا ليس في مصر وحدها بل العالم العربي بأسره، مضيفًا أن الشاهد الحقيقي على جودة ترجمة أبي بكر يوسف من الروسية هو المكانة التي يتبوأها الأدب الروسي لدى القراء العرب في الوقت الحالي.

ويعد أيضًا المترجم الكبير سامي الدروبي من بين من اشتهر بنقل روائع الأدب الروسي إلى العربية نقلاً عن الفرنسية، فترجم الأعمال الأدبية الكاملة لأحد أشهر الروائيين في البشرية -فيودور دوستويفسكي- والعديد من أعمال المفكر والكاتب "ليو تولستوي"،إضافة إلى ترجمة بعض المؤلفات في مجال الفلسفة والعلوم السياسية وعلم النفس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved