رميش.. بلدة لبنانية يرفض أهلها مغادرتها رغم الاستهدافات الإسرائيلية

آخر تحديث: الجمعة 4 أكتوبر 2024 - 10:11 م بتوقيت القاهرة

وكالات

للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في لبنان تعرضت، اليوم الجمعة، بلدة رميش الحدودية بقضاء بنت جبيل في محافظة النبطية (جنوب) التي يقطنها سكان مسيحيون، لاستهداف بمسيرة طالت أحد المنازل.

وقبل أيام أنذر الجيش الإسرائيلي سكان أكثر من 40 بلدة حدودية جنوبي لبنان بإخلائها، مهددا أي شخص يتواجد بالقرب من عناصر "حزب الله" ومنشآته ووسائله القتالية بالقصف، ولم تكن رميش ضمنها.

** إنذارات إسرائيلية

الإنذار الأول لمتحدث الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي لسكان القرى الجنوبية، طال بلدات: البياضة، بيوت السياد، الراشيدية، معشوق، البص، شبريحا، طير دبا، البرغلية، مخيم القاسمية، نبي قاسم، برج رحال، العباسية، معركة، عين بعال، محرونة، بافلية، ديركيفا، صريفا، أرزون، دردغيا، ضهر برية جابر، جبل العدس، شحور، برج الشمالي".

في الإنذار الثاني، طال بلدات "الخرايب، وارزي، وزرارية، وعدلون، وأنصارية، ومزرعة دير تقلا، ومزرعة الواسطة، ومزرعة جمجم، وقصيبه، وجبشيت، ونبطية، ومزرعة سيناي، ودوير الشرقية، كفر رمان، ونبطية الفوقا، ومنزلة، وحبوش، والحمصية، وبيصرية، والسكسكية، ولوبية، وكفر تبنيت، وأرنون، وزوطر الشرقية وزوطر الغربية.

أما في الإنذار الثالث، فطال البلدات التالية: حنيه، السماعيه، رشيديه، معشوق، البص، زقوق المفدي، شملايه، شبريحا، البرغليه، مخيم قاسمية، نبي قاسم، جبال البطم، عين بعال، البازورية، طير دبا، مزرعة شدعيت، برج رحال، صربين، بياض، بافلية، ظهر برية جابر، جبل العدس، بستيت، ارزون، شحور، السلطانية، دونين، تولين، تمرية، مجدل سلم، القصير، عدشيت القصير، دير سريان، دير ميماس، قليعة.

وحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن "كل مَن يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر. أي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه".


*إيمان كبير


وقال كاهن رعية رميش الخوري طوني الياس، لوكالة لأناضول، إن "نحو 4 آلاف مقيم من أصل نحو 10 آلاف ما يزالون يقيمون في بلدة رميش الحدودية من العائلات وكبار السن"، لافتا إلى أن "فئة الشباب هي الأكثر الآن".

وأضاف أن سكان البلدة "يحصلون على الاحتياجات الأساسية بمؤازرة الجيش اللبناني واليونيفل (قوات حفظ السلام الأممية في لبنان) الذين يواكبون شاحنات نقل المواد الغذائية أو المازوت إلى البلدة، كما يتابعون احتياجات الأهالي خاصة الأدوية والطحين والمازوت من أجل التدفئة بالشتاء".

وتابع الياس قائلًا: "سنبقى في البلدة وضمانتا هي الإيمان الذي يهز الجبال، وهذا ما جعلنا نصمد منذ عام لليوم (بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر الماضي)، ونحن نقيم الصلوات بشكل دائم".

*رميش محايدة

وحول سبب بقاء رميش خارج لائحة القرى المنذرة من قبل الجانب الإسرائيلي يقول الياس، إن "رميش ليست الوحيدة التي لم تهدد لكن كونها البلدة الأكبر وكون أهلها لم يغادروها فالضوء ألقي عليها أكثر".

ورفض الياس، بشكل قاطع اتهامات من بعض اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي أن بعض أهالي البلدة يعملون لصالح إسرائيل"، مشددا على "أننا لا نقبل هذا الاتهام".

وأردف: "منذ اليوم الأول للحرب لم نترك قريتنا، وكان هدفنا منذ اليوم الأول التمني من عناصر حزب الله عدم إطلاق الصواريخ من قريتنا. استعملنا لغة الحوار، لا سلاح لدينا ولا مقاتلين في قريتنا".

وأوضح الياس، أنه "رغم وجود مقاتلين (من حزب الله) على حدود البلدة، إلا أنها لم تتعرض للقصف بسبب عدم إطلاق الحزب صواريخ من داخلها، فقد سعى الأهالي دوما إلى تحييد أنفسهم عن الصراع، كما أنهم يرفضون كل الاتهامات بحقهم، إنما هم يحبون أرضهم ويريدون الحفاظ عليها".

من جهته، قال الشاب طارق غناطيوس، من رميش: "إننا نعمل كخلية نحل، وقسّمنا عملنا لتأمين احتياجات أهلنا، فالبعض يعمل على تأمين شاحنات المواد الأولية من بيروت بمساعدة الجيش، والبعض الآخر يهتم بالأطفال لتخفيف من خوفهم".

وأضاف: "نسهر ليلا لعدم دخول مسلحين (عناصر حزب الله) للبلدة وإطلاق النار من داخل المنازل وتعريضها للقصف الإسرائيلي وذلك بهدف الحفاظ عليها".

وتابع غناطيوس: "من أول الحرب تعرضت حدود البلدة للضرر وكذلك بعض المنازل الحدودية، ونحن نعاني كثيرا من الرصاص الطائش".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved