السنغال على صفيح ساخن بعد قرار ماكي سال.. هل تنضم إلى أقرانها في موجة الانقلابات؟

آخر تحديث: الإثنين 5 فبراير 2024 - 5:25 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس السنغالي، ماكي سال، السبت الماضي، تأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 25 فبراير الجاري إلى أجل غير مسمى.. فما خلف الكواليس قرار قد يدفعه إلى تمديد ولايته إلى أجل غير مسمى؟

هذا السؤال طرحت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، مشيرة إلى أنه: في 26 يناير الماضي، جمع الرئيس السنغالي جميع قادة ائتلافه في القصر الرئاسي، وفي اليوم السابق، مهد مكتب الجمعية الوطنية الطريق لإنشاء لجنة تحقيق في العملية الانتخابية.

ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن كلمة "تأجيل" كانت تتردد على شفاه الجميع، لكن الرئيس السنغالي كان يصر، أن الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير ستجرى في موعدها المحدد".. فماذا حدث؟.

ونقلت المجلة الفرنسية عن مصدر مقرب من ماكي سال، قوله: "أراد الرئيس السنغالي أن يعرف كيف تمكن المجلس الدستوري من المصادقة على ترشيح باسيرو ديوماي فاي (مرشح باستيف) وإبطال ترشيح كريم واد نجل الرئيس السنغالي الأسبق".

هل تمكن ماكي سال من إخفاء نواياه؟ أم أنه تردد حتى النهاية في اتخاذ الخطوة؟، رداً على تلك الأسئلة، قالت المجلة الفرنسية، إنه يشاع في محيط الرئيس السنغالي منذ عدة أيام أن التأجيل أصبح ساري أمر ضروري.

وفي الثالث من فبراير، عشية بدء الحملة الانتخابية، أكد ماكي سال أن السنغاليين لن يصوتوا في الخامس والعشرين من فبراير، سيناريو غير مسبوق في بلد لم يتخلف عن هذا الاستحقاق الإنتخابي منذ استقلاله عام 1960، كما لم تشهد يوماً أي انقلاب.

أزمة سياسية غير مسبوقة

وينص مشروع قانون تأجيل الانتخابات، الذي تقدمت به المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي السنغالي (حزب كريم واد)، على أنه يمكنه البقاء في السلطة حتى 25 أغسطس 2024.

وأوضحت المجلة الفرنسية أن هذا التمديد من شأنه أن يمدد الولاية لعدة أشهر، مشيرة إلى أن هذا السيناريو سيغرق البلاد في أزمة سياسية غير مسبوقة.

من جهته، قال رئيس حزب "جمهورية القيم"، ثيرنو الحسن سال، إن ولاية ماكي سال، تنتهي رسمياً في 2 أبريل، ولا يمكن لأي شخص تمديدها، موضحاً أنه بعد انقلاب إبراهيم تراوري في بوركينا فاسو أو العقيد عاصمي جويتا في مالي، فإنه بذلك التمديد، فإن ماكي سال إلى عشيرة الانقلابيين.

وأضاف أنه سيصوت ضد تأجيل الانتخابات، وهو التأجيل الذي سيسمح لماكي سال بالبقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته.

ويعرف ثيرنو الحسن سال، على أنه الخصم رئيس الدولة جيدًا، إذ أسس معه الحزب الرئاسي التحالف من أجل الجمهورية وكان وزيرًا للبنية التحتية من 2012 إلى 2014، ثم للطاقة من 2015. ومن المقرر إقالته في 2017 وسط خلافات مع ماكي سال حول الاتفاق المبرم بين الحكومة ومجموعة توتال الفرنسية.

في المقابل، فإن قادة المعارضة السنغالية يدعون الشعب إلى التعبئة ضد التأجيل، ولكن سرعان ما فرقت الشرطة المظاهرة بعد اشتباكات عنيفة، كما تم اعتقال عدد من المعارضين يوم الأحد وقطعت الإشارة التلفزيونية، والانترنت عن السنغال.

واعتقلت السلطات العديد من القادة السياسيين، بمن فيهم المرشح أنتا بابكر نجوم ورئيسة الوزراء السابقة أميناتا توري.

وفي الصباح، تمركزت عربات الشرطة في كافة النقاط الاستراتيجية بالعاصمة وأمام منازل بعض المعارضين.

كما تم استدعاء النواب يوم الاثنين، في الساعة 11 صباحًا للتصويت على تأجيل الانتخابات - وهو التصويت الذي يبدو أنه قد تم تحديده مسبقًا، حيث فاز ماكي سال والحزب الديمقراطي الاشتراكي بالأغلبية في البرلمان.

أسباب التأجيل

وبالنسبة لأسباب قرار ماكي سال، بتأجيل الإنتخابات، فقد أشارت المجلة الفرنسية إلى أنه في 3 يوليو 2023، وضع ماكي سال حدا لحالة من التشويق التي أبقت بلاده في حالة من الترقب لعدة أشهر، وأعلن أنه لن يسعى لولاية ثالثة.

أما عن محيطيه فيأملون في بقائه في السلطة، وأقنعوه بالتأجيل حتى يتمكنوا من التحضير لعملية انتقالية وتعيين الوريث المناسب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved