مصادر: محاولات مصر الانضمام لـ«بريكس» تعكس استقلالية وشجاعة القرار السياسي

آخر تحديث: الإثنين 4 سبتمبر 2017 - 1:25 م بتوقيت القاهرة

أ.ش.أ

أكدت مصادر مسؤولة، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة "بريكس"، التي تستضيفها الصين حاليًا، تعكس أحد المبادئ الجديدة من مبادئ التحرك المصري على المستوى الدولي، والتي يكرس فيها "السيسي" وضعًا دوليًا جديدًا لمصر يتمثل في إقامة روابط تجمع القاهرة بكل الكيانات المهمة على مستوى العالم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا، كي تصبح مصر جزءًا من النسيج الدولي على مستوى لاعبيه الكبار.

وأكدت المصادر في تصريحات، اليوم الإثنين، أن محاولات مصر للانضمام لتجمع "بريكس"، والتي تم اتخاذ الخطوات المبدئية بخصوصها، تعكس استقلالية وشجاعة القرار السياسي المصري الآن على نحو لم يكن متاحًا منذ سنين مضت حين ضغطت واشنطن على القاهرة لعدم الانضمام لهذه المجموعة الدولية المهمة، والتى تضم "الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا"، وتسهم تلك الدول مجتمعة بنحو 22% من إجمالي الناتج العالمي، واحتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار.

وقالت إن مشاركة "السيسي"، في القمة، تعد خطوة مهمة على طريق انضمام مصر لهذا التجمع الدولي المهم، فيمكن لصانع القرار المصري التفاوض السياسي من واقع مشاركته في التكتلات الاقتصادية العالمية، ما يمنحه قوة تفاوضية، ومن ناحية أخرى إجراء التفاوض الاقتصادي بموجب روابطه وعلاقاته السياسية، وفي ذات الوقت القيام بتحركات دبلوماسية نشطة استنادًا لصلاته الواسعة، إلى جانب تمرير المصالح المصرية وفق شبكة علاقات شديدة التعقيد تربط مصائر دول وتكتلات كبرى بصورة مباشرة بمصر.

وأضافت «أن هذا التحرك المصري يأخذ في حسبانه شكل التجارة العالمية وتطوراتها على مدى الأعوام العشرين المقبلة، والتي ترصدها علوم المستقبليات، على أنها ستشهد سيادة صينية تحل محل الهيمنة الأمريكية على مجريات الاقتصاد والتجارة والثقافة في العالم».

وأوضحت المصادر أنه إذا كانت السنوات المقبلة ستشهد بزوغ نجم الصين المتحللة من "لوازم" و"نطاقات" هيمنة الولايات المتحدة، فإن مصر ربما للمرة الأولى في تاريخها تتحرك على مستوى المصلحة القومية الآنية، وتضع في اعتبارها احتمالات المستقبل وتتصرف على ضوئها، وذلك إدراكًا من صانع القرار المصري لطبيعة مصر التي ينبغى تسليمها للأجيال المقبلة قيادة وشعبًا متمتعة بالحيوية والازدهار، وأيضًا إدراكًا لأي أرض صلبة ينبغى أن يقف عليها هذا الوطن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved