القنطرة في مصر إلى القنيطرة في سوريا.. حلم موشيه ديان الذي أنهاه السادات للأبد

آخر تحديث: الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 9:50 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

يكتمل هذا الشهر مرور 50 عاما على لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية، والحرب التي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل عام 1973، إبان عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

وبدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973، الموافق 10 رمضان 1393 هـ، بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة، وبمساهمات بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

في مذكراته التي جاءت بعنوان "البحث عن الذات"، أرخ الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، ذكريات حرب أكتوبر، فقد تمت طباعة الكتاب لأول مرة فى أبريل عام 1978، وصدرت له طبعة ثانية فى أكتوبر بذات العام، ونشر الكتاب بأكثر من 13 لغة أهمهم الإنجليزية والفرنسية والعبرية واليابانية.

القنطرة فى مصر إلى القنيطرة في سوريا.. حلم موشيه ديان الذي أنهاه السادات للأبد

تحدث السادات في مذكراته عن القنطرة شرق، أول مدينة تم تحريرها في حرب أكتوبر، وهي المدينة المصرية التي تقع على الضفة الشرقية لقناة السويس في شبه جزيرة سيناء على الحدود الشمالية لمحافظة الإسماعيلية، ويربطها جسر السلام بالقنطرة غرب.

يقول السادات: بعد الاتفاق على يوم المعركة 6 أكتوبر مع الرئيس بشار الأسد، كنت أزور جميع وحدات القوات المسلحة لأشرح لهم الموقف السياسي وأقول لهم إن المعركة أصبحت قريبة، وأستطيع أن أقول إنه في يونيو 1967 أي قبل المعركة بحوالي ثلاثة شهور كنت قد أعطيت الأوامر النهائية والإحساس النهائى بالمعركة ولكنني طبعاً لم أفصح عن تاريخها وكان جميع من بالقوات المسلحة فى قمة الانفعال.

وأردف: ففى 5 يونيو 1973 زرت مطار القطامية وهو من مطارات الجبهة واجتمعت بالطيارين، بعد ذلك ذهبت لزيارة الجيش الثانى والثالث ثم توجهت إلى أماكن العبور على خط الدفاع الذي كان يتكون من عدة أهرامات على مسافات متقاربة بين السويس وبور سعيد يرتفع كل منها عشرة أمتار فوق تحصينات إسرائيل ولذلك استطعت أن أرى من فوقها سيناء كما أرى كف يدى.

وتابع: وقفت أمام القنطرة شرق وجاءني القائد المكلف باسترجاع القنطرة وكان فؤاد عزيز وشرح لى العملية، كنت أعتبر أن القنطرة شرق من أهم النقط التي يجب أن نستولي عليها في الساعات الأولى للحرب لأنها تمثل شيئاً هاماً جداً بالنسبة لإسرائيل فهى ثانى مدن سيناء بعد العريش العاصمة.

وأضاف: كان موشيه ديان في غمرة نشوته بنصره سنة 1967 قد خطب في طلبة الجامعات فى إسرائيل، وقال: "لقد تسلمنا الأمانة من الجيل السابق لجيلنا فوصلنا حدود إسرائيل من القنطرة فى مصر إلى القنيطرة فى سوريا وعليكم أنتم الجيل الصاعد أن تحموا هذه الحدود وتوسعوها".

وقال: حديث موشيه ديان كان هذا من الأسباب الأولى التى جعلتى أهتم بالقنطرة، لأن الأمل كان دائماً يراودنى فى أن أرد على ديان وأقول له: وانتهى حلمك إلى الأبد.

وأردف: قبل أن يموت عبد الناصر ذهبت إلى الفريق عبدالمنعم رياض وكان رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة 1967، وقلت له: "لما توضعوا خطة الهجوم اعمل حسابك أنا داخل مع القوات اللى حتروح تسترجع القنطرة شرق".

وأضاف: كل هذه الصور مرت بى وأنا أقف على إحدى مواقع الهجوم وأتطلع إلى القنطرة شرق وهي بين يدى إسرائيل صامتا لا أتفوه بكلمة، كنت فقط أتأمل وأفكر، لم أكن قد رأيت القنطرة منذ سبع سنوات وكنت قد خدمت بها حينما عدت إلى الجيش سنة 1950.

وتابع: مر بي هذا الخاطر فزاد صمتى ولكن مشاعرى كانت تجيش فى صدرى تدهمه وتعذبه وفى نفس الوقت تضيئه بنور الأمل.

واستكمل: قال لي أحمد إسماعيل القائد العام تعليقاً على موقعى أمام القنطرة أثناء عودتنا إلى القاهرة: "يا أفندم أنا لما شفتك ساكت من الرهبة جالي إحساس أنك حتديني أمر ببدء الهجوم فوراً".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved