عاصفة «الخوف» تضرب البيت الأبيض

آخر تحديث: الأربعاء 5 سبتمبر 2018 - 4:54 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد هشام وسمر أحمد:

• كتاب لمفجر فضيحة ووترجيت: الرئيس أمر باغتيال الأسد بعد هجوم خان شيخون
• ترامب يرد: لم يحدث والمؤلف «عميل للديمقراطيين»
• بوب وودورد: وزير الدفاع شبه ترامب بطفل فى الصف الخامس.. كيلى نعته بـ«المعتوه».. والمسئولان: لم يحدث
• بانون صارخًا فى وجه إيفانكا: موظفة ملعونة.. والأخيرة: لست موظفة بل «الابنة الأولى»
فى عاصفة جديدة تضرب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نشرت وسائل إعلام أمريكية اليوم، مقتطفات من كتاب الصحفى الاستقصائى المخضرم بوب وودورد عن ترامب وإدارته، والذى تضمن العديد من الوقائع الصادمة عن الرئيس الأمريكى وتصرفاته وصورته فى أذهان المقربين منه، ما دفع البيت الأبيض للمسارعة بوصف الكتاب بأنه عبارة عن «قصص ملفقة».

وبين طيات الكتاب المعنون «الخوف: ترامب فى البيت الأبيض»، المؤلف من 448 صفحة، والمقرر صدوره الثلاثاء المقبل، وصف وودورد البيت الأبيض بأنه مكان مضطرب يطلق فيه الموظفون، على الرئيس الأمريكى ألفاظ مهينة من خلف ظهره ويعتبرون افتقاره لحب الاستطلاع وضحالة معرفته بالحكم والسياسة الخارجية، مصدر قلق لفريقه للأمن القومى، وفقا لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية.

ويعتمد الكتاب على مئات الساعات من المقابلات السرية المسجلة وعشرات المصادر من الدائرة المقربة لترامب، وكذلك الوثائق والملفات والمذكرات، بما فى ذلك مذكرة مكتوبة بخط يد ترامب نفسه.

وفاز وودورد الصحفى المخضرم بجائزة بوليتزر المرموقة مرتين، إحداهما عن تغطيته مع زميله كارل برنستين لفضيحة «ووترجيت» التى أدت إلى استقالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.

وأوضح الكاتب أن جارى كون، المستشار الاقتصادى السابق لترامب، سرق خطابا من مكتب ترامب كان يعتزم الرئيس توقيعها لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق تجارى مع كوريا الجنوبية»، مضيفا أن المستشار السابق أخبر أحد مساعديه أن الرئيس لم يلحظ اختفاء الخطاب، مبررا فعلته بأنه كان يستهدف حماية الأمن القومى. إلا أن تلك لم تكن الواقعة الوحيدة، حيث سرق كون خطابا آخر من مكتب ترامب فى ربيع 2017، كان سيقضى بانسحاب واشنطن من اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا».

واقعة أخرى تضمنها الكتاب، أفادت بأن وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس وصف ترامب بأنه يتصرف وكأنه طفل فى الصف الخامس أو السادس عندما يتعلق الأمر بملف شبه الجزيرة الكورية.

واستشهد الكاتب بواقعة حدثت فى 19 يناير الماضى خلال اجتماع لفريق الأمن القومى مع ترامب، هون فيه الرئيس من شأن أهمية الوجود العسكرى لبلاده فى شبه الجزيرة الكورية وكذلك دور المخابرات الخاصة، الذى يسمح لواشنطن برصد اطلاق الصواريخ من كوريا الشمالية خلال ثوان بدلا من 15 دقيقة إذا كانت عملية الرصد من ألاسكا.

ورد ماتيس على اعتراض الرئيس، قائلا: «نحن نفعل ذلك لمنع حرب عالمية ثالثة»، إلا أنه بعد الاجتماع أعرب وزير الدفاع عن قلقه واستيائه فى محادثات خاصة مع مساعديه، مشيرا إلى أن الرئيس يتصرف بعقلية طفل فى الصف الخامس أو السادس.

فى المقابل، رفض ماتيس مزاعم وودورد، واصفا إياها فى بيان بأنها محض خيالات من شخص واسع الخيال، مضيفا: «فكرة أننى أبدى ازدراء للقائد الأعلى للقوات المسلحة ــ الرئيس المنتخب ترامب أو التسامح تجاه أى علامات عدم احترام من جانب أحد فى الوزارة تجاه الرئاسة، لا تصدر إلا عن شخص خصب الخيال».

إلى ذلك، أشار الكتاب إلى أن مساعدى البيت الأبيض شبهوا ترامب بالرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، فى اعتقاده أن «الجميع يحاولون النيل منه»، وذلك بعد تعيين المحقق الخاص روبرت مولر للتحقيق فى التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

ولم تقتصر الحوادث الصادمة على ترامب فقط بل امتدت إلى طاقمه ومن بينهم نجلته إيفانكا، التى دخلت فى مشاحنة مع كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق ستيف بانون، بشأن تجاوزها لكبير موظفى البيت الأبيض السابق رينس بريبوس، فى الوصول إلى ترامب.

وذكر الكاتب أن بانون صرخ فى وجه إيفانكا قائلا: «أنت موظفة ملعونة»، وأخبرها أن عليها العمل من خلال بريبوس شأنها شأن باقى مساعدى ترامب. وتابع بانون: «تتجولى فى المكان وتتصرفى وكأنك مسئولة، لكنك لست كذلك، أنت موظفة»، وفقا لما نقلته مجلة نيوزويك الأمريكية.

من جانبها، ردت إيفانكا على بانون قائلة: «لست موظفة ولن أكون أبدًا كذلك. أنا الابنة الأولى» فى إشارة لكونها ابنة الرئيس وعلى غرار لقب السيدة الأولى.

إلى ذلك، ذكر الكتاب أن كبير موظفى البيت الأبيض السابق بريبوس الذى استقال من منصبه فى يوليو 2017، يصف مسئولى إدارة ترامب بأنهم «مفترسين ووحوش»، حيث نقل عنه قوله: «عندما تضع ثعبان وفأر وصقر وأرنب وسمك قرش فى حديقة حيوانات بدون جدران، تصبح الأمور بشعة ودموية». وأوضح الكتاب أن بريبوس شكا من أنه لا يمكن فعل الكثير لمنع الرئيس ترامب من خلق الفوضى، مشيرا إلى أن ترامب طلب من سكرتير موظفى البيت الأبيض آنذاك، روب بورتر، حيث كان من المفترض أن يقدم تقاريره إلى بريبوس، أن يتجاهل الأخير، ووصفه بأنه مثل «الفأر الصغير»، فقط يجيد التجول فى المكان.

وفقا لمقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نعت كبير موظفى البيت الأبيض الجنرال جون كيلى فى حديث مع مساعديه ترامب بـ«المعتوه» و«الأحمق» وأنه من غير المجد تقديم المشورة إليه، مضيفا: «نحن فى مدينة الجنون، هذه أسوأ وظيفة توليتها على الإطلاق».

فى المقابل، نفى كيلى ما ورد فى الكتاب، مؤكدا فى بيان أنها ادعاءات «ليست صحيحة»، معتبرا أنها «محاولة أخرى مثيرة للشفقة لتشويه سمعة المقربين من الرئيس وتشتيت الانتباه عن نجاحات إدارته».

إلى ذلك، ذكر الكتاب أنه فى إبريل 2017 بعد الهجوم المفترض للرئيس السورى بشار الأسد بالأسلحة الكيماوية فى مدينة خان شيخون، طلب ترامب من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الأسد، قائلا: «فلنقتله، لنذهب إلى هناك ونقتل الكثير منهم». ووافق ماتيس على التصرف، لكن بعد أن وضع سماعة الهاتف قال لأحد مساعديه أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات «مدروسة أكثر» ضد سوريا، كانت على شكل غارات جوية عقابية.

غير أن ترامب كذّب ما أورده وودورد حول الأسد، قائلا على حسابه بموقع «تويتر»: «ما ذكره وودورد سبق وتم نفيه من قبل وزير الدفاع ماتيس، وكبير موظفى البيت الأبيض جون كيلى»، مؤكدا هذه «حيل مختلقة، وخداع للجمهور» كما وصف وودورد بأنه «عميل ديمقراطى»، فى إشارة لخصومه من الحزب الديمقراطى.

وردا على ما ذكره وودورد بأن ترامب سخر من اللكنة الجنوبية لوزير العدل جيف سيشنز واصفا إياه بأنه «متخلف عقلى» و«غبى قادم من الجنوب»، أكد ترامب أنه «لا يستخدم هذه الألفاظ لوصف أى أحد»، مضيفا: «أن تكون من الجنوب هو أمر عظيم. هو (وودورد) اختلق تلك الأمور بهدف التفرقة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved