رمضان شهر الفتوحات (11).. فتح الإمارة الصليبية أنطاكيا

آخر تحديث: الجمعة 5 أبريل 2024 - 3:57 م بتوقيت القاهرة

يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام، حيث وقعت فيه عدد كبير من الأحداث المهمة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي؛ مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

وبعد هزيمة المغول في معركة عين جالوت، اهتم الظاهر بيبرس بفتح مدينة أنطاكيا والتي كانت إمارة صليبية في ذلك الوقت، وكان الصليبيون حلفاء للمغول، فأراد بيبرس تأمين هذه الجبهة تمامًا من هجمات المغول وإخضاعها للمسلمين.

وقضى بيبرس 10 سنوات يخطط بحكمة حتى نجح في هدم حصنها المنيع، ففي الرابع من رمضان عام 666 هـ، تمكن ببراعته من فتح المنطقة الاستراتيجية التي تسيطر على الطرق الشمالية للشام، وبذلك كسر شوكة الصليبيين بتدمير ثاني إمارة بعد "الرها" التي أسسها الصليبيون بعد حملتهم الأولى، وفقًا لمجموعة من الأبحاث التاريخية، منها مجلة الدراسات التاريخية والحضارية بالعراق.

وكان فتح أنطاكيا له أثر كبير، حيث جلب القوة والعزة والتمكين للمسلمين في وقت كانوا فيه يعانون من الضعف والوهن، وكانت الأراضي تضيع بين أيدي المغول والصليبيين.

• فتح أنطاكية

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تم فتح أنطاكيا بعد معركة اليرموك بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، واستمرت تحت حكم المسلمين حتى سيطرة الإمبراطور البيزنطي نقفور الثاني، ثم سقوطها بيد السلاجقة عام 1085م.

وتبادلت الأيدي ملكية المدينة حتى بداية الحملات الصليبية على الشام عام 1098م (491هـ)، حيث سقطت بيد بوهمند الذي جعل منها إمارة صليبية ثانية، وظلت تحت سيطرتهم لمدة تزيد عن 170 سنة.

وبعد استيلاء الصليبيين على المدينة، محوّ كل آثار الإسلام فيها وتحويل مساجدها إلى كنائس، وحصنوها بجدران طولها 12 كيلومتراً، تحوي 136 برجاً و24 ألف شرفة، وكانت تُطوف عليها حراس بالتناوب يوماً وليلة، وأصبحت قاعدتهم العسكرية لقيادة حروبهم الصليبية، مما جعل فتح المسلمين لها أمراً صعباً للغاية، ومع ذلك، جاء الظاهر بيبرس ونجح في فتحها بعد حصار دام فقط خمسة أيام.

• نتائج فتح أنطاكيا

فور فتحها، قرر السلطان إطلاق سراح أسرى المسلمين الذين كانوا في أنطاكيا، واستولى على غنائم كبيرة جدًا، حتى وُصِفَت بأنها كثيفة لدرجة أنهم اضطروا لتقسيم النقود باستخدام الأوعية.

بعد ذلك، أرسل السلطان رسالة إلى بوهمند السادس ليخبره بتفاصيل ما حدث في المدينة ومصير أهلها.

بعد الفتح، سلّم بيبرس قلعة المدينة إلى الأميرين بدر الدين بيليك الخازندار وبدر الدين بيسرى الشمسي.

ثم وزعوا الغنائم وأشعلوا النيران في القلعة، وامتدت النيران إلى باقي المدينة، مما أدى إلى تركها خاوية على عروشها.

وكان الهدف من هذا العمل الحرق إلى جانب الفتح هو نشر روح اليأس في قلوب الصليبيين، لكي لا يفكروا في العودة إلى هذه المدينة الحصينة التي بقيت في قلب الشام لقرون طويلة.
أقرأ أيضاً:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved