المصالحة بين مصر وتركيا.. حلم سعودي لمواجهة إيران وتصحيح أخطاء الملك عبدالله
آخر تحديث: الخميس 5 مارس 2015 - 3:15 م بتوقيت القاهرة
كتب – مصطفى ندا
التحرك السياسي النشط للمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزير، وصفه البعض بالمرحلة الجديدة لسياسات المملكة في التعاطي مع الأحداث المهمة التي يشهدها العالم العربي ومحاولة مواجهة المد الشيعي الذي تحاول إيران بسطه على شبه الجزيرة العربية بعد أن سطرت من وراء ستار على أربع عواصم عربية «بيروت، بغداد، دمشق، صنعاء».
الأيام الماضية استقبلت المملكة عددا من زعماء الدول العربية والإسلامية وكانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي أبرز تلك الزيارت نظرا لحالة التواتر بين أنقرة والقاهرة عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.. «الشروق» حاولت تحليل التحرك السعودي بين البلدين باستطلاع آراء عدد من المحللين السياسيين المختصين بالشأن التركي والمصري.
تحركات سلمان نابعة من خطر حصار إيران للمملكة
الدكتور نشأت الديهي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن التركي، اعتبر المحاولات الحثيثة من جانب المملكة العربية السعودية للم الشمل الدول المحورية في إقليم الشرق الأوسط ولا سيما مصر وتركيا من أجل تكوين تحالف قوي لرأب المخاطر التي تهدد المنطقة، سواء من قبل ما يعرف بتنظيم «داعش»، أو تجنبا للجماعات المتشددة والمنتشرة على حدودها المتاخمة مع اليمن.
البديهي رأى أن التحركات الدولية التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نابعة من الضغوط الكبيرة على خادم الحرمين الشريفين لأنه يقرأ المشهد السياسي وفقا لمعطيات التصنيف "السني والشيعي"، وبالتالي هو يشعر بخطورة الموقف لإدراكه بأنه محاصر من إيران وكذلك جماعة الحوثيين الشيعية باليمن من الشمال وكذلك سوريا والعراق في الجنوب وما يمثل الأمر من التهديد الداعشي.
«مصداقية» أردغان حجر عثرة في محاولات الصلح
ويواصل الدكتور نشأت الديهي حديث قائلا: "إن الملك سلمان يسعى للتقرب من تركيا لعلمه بأنها من أكثر الدول المناوئة لتوسعات إيران وأطماعها في الإقليم، وبالتالي يريد تقريب العلاقات المصرية التركية لتشكيل تحالف ثنائي قوي بين مصر وتركيا بجانب السعودية يهدد النفوذ الإيراني في المنطقة فضلا عن الرغبة في الحفاظ على الأمن القومي السعودي، لكن المحاولة باءت بالفشل".
وأودع أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن التركي سببين لفشل محاولات العالهل السعودي للتقريب بين القاهرة وأنقرة، أولهما انشغال الرئيس التركي في التحضير للانتخابات البرلمانية وعدم استعداده للطعن في مصداقيته بعد أن أصبح واضحا أمام شعبه بدعم حكم الإخوان في مصر وفقا لمرجعيته الإسلامية.
وتابع: "وثايهما أن أردوغان دائما ما يتحدث من وجهة نظره التي تدعم الإخوان عندما يتطرق إلى علاقاته مع مصر ولا ينظر مطلقا لوجهة نظر الشعب المصري الذي سأم من الإخوان وأطاح بهم من السلطة في 30 يونيو لعام 2013 وتداعيات الأمر بعد وضع خارطة الطريق بالشراكة مع القوى الوطنية والقوات المسلحة المصرية".
وختم الدكتور نشأت الديهي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن التركي حديثه بتوقع تغير الموقف بعض الشىء في العلاقات المصرية التركية بعد مرور الانتخابات البرلمانية التركية بسلام واطمئنان أردوغان على الموقف الداخلي في دولته ومن ثم تبدأ مفاوضات الصلح مع مصر برعاية المملكة العربية السعودية، لافتا إلى تزامن لقاء كلا من السيسي وأردوغان بسلمان لم يكن وليد الصدفة".
سلمان يتدارك أخطاء الراحل عبدالله
أما مصطفى زهران، الباحث والمتخصص في شئون العلاقات المصرية التركية، فعدد الأخطار التي يشاهدها القطر العربي بدءا من إشكالية التمدد الإيراني والدفع بأنصار الله والحوثيين في اليمن وحزب الوفاق البحريني وكذلك لتواجد العسكري للحرس الثوري الإيراني في سوريا والخطر الداعشي عبر ولايته التي أصبحت أمر واقعا وحتميا فضلا عن محاصرة الإسلام السياسي في مصر الذي أدى إلى ارتباك المشهد لدى القيادات السعودية.
زهران قال: "إن الملك سلمان بن عبد العزيز يريد أن يتدارك السياسة الخاطئة من وجهة نظره للمك الراحل عبد الله بن عبد العزيز والذي سعى للتقرب من مصر على حساب العلاقات التركية السعودية لذلك يسعى إلى وجود تحالفات سنية جانبية لمواجهة التيار الراديكالي الشيعي في إيران وكذلك الخطر الداعشي على حدوده الممتدة مع سوريا والعراق".
هواجس السعودية من مصر
وأوضح الباحث في الشئون التركية أن الملك سلمان بن عبد العزيز يحاول الخروج من النفق المظلم والأسراع للخروج من الازمة مستغلا علاقاته الوطيدة مع الجانب التركي ورجب طيب أردوغان منذ أن تولى ملف أنقرة في 2013 وتصنيف العاهل السعودي داخل الإطار الإسلامي التقليدي البعيد عن الوهابي والبعيد عن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله وهو ما بدى واضحا من خلال الإفراج عن بعض الرموز السلفية المحتجزة داخل السجون السعودية وكذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بان لا يوجد مشكلة مع الإخوان.
ويرى زهران بأن المملكة العربية السعودية لديها هواجس حقيقة من مصر لشعورها بأن مصر ليس لديها بوصلة أو هناك رؤية ضبابية فيما يتعلق بموقف القيادات السياسية في مصر بشأن التحالف التركي السعودي وإمكانية الانضمام إليه فضلا عن بعض المعوقات التي تواجه صانعي القرار في مصر بشأن التعامل مع السعودية تحت مظلة الملك سلمان أو التعامل مع تركيا تحت مظلة أردوغان.
التقارب المصري الروسي خطر يهدد السعودية
وتابع: "فضلا عن هواجس السعودية من وجود التقارب المصري الروسي والعلاقات الجيدة مع بوتين التي من شأنها أن تكون تحالف مصري روسي يعضد من النفوذ الايراني في المنطقة كذلك يدعم الحوثيين في اليمن وبالتالي هي تريد أن تتجنب ذلك من خلال ىالمباحثات التي تمت في الرياض مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة سواء من مصر أو تركيا".
وختم الباحث في الشئون التركية حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تحدد مصر موقفها تجاه التحالف التركي السعودي وأن تنضم إليه فضلا عن مشروع الدفاع العربي المشترك لتحجيم النفوذ الإيراني الذي يهدد من صالح الخليج والتي تتسق مع المصالح المصرية ودعم السعودية والامارات لمصر بعد 30 يونيو خاصة أون الولايات المتحدة الأمريكية تضفي الشرعية على هذا التحالف السني.