المخرج أحمد رشوان: السينما المستقلة كانت أنسب طريقة لخروج «قابل للكسر» إلى النور

آخر تحديث: الأحد 6 يناير 2019 - 12:25 م بتوقيت القاهرة

منة عصام

حنان مطاوع ممثلة نادرة وشاركت بأجرها فى الفيلم
الأفلام الروائية ليست أرقى من التسجيلية.. وآخر أعمالى «خان المعلم» عن علاقتى بمحمد خان


بعد غياب 10 سنوات عن الشاشة الكبيرة واكتفائه بالأفلام التسجيلية، قرر المخرج أحمد رشوان تقديم تجربته الروائية الطويلة الثانية بفيلم «قابل للكسر» والذى انتهى من تصويره، ويعمل حاليا على مراحل المونتاج والمكساج، وعن اختيار قابل للكسر ليكون ثانى تجربة روائية طويلة بعد فيلم «بصرة»، علل المخرج أحمد رشوان السبب بقوله: «بعد بصرة كان هناك أكثر من مشروع بعضها تمت كتابته بالفعل وتحدثنا فعليا فى الإنتاج وتمت ترشيحات لفنانين، ولكن تعطلت الأمور جدا بسبب قيام الثورة وقتها، فضلا عن تراجع الاقتصاد لحد كبير وكانت الأوضاع غير مستقرة، وبالتالى تراجع الممولين، وفى ذات الوقت كنت وقتها مهموما ومشغولا بفكرة توثيق الثورة، حيث قدمت عدة أعمال تسجيلية ووثائقية لعل أبرزها مولود فى 25 يناير وجزيرة الأقباط، وبعض هذه الأفلام عرض فى قنوات وبعضها سافر لعدة مهرجانات وحصد جوائز، وبالتزامن مع هذا كنت أكتب عدة مشاريع روائية طويلة وأحاول بكل الطرق إخراجها للنور، والحمد لله فى النهاية الأمور تماشت مع فيلم قابل للكسر الذى يعتبر واحدا من 5 مشاريع تقريبا جاهزة ومستعدة للخروج إلى النور».

وأضاف «الأفلام التسجيلية تكون إمكانيات تنفيذها أسهل كثيرا ولا يحتاج لميزانيات ضخمة، فمتطلباتها الإنتاجية أقل، فمثلا الفيلم التسجيلي لا يعتمد على ممثلين بل على أشخاص حقيقيين عبارة عن مقابلات معهم، كما أنه لا يوجد أماكن تصوير بل نذهب لهؤلاء الأشخاص غالبا فى أماكنهم، ولا توجد اكسسوارات ولا ملابس، وكل هذا يعتبر طبعا توفيرا كبيرا للنفقات، لأن هذه التفاصيل الكثيرة يتم رصد ميزانيات لها، وهى من أساسيات الأفلام الروائية، ولكن فى النهاية أنا كمخرج أميل أكثر للأفلام التسجيلية وأحبها، فقد قدمت 25 فيلما تسجيليا كان آخرها خان المعلم الذي يدور عن علاقتى بالمخرج الراحل محمد خان، وأنا أجد أن الافلام التسجيلية مهمة، والروائية لا تعتبر أرقى منها، ولكن كل ما فى الأمر أن هناك اختلافات كبيرة بين النوعين وهناك موضوعات تصلح لهذا وموضوعات تصلح لذاك».

وانتقل رشوان للحديث عن تفاصيل فيلم «قابل للكسر»، حيث قال «هو فيلم تدور أحداثه فى 4 أيام فقط فى حياة سيدة قبيل هجرتها إلى كندا للحاق بأهلها، ومن هنا نشاهد ما الذى ستفعله فى تلك الأربعة أيام، والتى يمكن أن تكون الأخيرة لها فى عمرها ببلدها قبل هجرتها ومعيشتها فى بلد آخر».

وحول أسباب اختيار حنان مطاوع لعمل دور البطولة، أكد رشوان قائلا «تجمعنى صداقة بحنان مطاوع منذ بداياتها التمثيلية، حتى أنه عملنا مع بعض فيلما قصيرا فى البداية، وكنا نتقابل فى مناسبات وتجمعنا أحاديث كثيرة عن أعمال سويا، ولكن لم نستقر وقتها على موضوع معين، وعندما وجدت الموضوع المناسب لها حدثتها وتحمست للسيناريو وقررت قبوله، وهنا أود القول عن أمر مهم وهو أن حنان مطاوع شريكة فى الإنتاج بأجرها هى وأغلب المشاركين الأساسيين فى الفيلم، وهذا بالطبع يعنى أنها متحمسة للتجربة وتحبها وترغب فى إخراجها للنور، ولم يتوقف حماس حنان مطاوع عند هذا الحد ولكنها كانت تشع بالإيجابية فى كل شىء لدرجة أنها اختارت الملابس مع الستايلست وغيرها من الأمور الأخرى، وهى بحق ممثلة تعتبر حالة نادرة».

وعن إنتاج الفيلم على نفقته الشخصية، قال أحمد رشوان «ياما دقت على الرأس طبول»، وأضاف «أنا لست صغيرا ولى باع طويل فى سوق السينما، وأعلم تماما طبيعة السوق ودورة الإنتاج، وأى منتج لا يتحمس مباشرة ولكنه يأخذ وقتا فى القراءة ثم يكون قراره إذا ما كان سينتجه أم لا، وبالتالى هى دورة ستأخذ وقتا طويلا، ولذلك فكرت أن أنتجه على نفقتى وأكون حرا فى كل مراحل الفيلم، وبالمناسبة هى تركيبة موجودة فى السوق ولم اخترعها وقدمت مثلها من قبل 10 سنوات، وغيرى أيضا مثل إبراهيم البطوط وأحمد عبدالله ومحمد حفظى وهالة لطفى ومحمد حماد، فالسينما المستقلة ليست اختراعى ولكنها أنسب طريقة لإنتاج هذه النوعية من الأعمال السينمائية، وهذه النوعية تقوم على ميزانيات قليلة لحد كبير ومشاركة الأبطال فى الإنتاج كما فعلت حنان مطاوع وخالد خطاب وسامح عواض، فضلا عن آخرين شاركوا بمعدات»، وأضاف «وبالتالى فهذه النوعية السينمائية هى الأنسب عند المرور بأزمة ما، ونضطر لها، ولكنه اضطرار بحب، كما أنها تجعلنا أحرارا فى عمل ما نشاء بعيدا عن سطوة أى منتج وتدخلاته، وأحب أعمل أفلامى بالطريقة التى أحبها وتعبر عنى وعن أفكارى، وهذا الفيلم كذلك، وهناك أمر إيجابى بالنسبة لى فى هذا المشروع وهو أن مجموعة كبيرة ممن درسوا معى فى ورشة دريم برودكشن شاركوا فى هذا الفيلم بالتمثيل أمام الكاميرا، وكنت حريصا على إشراكهم لأنهم يستحقون، وقد كانوا على قدر كبير من المسئولية».

أما عن التوزيع وما قد يواجهه من مشكلات فى «قابل للكسر»، قال أحمد رشوان إنه بالفعل قد يواجه مشكلات فى هذا الأمر «أعلم هذا جيدا، ولكن بصراحة لا أحب استباق الوقت واعمل على كل مرحلة على حدة، فالتصوير انتهى بعد 22 يوما فقط لدرجة أن البعض اندهش جدا، وأنا أتوقع أن الفيلم سيتم توزيعه جيدا سواء داخل مصر أو خارج مصر وأيضا للفضائيات، واعتقد أنه سيتم عرضه فى عدة مهرجانات بل وأتوقع له الجوائز أيضا، ولكن فى النهاية ما يطمئننى أن كل واحد فى هذا العمل بذل مجهودا كبيرا، والمجهود فى الآخر لا يضيع، ولا أنكر أن بعض الموزعين طلبوا أن يشاهدوا أجزاء منه ولكنها مراحل مازالت مبدئية وخصوصا أنى مازلت أعمل على المونتاج».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved