زعيمة الخضر في البرلمان الأوروبي تتحدى سعي رئيسة المفوضية الأوروبية للفوز بولاية ثانية

آخر تحديث: الثلاثاء 5 مارس 2024 - 10:30 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ - إي إن آر

قالت زعيمة الخضر في البرلمان الأوروبي، تيري رينتكه، إنها لن تنتخب رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية أورسولا فون دير لاين لولاية ثانية في المنصب دون أن تقدم الأخيرة التزامات مكتوبة بشأن سياسة المناخ الأوروبية.

وقالت رينتكه في مقابلة مع "غرفة الأخبار الأوروبية" (إي إن آر) في ستراسبورج بفرنسا: "أود أن أشهد الأمور مدونة على الورق قبل أن أصوت على نحو معين".

وتسعى فون دير لاين إلى ولاية ثانية في منصب رئيسة المفوضية الأوروبية ولتحقيق ذلك، هي بحاجة إلى دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ثم أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي.

يشار إلى أن انتخابات البرلمان الأوروبي مقررة في يونيو المقبل.

وربما تكون الألمانية فون دير لاين بحاجة لأصوات نواب الخضر، من أمثال رينتكه.

ونالت رئيسة المفوضية، التي تنتمي لأكبر مجموعة سياسية في الاتحاد الأوروبي (حزب الشعب الأوروبي- يمين وسط) – المنصب بهامش ضئيل في عام 2019. وسوف تواجه برلمانا جديدا ومختلفا هذا العام حال رشحتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للمنصب مرة أخرى.

وأعربت رينتكه، وهي ألمانية أيضا، عن اعتقادها أن فون دير لاين تشعر بالضغط، لا سيما داخل حزب الشعب الأوروبي، وقالت إن ذلك "له تأثير واسع بالفعل"، خاصة في مجال البيئة.

وتريد زعيمة الخضر أن تصبح أجندة الاتحاد الأوروبي في مجال البيئة والمناخ أكثر قوة، وليس "التراجع عنها"، وقالت إنها تريد من فون دير لاين أن تلتزم على نحو خاص "بالاستثمار في البنية التحتية، والابتكار، وفي التحول الأخضر للشركات.. هذا أمر أساسي بالنسبة لنا.. إضافة إلى أن تكون عملية الانتقال عادلة على المستوى الاجتماعي، بشكل واضح."

ومن المقرر أن تكون رينتكه المرشح الرئيسي للخضر في انتخابات يونيو. ومن حيث المبدأ، يجعلها ذلك خيار المجموعة لرئاسة المفوضية الأوروبية. ولكن، كما هو الحال مع جميع المرشحين الرئيسيين من المجموعات السياسية الأخرى، ليس من المرجح إطلاقا أن ينال البرلمان فرصة التصويت لصالحها، حيث إن الدول الأعضاء تختار "مرشحا وحيدا"، خلف الأبواب المغلقة.

ورغم ذلك، فإن البرلمان الأوروبي في وضع يسمح له بعرقلة تعيين المرشح الذي تختاره الدول الأعضاء. ولم يحدث هذا من قبل، ولكن فوز فون دير لاين بهامش ضئيل في 2019- مع وجود شبح صعود الشعبوية في انتخابات هذا العام- يعني أن نيل رئيسة المفوضية الحالية فترة ثانية ليس أمر محسوما.

• الحديث عن مخاطر صعود اليمين المتطرف "نبوءة قد تتحقق من ذاتها"

وقالت رينتكه إن نجاح الخضر في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة من شأنه أن "يعزز النتيجة القوية التي تحققت في عام 2019، مع إضافة مجموعة أكثر تنوعا من الناحية الجغرافية"، مضيفة أن ذلك يعني الفوز بمزيد من المقاعد في جنوب وشرق أوروبا، بعيدا عن المراعي الخضراء للكتلة في شمال وغرب القارة.

ومع ذلك، تتوقع استطلاعات الرأي تراجعا حادا في مقاعد أحزاب الخضر بأنحاء الاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه أن يجعل الخضر سادس أكبر قوة داخل البرلمان الأوروبي.

وربما تستطيع المجموعة تعزيز نفسها إلى حد ما عبر دعوة الوافدين الجدد، الذين لا ينتسبون إليها، للانضمام إلى صفوفها. وعلى سبيل المثال، يجري الخضر محادثات مع أعضاء الائتلاف اليساري الإسباني (سومار) في هذا الشأن، بحسب ما كشفته رينتكه لغرفة الأخبار الأوروبية.

وقالت رينتكه إن الخضر سوف يشنون حملة ضد التقشف- "خاصة في جنوب أوروبا"- وأيضا من أجل تعزيز الاستثمارات الخضراء.

كما أظهرت الاستطلاعات أن "كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" قد تحقق مكاسب رئيسية، وهي مجموعة أكثر تحفظا من حزب الشعب الأوروبي، وأكثر تشككا في سياسات الاتحاد الأوروبي الحالية للمناخ.

وأعربت رينتكه عن مخاوف من تشكيل ائتلاف بين كتلتي حزب الشعب الأوروبي والمحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، مما قد يشكل "خطرا واضحا للغاية للتراجع عن إنجازات المجلس التشريعي، أو على الأقل، تعليقها، دون الاستمرار فيها".

ولكن نتائج استطلاعات الرأي التي أثارت القلق في بروكسل هي تلك التي أشارت إلى صعود اليمين المتطرف.

وأوضحت رينتكه: "اعتقد أن هناك بالتأكيد تهديدا من صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلة"، ولكنها حذرت في نفس الوقت من الاستسلام ومن أن "النبوءة قد تتحقق من ذاتها".

• احتجاجات مزارعي أوروبا

وترى زعيمة الخضر أن احتجاجات المزارعين الأخيرة في أنحاء القارة تتطلب منا "أن ننصت إليهم، وأن نحاول إيجاد إجابات"، ولكنها أصرت في نفس الوقت على أن مشكلات المزارعين ليست نتيجة لـ"الصفقة الخضراء الأوروبية" (الاسم الذي يطلق على أجندة المناخ واسعة النطاق الخاصة بالاتحاد الأوروبي).

ويقول الخضر إن المفوضية الأوروبية اضطرت إلى إغلاق ثلث المزارع في أوروبا على مدار السنوات الـ15 الماضية، قبل فترة طويلة من ظهور "الصفقة الخضراء". وتقول رينتكه: "على المرء أن يتبين ما هي مشكلة السياسة الزراعية الأوروبية."

وأوضحت رينتكه أن حركة المزارعين تشمل مجموعات مختلفة للغاية، حيث "دفع اليمين المتطرف بعض المزارعين إلى التطرف، وقوض البعض الآخر". وأشارت زعيمة الخضر، رغم ذلك، إلى وجود مشكلات حقيقية يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتعامل معها.

وأوضحت رينتكه أن الخضر يريدون، على سبيل المثال، توزيع الدعم الزراعي في الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر توازناً، مضيفة: "في الوقت الحالي، يذهب 80%من الدعم لنحو 20% فقط من المزارعين ."

كما يريد الخضر تغيير "الوضع المستحيل"، حيث يجبر كبار الموزعين وسلاسل المتاجر الكبرى المزارعين على تطبيق أسعار منخفضة للغاية.

وأوضحت رينتكه: "علينا أن نبحث في كيفية تغيير هذه الهياكل حتى يتمكن المزارعون من تحقيق معيشة مستدامة"، ولكن كي تكون الزراعة قابلة للحياة من الناحية الاقتصادية، يتعين أن يقترن ذلك بـ"إجراءات تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي والمناخ".

وفي الختام، أكدت زعيمة الخضر الأوروبيين أن "كل هذا ممكن، ولكن علينا تعديل السياسة الزراعية على المستوى الأوروبي.. من أجل هدف رفع الضغط عن المزارعين، لتحقيق النمو، أو وقف أعمالهم".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved