السفير السعودي لرؤساء تحرير «الصحف المصرية»: سنظل ندعم مصر

آخر تحديث: الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 11:32 م بتوقيت القاهرة

عماد الدين حسين

- سنظل ندعم مصر.. ولن يستطيع أحد تعكير علاقتنا

- طفرة كبيرة في كل مجالات التعاون.. ونسعى لعلاج سوء الفهم

- جمال خاشقجي لا يمثلنا.. ومشعل صافح الملك فقط أثناء العمرة

- علينا أن نعتمد على أنفسنا كعرب وألا ننتظر أمريكا.. ومواقفنا مع مصر بشأن سوريا متطابقة.. وإيران لن تتوقف عن الهيمنة

قال السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، إن الإعلان المصرى السعودى الذى صدر فى القاهرة الخميس الماضى برهن بوضوح على عمق علاقات البلدين وبرهن أكثر على أن كل التحليلات التى تحدثت عن وجود خلافات بينهما غير صحيحة.

وكشف القطان خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض الكتاب عصر اليوم، أن إعلان القاهرة، فاجأ كل المتربصين بعلاقات البلدين، وسوف يعرف الناس أكثر فى الأيام المقبلة أن هناك طفرة فى علاقات البلدين خصوصا فيما يتعلق بالاستثمارات التى يراها الأهم لأنها تترك أثرا وتوفر فرصا للتوظيف.

كما كشف السفير عن أن هناك زيارات تمت بالفعل من قبل مستثمرين سعوديين للبحث فى نوعية الاستثمارات المتوقعة، وأن المصريين سوف يستمعون قريبا إلى ما يسرهم في هذا الشأن.

وقال القطان، إن التعاون بين البلدين ينطلق إلى آفاق جديدة، وأن الملك سلمان وخلال لقائه الأخير مع وزير الخارجة المصرى سامح شكرى كرر ثلاث مرات حرصه الشديد على دعم مصر واستقرارها وأمنها، وأن الرجل الذى تطوع فى شبابه عام ١٩٥٦ للقتال مع مصر، وفى عام ٦٧ لدعمها، لا يمكن أن نشكك فى التزامه، مؤكدا أنه لا يوجد أى خلاف بين ملوك السعودية فيما يتعلق بدعم مصر لأنها محور المنطقة.

وأضاف القطان فى اللقاء الذى جرى فى مقر السفارة السعودية فى الجيزة، أن هناك فجوة بين الإعلامين والمثقفين فى كلا البلدين وأنه يقترح إقامة لقاءات مشتركة بينهما على مدار العام للبحث والنقاش وإزالة سوء الفهم بينهما في اي قضية مطروحة، مضيفا أنه يعتقد أن معظم المقالات التى تحدثت عن خلافات بين البلدين مصدرها سوء الفهم.

وأكد القطان أن التعاون العسكرى بين البلدين على أعلى مستوى يمكن تخيله، وما حدث فى اليمن كان مجرد نموذج تطبيقى على ذلك، مشيرا إلى أن قرار الملك سلمان بتنفيذ عاصفة الحزم أعاد الهيبة للأمة العربية.

وكشف القطان عن الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد سوف يرأس الوفد السعودى فى احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة وأنه تم الاتفاق بالفعل على زيارة يقوم بها الملك سلمان لمصر، لكنه جار تحديد الموعد.

وفى لهجة تبدو مختلفة قال القطان إن على العرب أن يعتمدوا على أنفسهم فقط بعد الله، وليس علينا أن ننتظر أمريكا.

وقال القطان بلغة حاسمة: «سوف نظل ندعم مصر ولن يستطيع كائن من كان أن يعكر صفو العلاقات بين البلدين»، مضيفا: «نحن مع الانتقاد الموضوعى، وأنه يتألم كثيرا عندما يقرأ لمن يشكك فى دور السعودية».

وخاطب القطان رؤساء تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط والجمهورية والمصرى اليوم واليوم السابع والشروق وبعض الكتاب، قائلا: «أنتم لا تعرفون غلاوة مصر عندنا إزاى.. أنا عارف قيمة هذا البلد جيدا، لأننى تعلمت هنا، وعشت هنا، ومن لا يحب مصر وشعبها، حاقد، مصر بلد رئيسى فى المنطقة والعالم كله»، مضيفا «ومن الذى لا يحب مصر؟».

وعن حقيقة زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إلى السعودية، قال القطان إن الرجل ذهب لأداء العمرة، وبلاده لا يمكنها أن تمنع أى شخص من ذلك حتى لو كان مختلفا معها تماما، ثم استقبل الملك فى الأيام الأخيرة من رمضان الكثيرين من ضيوف المملكة الذين أدوا العمرة، ولم يزد الأمر عن مجرد مصافحة باليد، وكل ما نشر غير ذلك ليس صحيحا.

ونفى القطان بصورة قاطعة أن يكون الكاتب جمال خاشقجى أو أى كاتب غيره يمثل وجهة النظر السعودية الرسمية.

وقال إن هناك من كتب أنه سيتم تغييره كسفير فى القاهرة، وهناك من كتب أن المساعدات السعودية لمصر سوف تتوقف، لكن أيا من ذلك لم يحدث.

وبشأن ويكليكس قال القطان إن كل ما نسب إليه فيها إذا ثبت صحتها يعكس حبه وتقديره لمصر.
وقال القطان إن البعض يتحدث عن الوهابية دون أن يعرفها، متسائلا: «أعطونى نصا واحد فى الوهابية يخالف الدين الإسلامى..المشكلة موجودة فى التطبيق ولدى من يدعون تمثيلهم للإسلام».

وكشف القطان عن الدور الجوهرى الذى لعبه الملك عبدالله والأمير سعود الفيصل فى دعم ثورة ٣٠ يونيه، وأن الفيصل ــ رحمه الله ــ قام باستدعائه ليسافر إلى باريس لإعداد مذكرة يتم عرضها على الرئيس الفرنسى لدعم الثورة المصرية «لأن مصر تستاهل».

وحول الأوضاع فى اليمن قال القطان إن أمن قناة السويس يبدأ من باب المندب، والدور المصرى فى استعادة الشرعية مركزى ورئيسى، وأن على عبدالله صالح يتحمل مسئولية الدمار الذى لحق ببلاده، مؤكدا أن السعودية لن تقبل بأن تكون إيران خلفها فى اليمن ولن نترك إيران تعبث فى المنطقة، واليمن خط أحمر، وان الحملة العسكرية سوف تستمر حتى تعود الشرعية، وعندما يحدث ذلك فإن الحوثيين مدعوون للحوار.

وكشف القطان عن أن بلاده ترغب فى علاقات طبيعية مع إيران لأنها دولة مهمة ولها تأثير، لكن بشرط جوهرى هو ألا تتدخل فى شئوننا. وقلنا قبل ذلك:" نرجو ألا تقوم إيران باختيار قوتنا فى اليمن أو فى البحرين"، وللأسف فإن الفكر الإمبراطورى ما يزال مسيطرا على إيران.

وتمنى القطان أن تغير إيران سياستها، لكنه لا يتوقع ذلك، مؤكدا على أن بلاده رحبت بالاتفاق النووى، «وما سيسمح به لإيران سوف نسمح به لأنفسنا».

وتساءل القطان إذا كانت إيران تتدخل فى شئون المنطقة وهى تحت الحصار.. فماذا ستفعل عندما تتدفق عليها ١٥٠ مليار دولار استثمارات ومساعدات من الغرب، خصوصا أنها تسعى فى كل مكان لنشر الفوضى وخلق بيانات موازية للدولة كما فعلت فى لبنان وفى اليمن؟!!

وعن الوضع فى سوريا أكد القطان أنه لا توجد خلافات بين البلدين بشأن الحل، وربما كان هناك فى الماضى خلاف حول سبل الوصول إلى الحل وليس جوهره، والآن صار هناك اتفاق على الوسائل والطريق.

وأكد القطان أن مصر والسعودية تتفقان على الحل السياسى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية ووقف العمليات العسكرية ووقف إبادة الشعب السورى، والحفاظ على المؤسسات، ونفى القطان نفيا قاطعا أى زيارات متبادلة بين المسئولين السوريين والسعوديين، مضيفا :"أجزم بأن الأسد لن يكون له دور فى أى حل مستقبلى"، مؤكدا أن بلاده تدعو إلى العودة إلى مسار «جينيف». وقال القطان إن الجيش السورى عقائدى ويقتل شعبه ولا يهمه إلا أمن النظام، فى حين أن الجيش المصرى حر ووجد ليحمى شعبه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved