سميرة سعيد لـ«الشروق»: حان وقت الحفلات

آخر تحديث: الأربعاء 4 نوفمبر 2015 - 11:12 ص بتوقيت القاهرة

حوار ــ أمجد مصطفى:

• تكريم مهرجان الموسيقى العربية تتويج للمشوار
• حليم علمنى الذكاء.. وفايزة وراء حضورى إلى مصر
• سلوك المجتمع ينعكس على الأغنية.. وأغانى المهرجانات ستأخذ وقتها وتنتهى
• جمهور الاغنية اصبح من الشباب والتطوير ليس على حساب الجودة
عندما تجلس مع الفنانة سميرة سعيد سوف تكتشف من أول لحظة أنك أمام فنانة تشعر بالملل سريعا، ولذلك عليك ألا تستغرق طويلاً فى الحديث عن أمر واحد، يجب ان تتشعب وتتطرق معها لأمور وقضايا كثيرة. وعندما تذهب معها إلى المحطات الفنية، التى مرت بها سوف تكتشف أن تلك المحطات والتغيرات الكثيرة، التى حدثت فى مشوارها ناتج عن هذا الملل، فهى تحاول دائما أن تحلق نحو مناطق غير مأهولة فنيا على الأقل بالنسبة لها لهذا المشوار الطويل تجد فيه اختيارات كثيرة لك كمستمع بين الكلاسيكى، الذى قدمته مع محمد سلطان وبليغ حمدى وجمال سلامة وبين ما قدمه لها بعد ذلك صلاح الشرنوبى ثم مع جيل الشباب.

سميرة تم تكريمها فى مهرجان الموسيقى العربية الـ24، الذى يقام حاليا بدار الأوبرا المصرية، وهو تكريم عن مشوار كبير وحافل، فى هذا الحوار تظرقنا معها لمناطق كثيرة فى حياتها الفنية بدأتها منذ أن كان عمرها 12 عاما، والتقت عبدالحليم حافظ، وكانت هناك صورة شهيرة لها مع العندليب من هنا بدأنا الحوار..

• وماذا عن لقائك بالعندليب الراحل؟
ــ وقتها كنت أغنى فى الإذاعة المغربية، وكنت أقوم بعمل بروفة لأغنية «إنت عمرى» للسيدة أم كلثوم لغنائها فى حفل بالقصر الملكى المغربى، وعند انتهائى منها قابلت العندليب بالصدفة أثناء خروجه من البروفة، والناس من حولى قالوا له: «هى دى سميرة اللى هتشوفها فى الحفلة النهارده»، فتحدث معى باللهجة المغربية، وهو يضحك، ووقتها شعرت بسعادة كبيرة بداخلى لأنى أقف أمام عبدالحليم حافظ، وبعدها قابلته ليلاً فى الحفل الملكى وغنيت أمامه، وبعد انتهائى صفق لى كثيرا، وأعجب بأدائى وقال لمن حوله إن هذه البنت سيكون لها مستقبل كبير، وأقترح عليهم ضرورة سفرى لمصر ودراستى بمعهد «الكونسرفتوار» تحت رعايته، وبعده بسنوات قابلته فى نفس الإذاعة، وكنت أغنى باستعراض مبالغ فيه حتى أظهر إمكاناتى الصوتية، فقال لى: «الأغنية ما تستوعبش كل ده»، وبعدها تقابلنا كثيرا أيضا وزارنى فى منزلى بالمغرب كثيرا.

• وما الذى تعلمتيه من شخصية عبدالحليم حافظ؟
ــ كان دائما يقول لى: «إنتِ أذكى طفلة شوفتها فى حياتى»، ولذلك تعلمت منه ذكاء الفنان، فكنت أراقبه فى كل شىء يفعله، كيف يتعامل مع الناس ويتحدث معهم، ومتى يضحك وكيف يتجاهل من يضايقه، ولكن تعلمت منه على المستوى الفنى أكثر، فكنت ألاحظ أداءه، وهو يغنى وتركيزه العالى فى عمله.

• وكيف كان مجيئك إلى مصر؟
ــ مجيئى إلى مصر كان عن طريق الفنانة الكبيرة الراحلة فايزة أحمد، حيث كنت مع والدى ووالدتى فى رحلة لأداء العمرة عن طريق مصر وذهبت لها إلى منزلها، وقالت لى: «لابد أن تأتى وتعملى فى مصر لأن الدنيا بأكملها هناك، ولابد أن تتعاونى مع الموسيقار محمد سلطان، وبالفعل جئت إلى مصر، وقابلت الموسيقار محمد سلطان، وقدمت معه أغنية «الحب اللى أنا عايشاه»، ولكنها لم تحقق لى شهرة كبيرة فى مصر، ولكنها نجحت فى الدول العربية ودول الخليج.

• بليغ حمدى كان المحطة الثانية فى مصر بعد سلطان؟
ــ بعد أن قدمت أغنية «الحب اللى أنا عايشاه»، وقتها كنت فى سن المراهقة، ولم يكن عندى طاقة للصبر، فقررت السفر إلى المغرب من جديد، خاصة أنى فى هذا الوقت كنت أحيى حفلات كثيرة فى الدول العربية، إلى أن حدثنى الموسيقار الكبير بليغ حمدى، وقدمنى وقتها فى برنامج إنتاج دبى، وهو «جديد فى جديد»، وقدمت معه أغنية «علمناه الحب»، وهى كانت سبب شهرتى فى مصر.

• كانت لكِ محطات فى المغرب قبل حضورك لمصر؟
ــ فى سن التاسعة من عمرى بدأت أتعلم الغناء لأن الموهبة كانت بداخلى، وقابلت ملحنا مغربيا اسمه «نبيل جيران» هو من وضعنى على بداية الطريق، وهو الذى علمنى كيفية الغناء الصحيح، ووقتها كنت أغنى لكوكب الشرق أم كلثوم، واستمررت فى الغناء لها لسنوات حتى جئت مصر، وكان لى شرف مقابلة العديد من العمالقة فى سن الطفولة بالمغرب، مثل «العندليب عبدالحليم حافظ وفايزة أحمد ومحمد سلطان وبليغ حمدى».

• كيف جاءت مشاركتك الأولى فى مهرجان الموسيقى العربية رغم أنكِ كنت ترفضين الحفلات العامة؟
ــ فى الحقيقة منذ سنوات لم أقم بإحياء أى حفل غنائى فى مصر نظرا لعدم استقرار الحالة المزاجية لدى الناس، ولكن صديقتى جيهان مرسى، مدير المهرجان، طرحت على الفكرة ووجدت أن الوقت حاليا مناسب لخوض هذه التجربة، وبالرغم من قلقى الدائم خوض تجارب جديدة لحرصى على ظهورى فى أفضل شكل أمام الجمهور فإنى قررت خوض تجربة، وأتمنى أن أقدم حفلاً ناجحاً ينال إعجاب الجمهور.

• وماذا يمثل لكى التكريم؟
ــ بالطبع سعيدة للغاية، فهو وسام كبير على صدرى وتكريم لمشوارى الفنى، بالإضافة إلى أنى أسترجع من خلاله ذكريات كثيرة، منها طفولتى مع العمالقة وأيام الصبا، وأشكر دار الأوبرا المصرية على اهتمامها، وأتمنى لهم النجاح دائما.

• حدثينا.. عن علاقة سميرة سعيد بالتراث الموسيقى المصرى؟
ــ أنا من عشاق التراث الموسيقى المصرى، فبلادى المغرب تعتبر من أهم البلدان العربية الحاملة العاشقة للتراث الموسيقى المصرى، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، فأنا أعشق أم كلثوم وأغنياتها، وفى المغرب يوجد أشخاص من شدة عشقهم لها يخصصون غرفا كاملة فى منازلهم يوجد بها مشوار أعمالها بالكامل، لدرجة أنى أشعر أنها لو ما زالت على قيد الحياة، وذهبت إلى هناك ستجد أعمالاً لها بعيدة تماما عن ذهنها، فالتراث ليس غريبا عنى، وكثيرا ما أسمعه.

• تعاونت مع العديد من الموسيقيين المبدعين ومنهم ما زال على قيد الحياة مثل الموسيقار محمد سلطان والموسيقار جمال سلامة.. لماذا لم تفكرى فى إعادة التعاون معهم من جديد؟
ــ ربما لأن الشباب يشغل حيزا كبيرا من عقلى، وخلال الوقت الحالى جمهور الأغنية أصبح من الشباب ولذلك فكرهم هو المسيطر على أعمالى.

• لكن عملك معهم ربما يكون على حساب الجودة؟
ــ أشترط فى أعمالى أن تكون على مستوى فنى عالٍ تتناسب مع ما قدمته فى زمن العمالقة، بمعنى أن يكون التطوير ليس على حساب الجودة.

• وماذا عن ألبومك الجديد الذى انتهيتى من تسجيله؟
ــ ألبومى الجديد «عايزه أعيش» بالفعل أصبح جاهزا وسيكون بالأسواق يوم 6 نوفمبر الحالى، والألبوم يحمل «تيمات»، وأشكالاً متنوعة من الموسيقى ففيه الأغانى الكلاسيكية والخفيفة و«المطرقعة»، وهذا التنوع سببه أننى أحرص دائما على أن أقدم للجمهور أعمالاً مختلفة، والألبوم سيضم 12 أغنية من أصل 23 أغنية انتهيت من تسجيلها، وكان من المفترض أن أقوم بطرح 15 أغنية فى الألبوم، ولكن إجراءات الرقابة والروتين، جعلتنى اضطر لتقليل عدد الأغانى.

• لماذا لم تقدمى أغانى من الألبوم فى حفل مهرجان الموسيقى العربية؟
ــ لأن أغانى الألبوم معظمها شبابية ولا تتناسب مع طبيعة المهرجان، ولذلك قررت عدم تقديم أى منها فى الحفل حتى لا أكون محل نقد.

• معنى ذلك أنك تتوقعين أن يكون ألبومك الجميل محل نقد من الجمهور؟
ــ ضاحكة: «بطبيعتى دايما قلقانة»، ولكن ما أقصده أن أغانى الألبوم لا تتناسب مع طبيعة المهرجان، فجمهور الموسيقى العربية دائما ما يطلب أغانى كلاسيكية قوية، لأنه يذهب إلى الأوبرا من أجل الاستماع لطرب حقيقى.

• تتعاونين فى الألبوم مع فريق عمل أغلبه لأول مرة؟
ــ الأهم بالنسبة لى الجودة، وليس الأسماء التى أتعاون معها، فكثير أجد أعمالاً جديدة على مستوى اللحن والكلام والتوزيع والعمل مع الشباب غير المعروف أفضل من أن أقدم عملاً لاسم كبير ومعروف لا أشعر بانجذاب نحوه، وكما ذكرت الشباب دائما لديهم أفكار متطورة ويريدون إثبات ذاتهم من خلال عملهم.

• ولكن غياب 7 سنوات فترة طويلة؟
ــ فى الحقيقة ظروف المجتمع وقيام ثورات الربيع العربى كان شيئا مقلقا للغاية بالنسبة لى فقررت الابتعاد والهدوء لحين وضوح الرؤية وأيضا لأن الأعمال التى طرحت وقتها لم تحظَ باهتمام جيد، نظرا لانشغال الناس بالوضع السياسى، وهذا أمر طبيعى فى ظل المرحلة الماضية.

• وكيف تنظرين لأزمة سوق الكاسيت؟
ــ المنتجون ضحية ومن المستحيل أن يقدموا أى إنتاج، وهم معرضون للخسارة، ولذلك من الطبيعى أن يتوقفوا عن الإنتاج، وفى الحقيقة هناك عدة أسباب ساعدت على تضخم الأزمة، مثل اضطراب الوضع السياسى بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية التى تفقد أى ألبوم بريقه، فألبومى الجديد يحتوى على 12 أغنية، جميعها ستكون على المواقع الإلكترونية بمجرد طرح الألبوم فى الأسواق، وهذا يتسبب لنا كمطربين فى إحباط، وأتمنى أن نجد الحل.

• هل تعتقدين أن سلوك المجتمع ينعكس على الأغنية.. وهذا ما وجدناه فى أغانى المهرجانات؟
ــ بالطبع سلوك المجتمع ينعكس على الأغنية.. ولكن بالنسبة لأغانى المهرجانات فهى موجودة، لأن الزمن تغير، وهناك فئة كبيرة من الجمهور يفضلون هذا النوع من الأغانى، فماذا نستطيع أن نفعل؟ فهى موضة ستأخذ وقتها وتنتهى.

• مهرجان موازين من أنجح مهرجانات الأغنية فى العالم العربى.. من وجهة نظرك ما سبب نجاحه؟
ــ لأنه يلقى دعما من الدولة بالإضافة إلى دعم الشركات أيضا، لأنهم يعلمون جيدا أن هذا مهم للبلد، وسيعود على الجميع فى النهاية، فهم يهتمون بالظهور الفنى كثيرا فى المغرب وضرورة الظهور اللائق أيضا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved