في وداع «عباس كيارستامي» محب السينما والإنسانية

آخر تحديث: الثلاثاء 5 يوليه 2016 - 9:12 م بتوقيت القاهرة

مي زيادي

عباس كيارستامي؛ المخرج الإيراني الذي أحب السينما، فكانت أفلامه من أجل السينما والإنسانية. كيارستامي الذي وضع السينما الإيرانية على خريطة العالم، توفى أمس الأثنين عن 76 عاما في فرنسا، بعد أسبوع على وصوله إليها لتلقي العلاج من مرض السرطان. لتظل جملة المخرج الفرنسي الشهير جان لوك جودار عنه خير تعبير عن مسيرة هذا المخرج، حيث قال عنه جودار "الفيلم بدأ عند جريفث وانتهي عند عباس كيارستامي".

عباس كيارستمي من مواليد طهران ( 22 يونيو 1940 ) وهو مخرج سينمائي عالمي، درس الفنون الجميلة بإيران، وعمل مصمم جرافيك، وشاعرا ورساما ومصورا. وهو كاتب سيناريو ومنتج أفلام ومصور. عمل في مجال صناعة الأفلام منذ عام 1970، حقق خلالها أكثر من 40 فيلما عالميا بما فيها أفلام قصيرة ووثائقية، وحققا نجاحا ساعد في لفت الانتباه لأفلامه. وفي 1997 فاز فيلمه "طعم الكرز" بالسعفة الذهبية بمهرجان "كان" السينمائي.

قال المخرج الإيراني الشهير أصغر فرهادي، تعقيبا على رحيل كيارستامي في حديثه لـ"الجارديان البريطانية"، "أنا حزين جدا لسماع خبر وفاة كيارستامي، إنها حقا صدمة".

وأضاف أصغر فرهادي قائلا عن كيارستامي "هو لم يكن مجرد صانع أفلام، وإنما كان شخص زاهدا وصاحب آراء عصرية ومتجددة، وذلك في كل من السينما وحياته الخاصة"، وأضاف فرهادي "إن نجاح عباس كيارستامي مهد الطريق للعديدون من مخرجي السينما الإيرانية، ووفاته لم تكن خسارة لعالم السينما فقط، وإنما خسارة للعالم كله، الذي فقد رجلا عظيما".

بينما قال المخرج الإيراني محسن مخملباف الذي كان له حضورا في فيلم "كلوز أب" لعباس كيارستامي ، إن"كيارستامي أعطى السينما الإيرانية مصداقية على المستوى الدولي، ولكن أعماله لم تحظ بانتشار في إيران، مضيفا " كيارستامي غير في السينما؛ جددها وجعلها أكثر إنسانية، في مقابل، الصيغة الفظة لسينما هوليود".

وأنهى مخملباف حديثه عن كيارستمي قائلا "كان رجلا محب للحياة، يحب أن يعيش و يصنع أفلام في مدح الحياة، لذلك من الصعب تقبل وفاته".

"كيارستامي" والثورة الإيرانية

بعد قيام الثورة الإيرانية في 1979 وما فرضته من رقابة وقيود على صناعة السيما والفن عموما، فضل كيارستامي البقاء في طهران بعد الثورة، بعكس الكثيرون من أقرانه من صناع السينما. وشبه نفسه بالشجرة قائلا " الشجرة المتجذرة في الأرض، لو نقلتها من مكانها إلى مكان آخر، سوف لن تثمر، وأنا لو تركت بلدي، سأكون تماما مثلك تلك الشجرة"، وفقا لما نشرته جريدة "الجارديان".

وأكدت المخرجة الفرنسية-الإيرانية مرجان ساترابي مخرجة فيلم التحريك "برسبوليس" والتي تعرفت عليه في فرنسا "من دونه لما تمكنت من إنجاز برسيبوليس". وأضافت "أمضى الجزء الأكبر من مسيرته في إيران، وأخذ عليه أنه لم يتناول السياسة كثيرا. إلا أن أفلامه كانت سياسية لإنها تتحدث عن تحرر المرأة والانتحار"، وذلك وفقا لما نشرته فرانس 24.

سطع نجم كيارستامي على الساحة الدولية مع فيلم "أين منزل صديقي؟" (1987)، وعرضت أفلام عدة له في مهرجان كان، من بينها خمسة رشحت رسميا للفوز بالجائزة الأولى للمهرجان هي "عبر أشجار الزيتون" (1994) و"طعم الكرز" الذي نال السعفة الذهبية سنة 1997 و"عشرة" (2002)، و"نسخة طبق الأصل" (2010)، و"كشخص واقع في الغرام" (2012)، وفقا لما نشرته فرانس 24.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved