أمل جديد لمرضى تضخم عضلة القلب

آخر تحديث: الجمعة 4 أغسطس 2017 - 8:10 م بتوقيت القاهرة

- علماء ينجحون فى إزالة جزء من جين يسبب توريث المرض.. والتجارب تنجح فى 72% من الأجنَّة
نجح علماء أمريكيون وكوريون جنوبيون، وللمرة الأولى، فى تخليص أجنة بشرية من جزء من حامض DNA يسبب توريث مرض قلبى مميت ــ بحسب تقرير نقله موقع (بى.بى.سى) اليوم.

ويفتح هذا الانجاز الباب لامكانية منع توريث عشرات الآلاف من الأمراض من جيل إلى جيل.
وسمح فريق البحث للأجنة بالتطور والنمو لمدة خمسة أيام قبل أن يوقفوا تجربتهم.
وتشير الدراسة التى قام بها هؤلاء العلماء إلى المسار المستقبلى للطب بشكل عام، ولكنها تثير ايضا مخاوف من اخلاقيات هذه البحوث.
وركزت فرق البحث فى جامعة أوريجون للصحة والعلوم ومعهد سالك ومعهد العلوم الأساسية فى كوريا الشمالية على مرض اعتلال عضلة القلب الضخامى، وهو مرض وراثى يتسبب فى تضخم عضلة القلب وفقدانها كفاءتها.
ويعد هذا المرض من الأمراض الشائعة نسبيا إذ يصاب به واحد من كل 500 من البشر ويمكن ان يؤدى إلى توقف القلب عن العمل بشكل مفاجئ.
وقالت الدراسة التى نشرت نتائجها فى نشرة (نيتشر) إن عملية ترميم الجين المسبب للمرض جرت اثناء فترة التلقيح.
حيث حقنت الحيوانات المنوية من رجل مصاب بمرض اعتلال عضلة القلب الضخامى فى بويضات سليمة متبرع بها واستخدمت تقنية Crispr لاصلاح الخلل.
ورغم ان هذه التقنية لم تنجح فى كل الوقت، لكنها نجحت فى 72 فى المئة من الأجنة التى نجت من الاصابة بالتغييرات التى تسبب هذا المرض القلبى الخطير.

منافع أبدية
قال الدكتور شوخرات ميتاليبوف، وهو من أعضاء فريق البحث الأساسيين: «سيستفيد كل جيل من الآن فصاعدا مما عملناه لأننا أزلنا الجين المسبب للمرض من سلالة تلك الأسرة».
وأضاف: «باستخدام هذا الأسلوب الذى ابتكرناه، سيكون بالإمكان خفض عبء هذا المرض من على كاهل الأسر المبتلاة به وفى نهاية المطاف تخليص الإنسانية منه».
ومن الجدير بالذكر أن محاولات عدة جرت سابقا لاستخدام تقنية Crispr لاصلاح العيوب الجينية منها البحوث التى قامت بها فرق فى الصين فى عام 2015 لاصلاح العيوب الجينية التى تسبب أمراض الدم.
ولكن تلك البحوث لم تتمكن من اصلاح جميع الخلايا المبتلاة، ولذا كانت الأجنة التى عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة.
كما أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات فى التسلسل الجينى، ولكن البحث الأخير تمكن من تجاوز هذه العقبات الفنية.
الا أن ذلك لا يعنى أن ما توصل اليه الباحثون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون سيصبح سياقا معتمدا فى القريب العاجل، إذ إنه من الضرورى إجراء العديد من الاختبارات الاضافية قبل أن يتم الاطمئنان إلى سلامته.
كما أن هناك ثمة اسئلة عن جدوى العملية برمتها، خصوصا وأن الأجنة يمكن فحصها لوجود امراض وراثية من خلال عمليات التشخيص الجينى قبل أن تغرس البويضة فى رحم الأم.
وقال الأستاذ روبين لوفل باج من معهد فرانسيس كريك فى بريطانيا: «إن أى طريقة يمكن من خلالها تجنيب توريث الأطفال لهذه الجينات المعيبة يعد أمرا مهما جدا لأسرهم. ولكن من السابق لأوانه الجزم بأن هذا الأسلوب آمن وخالٍ من المحاذير».
وقال الأستاذ دارين غريفن، استاذ علم الوراثة فى جامعة كنت ببريطانيا، «السؤال الأكبر ــ الذى من الممكن أنه سيكون الأكثر خضوعا للنقاش ــ ربما سيكون ما اذا كان علينا التلاعب بالتركيبة الجينية للأجنة الناتجة عن التلقيح الاصطناعى اصلا».
وأضاف: «ليس هذا موضوعا بسيطا بأى حال، وكذلك هناك السؤال الدائر حول ما اذا كان من المقبول اخلاقيا أن نتجنب التدخل لمنع هذه الأمراض عندما تكون فى أيدينا التقنيات التى تتيح لنا ذلك».
ودان الدكتور ديفيد كينج، من جماعة الضغط (Human Genetics Alert) من جانبه البحث الأخير. ووصفت هذه الجماعة البحث بأنه «لا مسئول»، وانه «جزء من السباق لخلق أول طفل معدل جينيا».
أما الدكتور يلدا جمشيدى المختص بالطب الجينى فى جامعة سان جورج بلندن فقال «هذه الدراسة هى الأولى من نوعها التى نجحت وبكفاءة فى اصلاح خلل وراثى فى المراحل الأولى من نمو الجنين من خلال تغيير الجينات. بينما نحن ما زلنا فى المراحل الأولى لفهم الطبيعة المعقدة للأمراض الجينية، فإن تقنية اصلاح الجينات لابد ان تصبح مقبولة عندما تتبين منافعها الحقيقية للمصابين المعنيين وللمجتمع ككل فى نهاية المطاف وعندما تتجاوز منافع هذه التقنيات مخاطرها».
يذكر أن السياق المتبع فى البحث الأخير لا يثير أى مخاوف بشأن امكانية انتاج «أطفال مثاليين» لهم صفات ومميزات لا تتوافر لغيرهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved