بعد تزايد الإصابات.. حملات مكثفة على محلات بيع الألعاب النارية في قنا

آخر تحديث: الأربعاء 5 مارس 2025 - 10:39 ص بتوقيت القاهرة

حمادة عاشور

شهدت محافظة قنا خلال الأيام الماضية تزايدا في الإصابات الناتجة عن استخدام الأطفال للألعاب النارية" الصواريخ والمفرقعات"، ما أدى إلى وقوع مشاجرات بين الأهالي، وسط مطالبات بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق للحد من بيع هذه الألعاب التي تحولت إلى مصدر تهديد حقيقي لحياة المواطنين.

ورصدت "الشروق" استقبال عدد من المستشفيات في قنا لحالات إصابة خطيرة بسبب المفرقعات والصواريخ، وأوضح طبيب استقبال بمستشفى قنا العام، رفض ذكر اسمه، أن المستشفى استقبل حالات تعاني من حروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وجروح قطعية، فضلا عن فقدان أحد الأطفال لإحدى عينيه بسبب انفجار صاروخ ناري في وجهه.

وأضاف أن نسبة كبيرة من المصابين هم أطفال دون العاشرة من العمر، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات المعنية لتحذير من خطورة هذه الألعابالنارية.

لم تقتصر خطورة هذه الألعاب على الإصابات فقط، بل امتدت إلى اندلاع مشاجرات عنيفة بين الأهالي، خصوصا مع استمرار إطلاقها في أوقات متأخرة من الليل، وكانت آخر هذه المشاجرات قد شهدتها قرية جزيرة دندرة، حيث لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون إثر مشاجرة بين عائلتين بسبب استخدام الأطفال للألعاب النارية "الصواريخ"، ما أدى إلى تفاقم الخلافات وتحولها إلى مواجهة دامية.

وأكد بعض المواطنين أن انتشار هذه الألعاب يفرض أجواء من الفوضى والخوف، حيث يتسبب دوي صوتها في إزعاج كبار السن والمرضى، كما أن بعض الأطفال يلقونها على المارة أثناء السير في الشوارع، ما قد يؤدي إلى وقوع مشاجرات وإصابات.

وحذر الدكتور محمود عويس عضو مجلس نقابة أطباء قنا، في تصريحات لـ"الشروق" من تزايد انتشار الألعاب النارية، خصوصا الصواريخ التي يستخدمها الأطفال بشكل عشوائي، ومخاطرها الصحية والجسدية الخطيرة التي قد تنتج عنها، فهذه الألعاب ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تمثل تهديدا حقيقيا لسلامة الأطفال والمجتمع بأسره.

وأضاف عويس، أن هذه الألعاب تؤدى إلى إصابات مباشرة، مثل الحروق والجروح العميقة، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى فقدان البصر أو بتر الأطراف بسبب الانفجارات القوية، كما أن التعرض المستمر لهذه الأصوات العالية قد يؤدي إلى القلق واضطرابات النوم لدى الأطفال، ويزيد من العدوانية لديهم نتيجة الاعتياد على استخدام العنف كوسيلة للمتعة.

وطالب عويس، الجهات المختصة بتشديد الرقابة على بيع هذه الألعاب ومنع تداولها بين الأطفال، وإطلاق حملات توعية تستهدف المدارس والمساجد والكنائس لتحذير الأطفال وأولياء أمورهم من مخاطر هذه الظاهرة.

في ظل تصاعد الأزمة، وجه الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، بشن حملات مكثفة على الأسواق والمحلات التجارية بكافة مراكز المحافظة لضبط الألعاب النارية ومنع بيعها للأطفال، مؤكدا أن الأجهزة التنفيذية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.

وشدد محافظ قنا على ضرورة توعية الأهالي بخطورة هذه الظاهرة حفاظا على سلامة المواطنين، كما وجه الأجهزة الأمنية بتنفيذ حملات مفاجئة على التجار الذين يروجون لهذه الألعاب، ومصادرة الكميات المضبوطة، إضافة إلى فرض غرامات مالية على المخالفين، مع التهديد بعقوبات أشد في حالة التكرار.

ودعا محافظ قنا، إلى ضرورة إطلاق حملات توعوية مكثفة تستهدف أولياء الأمور والأطفال، محذرا من العواقب الوخيمة لهذه الألعاب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved